المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صمت مريب لتحالف العدوان.. ما وراء تدفق المهاجرين الأفارقة إلى السواحل اليمنية؟

    تزايدت في الآونة الأخيرة التساؤلات حول صمت تحالف العدوان...

    شلل في حركة النقل بحضرموت.. إضراب شامل لسائقي الشاحنات احتجاجاً على جبايات المرتزقة في سيئون

    شهدت محافظة حضرموت المحتلة، الثلاثاء، إضراباً واسعاً لسائقي الشاحنات...

    اليمني آدم الحربي يفوز بمنصب عمدة هامترامك في ولاية ميشيغان

    حقق الشاب آدم الحربي، الأمريكي من أصول يمنية، فوزًا...

    زلزال سياسي في نيويورك: زهران ممداني أول مسلم يقود أكبر مدينة أمريكية

    في سابقة تاريخية تعكس تحوّلاً عميقاً في المشهد السياسي...

    منظمة فرنسية تحذر: اليمن يواجه “كارثة جيلية”.. نصف الأطفال يعانون الجوع والمجاعة تطرق أبواب الملايين

    حذّرت منظمة “أطباء العالم” الفرنسية من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن، مؤكدة أن البلاد أصبحت ثالث أكثر دولة تضررًا من نقص الغذاء في العالم، حيث يعاني ما يقرب من نصف السكان من الجوع، بينما يعاني نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء تغذية مزمن يهدد حياتهم ومستقبلهم.

    وذكرت المنظمة في تقريرها أن اليمن يشهد أزمة إنسانية غير مسبوقة تتعمق يومًا بعد آخر، إذ تعاني واحدة من كل ثلاث أسر من المجاعة الشديدة أو المتوسطة، وسط تراجع مقلق في تمويل برامج الإغاثة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية. وأشارت إلى أنه بحلول مطلع العام المقبل قد يواجه أكثر من 18 مليون شخص مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، فيما سيقترب 41 ألفًا من حافة المجاعة الفعلية.

    وأوضحت المنظمة أن العائلات في اليمن باتت أمام خيارات مأساوية للبقاء على قيد الحياة، إذ يضطر الآباء إلى التخلي عن وجباتهم لإطعام أطفالهم، أو بيع أراضيهم ومواشيهم، وحتى القليل مما يملكون لتأمين لقمة العيش.

    وأكد التقرير أن الأطفال يمثلون الشريحة الأكثر تضررًا، حيث يؤدي الجوع إلى تراجع نموهم البدني والعقلي، ويفقدهم فرص التعليم والمستقبل. ونتيجة لذلك، اضطرت آلاف الأسر إلى إخراج أطفالها من المدارس أو تزويجهم في سن مبكرة أو تشغيلهم في ظروف قاسية.

    وبحسب “أطباء العالم”، فإن الحرب والانهيار الاقتصادي والتقلبات المناخية ونقص المياه النظيفة تُغرق البلاد في دوامة المجاعة. فسنوات الحرب دمّرت سبل العيش وقيّدت الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية، بينما تتحمل النساء والفتيات العبء الأكبر من المعاناة. وأشارت إلى أن موجات الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت البلاد في أغسطس دمّرت الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، ما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء وانعدام الدخل.

    وأوضحت المنظمة أن سوء التغذية والمجاعة في اليمن بلغا مستويات كارثية بين الأطفال، وسط تراجع حاد في تمويل المساعدات الدولية، ما تسبب في إغلاق أكثر من 2800 مركز صحي منقذ للحياة. كما تواجه سلاسل التوريد الخاصة بالأغذية العلاجية والأدوية ضغطًا شديدًا، فيما لا تتجاوز نسبة التمويل المتاح لبرامج الأمن الغذائي والتغذية 10% فقط من الاحتياجات الفعلية.

    وأشارت البيانات الميدانية إلى أن نصف الأسر في محافظات تعز والضالع وأبين والحديدة وحجة لديها طفل واحد على الأقل يعاني من سوء التغذية، فيما تعاني واحدة من كل أربع أسر من وجود امرأة حامل أو مرضعة مصابة بسوء التغذية الحاد.

    وأكدت المنظمة أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أكثر عرضة للوفاة بعشر مرات مقارنة بالأطفال الأصحاء، مشيرة إلى أن أجسادهم تدخل في حالة جوع تام تؤدي إلى تحلل البروتينات الحيوية ثم الموت البطيء والمؤلم إذا لم يتلقوا العلاج في الوقت المناسب.

    واختتم التقرير بتحذير شديد اللهجة من أن “الجيل القادم في اليمن يواجه خطر الانقراض البطيء”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتوفير التمويل الكافي وإنقاذ ملايين الأطفال من الجوع والموت، وإعادة تشغيل مراكز التغذية والصحة الأساسية قبل فوات الأوان.

    spot_imgspot_img