المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    مجزرة عين الحلوة.. عشرات الشهداء والمصابين في مجزرة صهيونية في صيدا وسط “لبنان” وبيانات إدانة فلسطينية ولبنانية واسعة

    استشهد ما لا يقل عن 13 شخصًا وأُصيب آخرون في غارة إسرائيلية بالمسيّرات استهدفت مساء الثلاثاء مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا جنوب لبنان، في أدمى هجوم داخل لبنان منذ شهور، وفق وزارة الصحة اللبنانية وشهادات ميدانية. وأفادت وسائل لبنانية بأن الضربة أصابت محيط مجمع ومسجد خالد بن الوليد داخل المخيم، وتسبّبت بدمار في منازل ومرافق قريبة.

    وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن القصف استهدف “مجمّع تدريب تابعًا لحماس يُستخدم للتخطيط لهجمات” مؤكّدًا استخدام ذخائر دقيقة، بينما نفت حماس وجود منشآت عسكرية داخل المخيمات ووصفت رواية إسرائيل بأنها “ذريعة لتبرير المجزرة”، مؤكدة أن الموقع المستهدف “ملعب رياضي” كان يتواجد فيه شبّان وفتية.

    وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأنّ مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية في بلدة بليدا، ما أدى إلى استشهاد مواطن لبناني، في ثاني عملية اغتيال جوية خلال اليوم نفسه، بعد استشهاد المواطن علي شعيتو في غارة صباحية على سيارة مدنية في بنت جبيل. كما كثّف الطيران الحربي الإسرائيلي تحليقه فوق قرى النبطية والزهراني وجزين والبقاع الشمالي، في استعراض واضح للقوة ترافق مع تنفيذ سلسلة غارات استهدفت مناطق مأهولة بالسكان.

    الهجوم فجّر غضبًا واسعًا وإغلاقًا للمرافق التعليمية في صيدا والمخيّم، فيما أعلنت جهات فلسطينية إضرابًا وحدادًا داخل عين الحلوة. وتحدّثت مصادر لبنانية عن قصفٍ تلا الغارة في محيط المخيم، وسط تحذيرات من انهيار التهدئة الهشّة على الجبهة اللبنانية.

    وتأتي “مجزرة عين الحلوة” ضمن سلسلة خروقات متكرّرة لوقف إطلاق النار الموقّع في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إذ وثّقت تقارير رسمية وإعلامية مئات الانتهاكات وسقوط مئات القتلى والجرحى منذ ذلك الحين، فيما تؤكد تل أبيب استمرار استهداف ما تقول إنها بُنى عسكرية لفصائل فلسطينية ولبنانية.

    حركة المقاومة الإسلامية حماس أدانت بشدّة العدوان الإسرائيلي على المخيم، مؤكدة أنه “اعتداء وحشي على المدنيين الأبرياء وانتهاك سافر للسيادة اللبنانية”، مشيرة إلى أن “ما استُهدف كان ملعبًا رياضيًا يرتاده الفتية وليس موقعًا عسكريًا كما يزعم الاحتلال”. وحمّلت الحركة العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، معتبرة أنها “امتداد لسياسة الإبادة التي ينتهجها ضد الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم”.

    بدورها، أعلنت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا الإضراب الشامل والحداد العام في مخيم عين الحلوة، تنديدًا بالمجزرة التي وصفتها بـ“العدوان الوحشي الغادر”. وقالت الفصائل في بيانها إن “الطائرات الإسرائيلية استهدفت منطقة مكتظة بالسكان، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى”، معتبرة أن ما جرى “يأتي في إطار سياسة مدروسة لضرب استقرار المخيمات الفلسطينية وإثارة الفوضى في الجنوب اللبناني”. وأكدت الفصائل أن استهداف المدنيين جريمة حرب مكتملة الأركان، داعية إلى وحدة الصف الوطني لمواجهة العدوان ومخططاته.

    وفي السياق نفسه، أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بشدة الهجوم الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة، واصفة إياه بأنه “مجزرة جديدة بحق المدنيين الفلسطينيين” و”امتداد لحرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال ضد شعبنا في كل أماكن وجوده”. وأكدت الحركة في بيان رسمي أن “الهجوم يشكل انتهاكًا صارخًا لسيادة لبنان ويكشف النوايا العدوانية التي تهدد بتفجير الأوضاع في المنطقة”، محمّلة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الاعتداء وتبعاته.

    وأضاف البيان أن “الادعاءات التي يسوقها الاحتلال لتبرير جرائمه هي أكاذيب لا أساس لها من الصحة”، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في وقف الاعتداءات ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة. ونددت الحركة بما وصفته بـ“صمت المجتمع الدولي المريب وتقاعسه عن حماية المدنيين”، مؤكدة أن ما جرى في عين الحلوة “يعيد التأكيد على أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد لمواجهة المشروع الاستعماري التوسعي”، مشددة على أن دماء الشهداء لن تذهب سدى.

    ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي المتواصل في وقت تشهد فيه الحدود اللبنانية خروقات يومية متكررة لاتفاق التهدئة، حيث يواصل الاحتلال تنفيذ غارات على بلدات الجنوب بذريعة استهداف عناصر من “حزب الله”، بينما يلتزم الحزب والجيش اللبناني بسياسة الصبر الاستراتيجي دون رد مباشر حتى اللحظة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي والميداني من تزايد الانتهاكات الصهيونية للسيادة اللبنانية واستهداف اللاجئين الفلسطينيين.

    spot_imgspot_img