سجلت أسواق المعادن الثمينة، اليوم الثلاثاء، قفزة تاريخية غير مسبوقة، حيث واصلت أسعار الذهب ارتفاعها لتتجاوز 4100 دولار للأونصة، مدفوعةً بموجة طلب عالمية على الملاذات الآمنة في ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية المتصاعدة، فيما حققت الفضة اختراقًا تاريخيًا بحاجز 50 دولارًا للأونصة للمرة الأولى في تاريخها.
وبحسب بيانات التداول، صعدت العقود الآجلة للذهب بنسبة 2.44% لتصل إلى 4098 دولارًا للأونصة، بعدما لامست ذروة قياسية عند 4103.81 دولارًا، في حين ارتفعت العقود الفورية بنسبة 1.49% إلى 4077.68 دولارًا للأونصة. وجاء هذا الارتفاع في ظل تجدد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد التوقعات بأن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل.
أما الفضة، فقد كانت نجم الأسواق بلا منازع، إذ ارتفعت عقودها الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 5.94% لتسجل 50.04 دولارًا للأونصة، وبلغت في التداولات اللحظية 50.083 دولارًا، وهو أعلى مستوى في تاريخها على الإطلاق.
ويرى مراقبون أن هذا الارتفاع القياسي في أسعار الفضة يعكس تحولًا جوهريًا في النظرة الاستثمارية للمعدن الأبيض، الذي يجمع بين كونه ملاذًا آمنًا ومكونًا رئيسيًا في الصناعات المتقدمة، لاسيما في مجالات الطاقة النظيفة والتقنيات الإلكترونية الدقيقة.
ويُرجع الخبراء هذه القفزة المزدوجة في أسعار الذهب والفضة إلى تزايد المخاوف العالمية من الركود والتوترات الجيوسياسية، خصوصًا في الشرق الأوسط وشرق آسيا، إضافة إلى تراجع الثقة بالعملات الورقية وازدياد توجه الصناديق والمؤسسات المالية نحو تخزين الأصول الحقيقية ذات القيمة المستقرة.
وبذلك، تدخل أسواق المعادن الثمينة مرحلة جديدة من التحول التاريخي في موازين الاستثمار العالمي، فيما يُجمع المراقبون على أن الذهب والفضة أصبحا مجددًا البوصلة الحقيقية للثقة الاقتصادية في عالم مضطرب.