اعترف الباحث في معهد مسغاف للأمن القومي والإستراتيجية الإسرائيلي، نوا لازمي، بتصاعد التهديد اليمني على الكيان الإسرائيلي، مؤكداً أن الهجمات بالطائرات المسيّرة من اليمن باتت جزءاً من استراتيجية مستمرة تهدف إلى إبقاء الضغط على تل أبيب وإرباك منظوماتها الدفاعية.
لازمي أوضح أن الهجمات الأخيرة لا يمكن وصفها بحوادث فردية، بل تعكس قدرة تشغيلية متنامية لقوات صنعاء تتيح لها إطلاق أعداد كبيرة من المسيّرات خلال فترة زمنية قصيرة، الأمر الذي يطرح تحديات جدية أمام منظومات الدفاع الجوي التي طالما رُوّج لتفوقها.
المفاجأة الأبرز التي كشفها التحقيق، بحسب لازمي، هي أن المسيّرة التي أصابت مطار رامون كانت محلية الصنع، ما يشير إلى تحول نوعي في القدرات العسكرية اليمنية، حيث باتت قوات صنعاء أقل اعتماداً على مصادر خارجية وأكثر قدرة على تطوير منظوماتها الهجومية رغم ظروف الحرب والحصار.
وأضاف أن امتلاك اليمن لهذه القدرة التصنيعية يعيد صياغة قواعد الاشتباك، ويضع إسرائيل تحت تهديد مستمر من جبهة غير متوقعة، الأمر الذي يفرض على الأجهزة الأمنية والعسكرية في تل أبيب مراجعة تقديراتها الاستخباراتية وخططها الدفاعية.
وختم الباحث الإسرائيلي بالتأكيد على أن قوات صنعاء تختبر الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية وتواصل تطوير نماذج جديدة من المسيّرات، ما يجعلها خصماً معقداً لا يمكن الاستهانة به، خصوصاً في ظل عجز الحكومة الإسرائيلية عن وقف هذا التهديد المتصاعد.
