المشهد اليمني الأول/

على أحدِ الأرصفة ماتت بائعةُ الكبريت برداً وجوعاً ولم يشترِ منها أحد علبة كبريت , كطفلةٍ أشاهد هذا المشهدُ كان مؤلماً لكنّ مايزيحُ الألم هو أنّه مسلسلٌ كرتونيّ, فلا يمكن أن يحدث مثل هذا بحقّ الطفولة ..

لكنّهُ حدث!!
وأبشعُ من ذلك بكثير!

ابتداءً من آلافِ الأطفال في اليمن وماخلفهم من حكايا وقصص تمزّقُ شرايين القلبِ قهراً ووجعاً, وتُدمعُ عيونَ الأحياءِ حزناً ، وليس إنتهاءً بأمين (طفل الميزان) .

على رصيفِ مكتب رئاسة الجمهوريّة اليمنيّة بصنعاء كان يمكثُ (أمين)جالساً مبتسماً مقاوماً كلّ مآسي الحياةِ وقهرها ، متحديّاً كلّ جبروتِ الصواريخ ومكرها ، متأملاً بهدوء لأطفالٍ في سنّه يحملون حقائبهم ويحثون الخطى نحو مدرستهم ، يتذكرُ أيّامهُ قبل العدوان وغطرستهِ ، لم يكن يتوقع أنه سيُسجل في لائحة النازحين.
يُنادي كلّ صباح
ميزان ، ميزان، ميزان!

يبتهجُ ببضعة ريالات يُدخلها جيبهُ سريعاً يتطلّعُ للسماء موقناً أنّ الله سيعطيه أكثر وأكثر

أشارت الساعة إلى العاشرة ونيف صباحاً، لاأحد يدري ماالمخبأ له ولم يكن يعلم (أيمن ) من الشخص القادم لوزن جسمه ،

هنا ….. إنتهت حكايةُ أيمن بصاروخين قتلا كلّ كفاحه وصبره وأمله الضئيل وابتسامته القانعة وعيناه المُتطلّعه لغدٍ يحقق خيراً ومستقبلاً آمن له ولقرنائه من الأطفال .

ليست أولى الجرائم بحقّ الطفولة اليمنيّة إنما هي صورةٌ موجعه لمن يملك ضميرا حيّاً ، صورةٌ تنادي وبأعلى صوت أنقذوا أطفال اليمن
أنقذوهم من آلة دمارٍ شامل تعشقُ سفك الدماء.

أنقذوهم من فسادٍ يتغلغل في أنفسِ الحاقدين ، أنقذوهم من غزوٍ وعدوان يهدد حياتهم وحياة من بعدهم … فهل ياتُرى ستؤثر هذه الصورة ! أم أنها ستكون كسابقاتها تعلّق في سجلّ آلام وأوجاع الطفولة المقتولة في اليمن ويُطبق على هذا السجلّ حتى يحكم ربّ السماء بعدالةٍ وإنصاف حينها سيكسر كلّ خائن مرتزق ، ويخلّد عبدة الشيطان وأولياء الأمريكان في نارٍ لايخبو سعيرها ولايخمدُ لهيبها ولامفرّ من هذا اليوم ..

#طفل_الميزان ِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: رقية محمد

https://youtu.be/mS6ivhPR1Ck

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا