جموع المصلين يؤدون صلاة عيد الأضحى في صنعاء والمحافظات وخطيب العيد يوجه رسائل قوية بشأن فلسطين
أدى جموع المصلين في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية، صباح اليوم، صلاة عيد الأضحى المبارك، في أجواء إيمانية يسودها الخشوع والسكينة، واستمعوا عقب الصلاة إلى خطبتي العيد التي ألقيت في عدد من المساجد والساحات العامة.
وفي الجامع الكبير بصنعاء، أدى عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الإدارة والتنمية المحلية الدكتور محمد المداني، ووزيرا الخدمة المدنية الدكتور خالد الحوالي، والزراعة والثروة السمكية الدكتور رضوان الرباعي، إلى جانب عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والمسؤولين، صلاة العيد مع جموع المصلين.
وفي خطبتي العيد، قدّم العلامة محمد مفتاح تهانيه لأبناء الشعب اليمني والأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة تحل في ظل أوضاع استثنائية تمر بها الأمة، مع تصاعد العدوان والاستكبار بقيادة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وحلفائهما.
وأكد مفتاح أن عيد الأضحى هو عيد الصبر والتسليم، مستشهدًا بقصة ابتلاء النبي إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام، وما فيها من دروس عظيمة في الطاعة والثبات أمام المحن. ولفت إلى أن الابتلاءات التي مر بها النبي إبراهيم رفعت مقامه وجعلته إمامًا للناس، مشددًا على أن الظالمين والمجرمين لا يُلحقون بهذه الرسالة، حتى وإن انتسبوا إليها كما يفعل الصهاينة اليوم.
واستنكر خطيب العيد الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن تلك الجرائم تُضاف إلى سجل طويل من الإجرام والانتهاكات التي مارستها القوى الاستعمارية والصهيونية، بما في ذلك قتل الأنبياء وارتكاب المجازر بحق الأبرياء.
وانتقد العلامة مفتاح صمت الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني، محملًا إياها مسؤولية تمويل ودعم العدوان المستمر على قطاع غزة. كما أعرب عن أسفه لتخاذل الأمة الإسلامية عن نصرة الفلسطينيين، في وقت يُقابل فيه الشعب الفلسطيني رصاص العدو بصبر وثبات وتضحية.
ودعا الخطيب العلماء والمفكرين وقادة الرأي إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والدينية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن السكوت على ما يجري في غزة يمثل جريمة أخلاقية وإنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، حيث تُستهدف المستشفيات والمدنيون والأطفال والنساء في ظل صمت عربي وإسلامي مريب.
كما خاطب أبناء غزة وفلسطين مؤكدًا أنهم ليسوا وحدهم، وأن وعد الله بالنصر آتٍ لا محالة، رغم فظاعة الجرائم الصهيونية، مشيرًا إلى أن العدو بات مهزومًا أخلاقيًا وسياسيًا وإنسانيًا.
وأشاد العلامة مفتاح بمواقف الشعب اليمني الثابتة تجاه قضايا الأمة، ووقوفه المشرف مع القضية الفلسطينية، رغم ما يعانيه من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة نتيجة الحصار والعدوان.
وأكد في ختام خطبته أن الشعب اليمني سينتصر بثباته وصبره ووعيه، وسيظل سندًا للمستضعفين في فلسطين وسائر الأمة، مبتهلًا إلى الله أن يحقق النصر لعباده الصابرين في اليمن وفلسطين، وأن يذل أعداءهم ويكسر شوكتهم.