أكّد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب متلفز، اليوم الخميس، تناول فيه مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن ما يرتكبه العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني يمثل أبشع جرائم العصر وجريمة القرن، مشدداً على أن المخطط الصهيوني يستهدف الأمة الإسلامية بكاملها، وأن الصراع معه حتمي ولا يمكن التعايش معه.
مجازر غزة ومعاناة إنسانية كارثية
وأشار السيد الحوثي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب هذا الأسبوع مجازر مروعة في قطاع غزة، عبر القصف والحصار والتجويع، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، محذراً من أن ربع مليون طفل فلسطيني يواجهون خطر الموت البطيء جراء سوء التغذية.
ولفت إلى أن جريمة استهداف خيمة نازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى، واستهداف الطفلة آمنة المفتي وهي تحمل جالون ماء، يجسد بشاعة العدوان و“تعطّش الصهاينة للدماء”.
الضفة والقدس في دائرة الاستهداف
وحذّر من مخططات الاحتلال لإقامة بؤر استيطانية جديدة لفصل شمال الضفة عن جنوبها وعزل القدس بشكل كامل، مؤكداً أن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى تندرج ضمن مشروع صهيوني يهدف إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، وهو ما وصفه بأنه “جوهر المخطط الصهيوني” الذي لن يتنازل عنه الاحتلال في أي مساومة سياسية.
المشروع الصهيوني: خرافة دينية وسيطرة عالمية
وبيّن أن اليهود الصهاينة يسعون إلى إقامة ما يسمونه بـ”إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الحجاز، ويعتبرون ذلك “وعداً إلهياً”، مشيراً إلى أن الغرب تبنى هذه الخرافة وقدّم لها الغطاء والدعم المالي والعسكري.
واعتبر السيد الحوثي أن المشروع الصهيوني قائم على الإبادة والاستعباد ونهب الثروات، محذراً من أنه “مشروع شيطاني لا يحمل أي قيمة إنسانية”، بينما يقدم الإسلام مشروعاً إلهياً قائماً على العدل والرحمة والحرية الحقيقية.
الموقف العربي: تواطؤ وصمت مخزٍ
وانتقد السيد الحوثي مواقف بعض الأنظمة العربية التي وصفها بـ“المتخاذلة والداعمة للعدو”، مستشهداً بفضيحة سفينة سعودية تحمل أسلحة لإسرائيل في أحد الموانئ الإيطالية، وصفقة الغاز المصرية مع الاحتلال بقيمة 35 مليار دولار.
كما ندّد بالمطالبات العربية الرسمية بنزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، واعتبرها خدمة مباشرة للعدو. وأكد أن منظمة المؤتمر الإسلامي لم تقدّم شيئاً عملياً منذ أكثر من 45 عاماً على الرغم من صدور قراراتها بشأن القدس.
المقاومة الفلسطينية: صمود رغم الحصار
وأشاد السيد الحوثي بفاعلية المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن كتائب القسام وسرايا القدس أظهرت أداءً مفاجئاً للعدو رغم الحصار والإمكانات المحدودة، ما دفع الاحتلال إلى التفكير في الاستعانة بمرتزقة ومقاتلين من الجاليات اليهودية.
ونقل رسالة لأحد المجاهدين من عملية خان يونس قال فيها: “نحن حجة عليكم يا أمة الإسلام… لا عذر للتخاذل ولا سامح الله من ترك غزة وحدها”، معتبراً أنها تعبير عن لسان حال جميع المقاومين في غزة.
الدور اليمني في المواجهة
وأكد السيد الحوثي استمرار عمليات الإسناد اليمنية، مشيراً إلى أن شهر صفر وحده شهد تنفيذ 42 عملية صاروخية ومسيرة استهدفت مواقع للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، مع فرض حصار محكم على الملاحة الإسرائيلية.
وعلى الصعيد الشعبي، أوضح أن اليمن شهد الأسبوع الماضي 1375 مسيرة ووقفة، إلى جانب مؤتمر موسع لعلماء اليمن وفعاليات جامعية واسعة، داعياً الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم الجمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات دعماً لغزة.
الخاتمة: الصراع حتمي
واختتم السيد الحوثي خطابه بالتأكيد على أن الصراع مع المشروع الصهيوني حتمي، وأنه “لا مكان للحياد أو التعايش مع مخطط يقوم على الإبادة والاستعباد”. ودعا الأمة الإسلامية إلى التحرك العملي والجاد، مشدداً أن “التحرك في وجه العدو الصهيوني من صميم الإيمان والعزة والكرامة”.
