تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني تصاعدها في مشهدٍ دمويٍّ يختصر وحشية العدو وغطرسته، في ظل صمتٍ دوليٍ مخزٍ وعجزٍ رسميٍ لبنانيٍ واضح عن اتخاذ موقفٍ حازم يردع هذا العدوان المتواصل، الذي أسفر حتى الآن عن سقوط ثلاثة شهداء وإصابة أحد عشر مواطنًا بجروح متفاوتة.
فقد استهدفت طائرةٌ مسيّرةٌ إسرائيلية سيارةً مدنية في بلدة برعشيت، ما أدى إلى استشهاد أحد المواطنين وإصابة أربعة آخرين، فيما ارتقى شقيقان شهيدان نتيجة استهدافٍ مماثل على طريق عين عطا – شبعا في منطقة جنعم. كما قصفت مسيّرةٌ أخرى مدينة بنت جبيل بصاروخين موجّهين أصابا سيارة مدنية قرب مستشفى الشهيد صلاح غندور، مخلفةً سبعة جرحى في صفوف المدنيين.
واستمرت الاعتداءات حتى ساعات الليل، حيث شنّ الطيران المعادي غاراتٍ جديدة على مناطق حدودية، مستهدفًا حفّاراتٍ وممتلكاتٍ مدنية في بليدا والكيلو تسعة، في إطار تصعيدٍ عسكريٍ ممنهجٍ يستهدف البنية التحتية والأهالي على حدٍّ سواء.
وفي موازاة التصعيد الميداني، أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين أن “العدو فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية، وفي مقدمتها سحق المقاومة ونزع سلاحها وفرض منطقةٍ عازلةٍ جنوب الليطاني”.
وأشار إلى أن “ما يمنع العدو من التمدد نحو الشمال والسيطرة على لبنان بأكمله هو قدرة المقاومة وصلابتها”، مؤكدًا أن “المقاومة اليوم لا تحتاج إلى إذنٍ من أحد لتدافع عن أرضها وكرامة شعبها ووطنها”.
وشدد عز الدين على أن “الجيش الوطني اللبناني مستعد للقتال، لكن القرار السياسي المقيّد يمنعه من ذلك، فيما تُواجه البيئة الحاضنة للمقاومة ضغوطًا اقتصادية ونفسية وأمنية هائلة تهدف لكسر إرادتها”.
وأضاف أن “المقاومة لن تخضع لتهويلٍ أو حصارٍ مهما اشتد، ولن تنكسر أمام المؤامرات الداخلية أو الخارجية، بل ستزداد ثباتًا وصمودًا حتى يتراجع العدو أمام صلابة الموقف الشعبي والميداني”.
وفي ما يتعلّق بإعادة الإعمار، أوضح عز الدين أن “الولايات المتحدة تمارس حصارًا شاملاً على لبنان لمنع تدفق الأموال وإعاقة عملية البناء، لكننا سنجد الحلول كما فعلنا بعد عدوان تموز 2006، وسنعيد إعمار كل قريةٍ هدمها العدوان”.
وختم مؤكدًا أن “هذا عهدٌ قطعه السيد حسن نصر الله، بأن تبقى المقاومة وفيةً لدماء الشهداء ولأهل الجنوب الذين لن يتركهم حزب الله وحدهم في مواجهة الدمار والعدوان، وأن الإعمار سيُستأنف مهما بلغت التحديات”.
