في مشهد غير مسبوق، وجّهت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، تحية رسمية إلى وحدة الظل — الوحدة الأكثر سرية في صفوف المقاومة — تقديراً لدورها في نجاح عملية تبادل الأسرى الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي منشور بثّته على قناتها في تليغرام، قالت الكتائب: “تحية واجبة للجنود المجهولين في وحدة الظل، الذين حافظوا على أسرى العدو لعامين كاملين في ظل ظروف استثنائية بالغة التعقيد، وبذلوا أرواحهم وجهودهم حتى تحقق وعد المقاومة لأسرانا بالحرية.”
وتُعد وحدة الظل من أكثر التشكيلات غموضاً داخل المقاومة الفلسطينية، وقد تأسست خصيصاً لتأمين الأسرى الإسرائيليين وإخفائهم عن أجهزة الاحتلال، بما يضمن الحفاظ على ورقة الأسرى كورقة تفاوض استراتيجية. ولم يُكشف عن وجودها إلا في عام 2016، بعد عشر سنوات على تأسيسها، عقب صفقة وفاء الأحرار التي أُفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وخلال عملية التبادل الأخيرة، سمحت الوحدة للأسرى الإسرائيليين بالتحدث إلى عائلاتهم عبر اتصالات هاتفية، أشرف عليها عناصر يتحدثون العبرية بطلاقة، حيث طُلب من ذوي الأسرى نشر المقاطع على الإعلام الإسرائيلي لإثبات سلامتهم.
من جانبها، كشفت القناة 12 العبرية أن ظهور عناصر الوحدة خلال عملية التسليم في مدينة غزة أثار “غضباً وارتباكاً” لدى المحللين الصهاينة الذين اعتبروا أن “ظهور وحدة الظل يعني أن حماس لا تزال تحكم غزة بالكامل”.
في المقابل، قال المحلل العسكري الفلسطيني رامي أبو زبيدة إن هذه الوحدة “حوّلت السرية إلى سلاح، والصبر إلى قدرة تفاوضية أعادت تشكيل موازين القوى”، مشيراً إلى أن أعضاءها “أثبتوا أن المعلومة الحية واليد المدربة أقوى من أي تكنولوجيا تجسس أو أقمار صناعية”.
