المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    اليمن في مواجهة “إسرائيل”.. تحذير استراتيجي وتحول في معادلة الردع الإقليمي

    في خضم التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، برز الموقف...

    الخارجية اليمنية تطالب بإنهاء الاحتلال وتسليم المتورطين في جريمة استهداف الحكومة

    رحّبت وزارة الخارجية والمغتربين بالمساعي الأخيرة التي تبذلها الأمم...

    ولادة “أحفاد الثقوب السوداء”: اكتشاف كوني مذهل يعيد إثبات عبقرية أينشتاين

    في مشهد كوني استثنائي يعيد رسم حدود الفهم البشري...

    تصعيد ميداني في اليوم الـ26 للهدنة: الاحتلال يواصل خروقاته وغزة تواجه كارثة إنسانية

    تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار...

    ولادة “أحفاد الثقوب السوداء”: اكتشاف كوني مذهل يعيد إثبات عبقرية أينشتاين

    في مشهد كوني استثنائي يعيد رسم حدود الفهم البشري للفضاء، أعلن فريق من علماء الفلك عن أول رصد مباشر لما يُعرف بـ”أحفاد الثقوب السوداء” — أي ثقوب سوداء وُلدت من اندماج ثقوب سابقة، لتفتح فصلاً جديداً في تاريخ الفيزياء الحديثة وتؤكد مجدداً عبقرية نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين بعد أكثر من قرن على طرحها.

    تؤكد الدراسة التي نُشرت في مجلة Astrophysical Journal Letters أن العلماء في مراصد ليغو الأمريكي وفيرغو الأوروبي وكاغرا الياباني تمكنوا في أكتوبر ونوفمبر 2024 من تسجيل موجات جاذبية نتجت عن اندماجين كونيين غير مسبوقين، سميا “GW241011″ و“GW241110”.

    الحدث الأول نتج عن اندماج ثقبين أسودين بكتلة تعادل 17 و7 أضعاف كتلة الشمس على بعد نحو 700 مليون سنة ضوئية، فيما وقع الثاني بين ثقبين بكتلة 16 و8 كتلة شمسية على بعد 2.4 مليار سنة ضوئية.

    المفاجأة الكبرى كانت أن أحد هذه الثقوب كان يدور بعكس اتجاه مداره حول شريكه، وهي ظاهرة غير مسجلة من قبل، تؤكد أن هذا الثقب وُلد من اندماج سابق — أي أنه “حفيد كوني” حقيقي.

    هذه النتيجة تقدم أول دليل رصدي مباشر على أن الثقوب السوداء لا تولد فقط من انهيار النجوم العملاقة، بل يمكن أن تنشأ من سلسلة أجيال متتابعة من الاندماجات، تماماً كما تتناسل المجرات والنجوم عبر الزمن الكوني.

    يشبه العلماء هذه الظاهرة بطاولة بلياردو سماوية، تصطدم فيها الكرات (الثقوب السوداء) لتندمج وتكوّن كرات أكبر، وكل تصادم يولّد اهتزازات في نسيج الزمكان نفسه — وهو المفهوم الذي وضعه أينشتاين قبل مئة عام حين تخيل الكون كنسيج مرن يهتز عند مرور الأجسام الهائلة الكتلة.

    ويقول الفيزيائي كارل يوهان هاستر من جامعة نيفادا، المشارك في الدراسة: “كل موجة جاذبية نرصدها ليست مجرد حدث فلكي، بل مختبر طبيعي لاختبار القوانين الأساسية للفيزياء في أقسى ظروفها”.

    التحليل التفصيلي كشف أن الثقوب الناتجة تدور بسرعات قياسية هي من بين الأعلى التي تم قياسها على الإطلاق، ما ينسف بعض الفرضيات حول وجود “جسيمات فائقة الخفة” (Superlight Bosons) التي كان يُعتقد أنها تُبطئ دوران الثقوب عبر الزمن.

    بهذا الإنجاز العلمي، يصبح الكون نفسه شاهدًا حيًا على عبقرية أينشتاين، الذي وصف قبل قرن كيف أن اصطدام الأجسام فائقة الكتلة يولّد “تموجات في الزمكان مثل دوائر الماء حين يُلقى فيه حجر”. واليوم، بعد مرور مئة عام، تؤكد “أحفاد الثقوب السوداء” أن الخيال العلمي الذي تخيله أينشتاين كان في الواقع نبوءة علمية دقيقة، لا تزال موجاتها تتردد في أرجاء الكون حتى الآن.

    spot_imgspot_img