كشف تقرير تحليلي نشره موقع غلوبال ريسيرش (Global Research) أن الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، تحمل صبغة خبيثة وانتقائية، إذ تُقدَّم على أنها “اتفاق سلام”، بينما تُخفي بين سطورها استمرار الهيمنة العسكرية الإسرائيلية وتجاهل العقود الطويلة من القهر والإبادة التي عاشها الشعب الفلسطيني.
وأشار التقرير إلى أن الرواية الأمريكية المضللة التي رافقت الإعلان عن الاتفاق، سعت إلى اختزال حرب الإبادة التي استمرت لعامين في “قضية رهائن إنسانية”، متجاهلةً الدمار الواسع في غزة والضحايا المدنيين الذين قُتلوا بالآلاف تحت القصف والحصار. وأضاف أن هذا الخطاب الإعلامي المتعمد يعيد إنتاج السردية الصهيونية ويُبرّئ المحتل من جرائمه.
وأوضح التقرير أن تفاصيل الخطة تكشف عن وجود عسكري إسرائيلي دائم داخل غزة تحت غطاء “الترتيبات الأمنية”، ما يعني عمليًا استمرار الاحتلال بشكل جديد، رغم ما تسميه واشنطن “مرحلة ما بعد الحرب”. وانتقد الموقع احتفاء ترامب بـ“عودة شعبه من اليهود” في مقابل تجاهله لعقود من الأسر الفلسطيني ولآلاف المعتقلين في سجون الاحتلال دون محاكمة، فضلًا عن الشهداء والمفقودين تحت الأنقاض الذين لا يرد ذكرهم في الخطاب الغربي.
كما لفت التقرير إلى أن خطة ترامب تتجاهل رمزية مفاتيح اللاجئين الفلسطينيين، التي ما زال أصحابها يحتفظون بها منذ عام 1948 كرمز لحق العودة المكفول بالقانون الدولي، معتبرًا أن الاحتفاء بعودة الرهائن الإسرائيليين فقط، مع محو النضال الفلسطيني من أجل العودة، هو انتقائية مهينة للإنسانية ومحوٌ مدروس لذاكرة الشعب الفلسطيني.
وخلص “غلوبال ريسيرش” إلى أن ما يُسمّى بـ“خطة السلام” ليست سوى مشروع هيمنة مُغلف بخطاب دبلوماسي زائف، يُعيد إنتاج الاحتلال والفصل العنصري بثوب إنساني، مؤكداً أن السياسة الأميركية في المنطقة لا تزال تستخدم شعار “الحرية وتقرير المصير” كقناع للسيطرة الاستراتيجية وخدمة المشروع الإسرائيلي في الشرق الأوسط.