المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ملتقى الكُتاب اليمنيين يدين العدوان الإسرائيلي على صنعاء والجوف ويدعو لتصعيد المواجهة

    أدان ملتقى الكُتاب اليمنيين، في بيان صدر الأربعاء، العدوان...

    حصيلة ثقيلة للعدوان الإسرائيلي على اليمن: 35 شهيداً و131 جريحاً وعمليات الإنقاذ مستمرة

    شهدت العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف، اليوم الأربعاء، عدواناً إسرائيلياً...

    موقع أمريكي: إسرائيل تحرق أصابعها في اليمن وتجد نفسها في حرب استنزاف بلا نصر

    أوضح موقع ريسبونسبل استيتكرافت الأمريكي أنّ الكيان الصهيوني قد ارتكب خطأً استراتيجياً فادحاً عندما قرر فتح جبهة اليمن باغتيال رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي وعدد من رفاقه في صنعاء. ووصف الموقع هذه الجريمة بأنها منعطف حاسم أدخل الصراع إلى مرحلة إقليمية لا عودة منها، مشيراً إلى أنّ ما قاله عضو المكتب السياسي محمد البخيتي عن دخول الحرب طوراً جديداً لم يكن مجرد خطاب سياسي، بل وصفاً لواقع ميداني أثبتته الطائرات الإسرائيلية حين اخترقت أجواء الجزيرة العربية لتنفيذ عملية اغتيال غير مسبوقة.

    وما اعتبره وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس “مجرد البداية”، لم يكن سوى اعتراف غير مباشر بأن إسرائيل أطلقت رصاصة على قدميها. فالمواجهة لم تعد بين دولة تملك ترسانة عسكرية متقدمة وبين خصم ضعيف كما توهّمت تل أبيب، بل بين جيش مأزوم يطارد الانتصار الوهمي، وقوة شعبية صلبة تمرّست على حرب الاستنزاف وأتقنت فنون الصبر والكمائن. وهنا يبرز السؤال الذي يتجنبه العدو: إذا كان التحالف السعودي الإماراتي، بكل ما يملك من قوة وغطاء دولي، قد فشل خلال تسع سنوات في إخضاع صنعاء، فماذا بوسع إسرائيل أن تفعل وحدها؟

    لقد تحوّل اليمنيون ــ كما يصف الموقع ــ من مجرد طرف إقليمي إلى قوة تعطيلية عالمية. فإطلاق الصواريخ نحو العمق الإسرائيلي وتهديد أهم الممرات البحرية الدولية لم يكن حدثاً عابراً، بل إشارة واضحة إلى أنّ ساحة الصراع قد اتسعت وأن الكيان دخل مواجهة مفتوحة مع جغرافيا لا تُهزم بالقصف الجوي، ومع شعب يعرف كيف يحوّل الجبال إلى حصون لا تُخترق. ولعلّ خروج واشنطن من هذه المعادلة لم يكن انسحاباً تكتيكياً بقدر ما كان اعترافاً صريحاً بعجز القوة الجوية الأمريكية عن تحقيق الحسم، تاركةً إسرائيل وجهاً لوجه أمام خصم لا يُساوم ولا ينكسر.

    أما التحالف المناهض لصنعاء، الذي صُمّم في الرياض عام 2022 لتوحيد الفصائل، فقد تهاوى تحت ثقل تناقضاته الداخلية، حيث تصدّعت العلاقة بين جناح سعودي يقوده رشاد العليمي وآخر إماراتي يضم عيدروس الزبيدي وطارق صالح، وهو انقسام لم يترك للتحالف سوى العجز والشلل. فكيف يمكن لكيان يبحث عن انتصارات عسكرية أن يراهن على تحالف ينهار من الداخل؟

    المعادلة باتت واضحة: لا مسار سياسي يلوح في الأفق، ولا مسار عسكري قادر على الحسم. إسرائيل استنزفت قدراتها الجوية دون جدوى، وتدرك أنّ أي محاولة للغزو البري ستتحوّل إلى مغامرة انتحارية. وفي المقابل، يواصل اليمنيون حرب استنزاف اقتصادية ونفسية، يدركون أنّ حتى الضربات الرمزية، كالصاروخ الذي وصل إلى مشارف مطار بن غوريون، كفيلة بزعزعة صورة الردع الإسرائيلي، وتوحيد الصفوف داخلياً، وإشعال حماسة الرأي العام العربي.

    وفي المحصلة، فإن الكيان الصهيوني، كما خلص التقرير الأمريكي، قد ورّط نفسه في صراعٍ لا يمكن كسبه، صراعٍ يلتهم موارده ويشغله عن أولوياته، ويدفعه إلى مواجهة خصم يعرف كيف يحوّل كل ضربة يتلقاها إلى رصيد معنوي وسياسي جديد. إنها حربٌ فتحت على إسرائيل أبواب الجحيم، ومن الصعب أن تُغلق إلا على وقع هزيمة مدوّية.

    spot_imgspot_img