في خرقٍ جديد لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، واصل العدو الإسرائيلي تنفيذ عمليات ميدانية استهدفت المجاهدين المحاصَرين في أنفاق مدينة رفح، عبر الملاحقة والاغتيال والاعتقال، في خطوة اعتبرتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “جريمة وحشية” تكشف نية الاحتلال المبيّتة لتدمير الاتفاق وإفشال جهود الوسطاء.
وقالت الحركة في بيان صحفي إن ما يجري في رفح يمثل انتهاكاً صارخاً لكل التفاهمات الدولية، مؤكدة أنها قدّمت طوال الشهر الماضي مبادرات وحلولاً عملية لمعالجة أوضاع المقاتلين العالقين في الأنفاق، عبر تنسيق مباشر مع القيادات السياسية والوسطاء والإدارة الأمريكية بصفتها طرفاً ضامناً للاتفاق، لكنّ الاحتلال نسف كل الجهود وأصرّ على تصعيد العدوان.
وأوضحت “حماس” أن استهداف المجاهدين في لحظة هدنةٍ مؤقتةٍ يكشف طبيعة الكيان الصهيوني الذي لا يلتزم بالعهود والمواثيق، مؤكدة أن عمليات القتل والملاحقة تمثل إجهاضاً متعمداً للمساعي الإنسانية التي بُذلت لإنهاء معاناة المقاتلين المحاصرين.
ودعت الحركة الوسطاء الإقليميين والدوليين إلى تحرك عاجل وفوري للضغط على الاحتلال من أجل وقف جرائمه، وتحميله المسؤولية الكاملة عن حياة المجاهدين الذين وصفتهم بأنهم رموز للتضحية والفداء وكرامة الشعب الفلسطيني.
وتأتي عمليات الملاحقة والاغتيال والاعتقال في أنفاق رفح لتؤكد أن العدو الإسرائيلي ماضٍ في سياسة الغدر والتنصل من التزاماته، ضارباً عرض الحائط بكل الاتفاقات الدولية والضمانات الإنسانية. ويظهر من تطورات المشهد أن الاحتلال يسعى لفرض وقائع ميدانية جديدة تحت غطاء التهدئة المؤقتة، فيما تبقى المقاومة الفلسطينية على يقينٍ بأن الرد على هذه الانتهاكات لن يتأخر، وأن كل جريمةٍ في رفح ستزيد من إصرار المجاهدين على المضي في طريق التحرير حتى كسر الحصار ودحر الاحتلال عن كل شبرٍ من أرض فلسطين.
