في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وعودة الحديث عن مواجهة محتملة، وجّهت إيران، يوم الثلاثاء، تحذيراً صريحاً إلى دول الجوار، محذّرة من مغبة السماح باستخدام أجوائها أو أراضيها كمنصة لشنّ أي هجوم ضدها، خصوصاً في ظل التحركات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية المتزايدة.
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن اللواء رحيم صفوي، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الأعلى الإيراني، تحذيره المباشر للدول المجاورة، لا سيما منطقة شمال العراق، والتي قال إنّها باتت منطلقاً محتملاً للعدوان الأمريكي والإسرائيلي. وأكد صفوي أنّ الجيش الإيراني سيردّ بحزم على أي اعتداء ينطلق من أراضي أي دولة، مشيراً بشكل خاص إلى إقليم كردستان العراق الذي سبق وأن استُخدم – بحسب الجانب الإيراني – كموقع عمليات لموساد والاستخبارات الأميركية.
التحذيرات الإيرانية تأتي في ظل مؤشرات قوية على تصعيد جديد، حيث رُصدت تحركات أمريكية ضخمة، وسط تقارير عن جسور دعم عسكري لتزويد إسرائيل بالقنابل، ما يعزز المخاوف من جولة جديدة من الحرب المفتوحة بين طهران وتل أبيب.
وفي المقابل، يسود أوساط الاحتلال الإسرائيلي قلقٌ متزايد بشأن الجاهزية العسكرية في حال اندلاع مواجهة ثانية مع إيران. إذ نقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن رئيس الوزراء الأسبق أفيغدور ليبرمان تحذيره من أنّ إسرائيل “غير جاهزة” لمواجهة قادمة، وتحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل لاستعادة قدراتها بعد الجولة الأولى من المواجهات التي امتدت 12 يوماً وتعرضت خلالها لهجمات صاروخية إيرانية مباشرة.
ليبرمان دعا حكومة نتنياهو إلى “إعادة ترتيب الأولويات فوراً” محذراً من أن الزج بإسرائيل في حرب جديدة قبل التعافي الكامل يمثل “مخاطرة إستراتيجية كبيرة”.
وتزامناً مع هذه التصريحات، كشفت صحيفة “هآرتس” عن معلومات جديدة حول الأهداف التي ضربتها إيران في الجولة السابقة، مشيرة إلى أن الضربات الإيرانية استهدفت مختبرات جامعية ومراكز أبحاث عسكرية متقدمة، بينها منشآت تطوير تكنولوجيا “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، ونجحت في تدميرها جزئياً.
هذه التطورات تضع المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة على تصعيد أخطر، في وقت تتزايد فيه التحركات العسكرية الأمريكية قرب البحر الأحمر، بينما تتمسك إيران بموقفها الرافض لأي وجود عسكري أجنبي دائم في المنطقة، خصوصاً على البحر الأحمر، الذي وصفته سابقاً بـ”الخط الأحمر”.