المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 320

    لماذا حيفا!؟.. معادلات الصراع بين الأمن والإقتصاد

    دخلت حيفا في دائرة الصراع بين محور المقاومة والكيان الإسرائيلي، ضمن مراحل التصعيد في معركة “طوفان الاقصى” بعد انقضاء عامها الأول، ما أعاد خلط الأوراق الاستراتيجية، لما لهذه المدينة من أهمية بالنسبة للكيان الإسرائيلي، ولجبهة المقاومة في حرب التحرير الكبرى.

     

    هي حيفا، المدينة الضاربة في عمق التاريخ، بنيت قبل (14) قرناً من الميلاد، وشهدت على صعود ممالك وأمبراطوريات، وعلى تهالكها وفنائها أيضاً، وهي تشهد اليوم على واحدة من أهم المعارك في العصر الحديث..

    وضعت المقاومة الإسلامية حيفا في دائرة نارها، وفي مرمى صواريخها، نظراً لأهميتها لدى كيان الإحتلال. فهي ثالث مدينة من حيث الأهمية بعد القدس المحتلة و”تل أبيب”، وهي بوابة هذا الكيان إلى العالم الخارجي، وتلعب دوراً محورياً في حركة التجارة البحرية والملاحة الدولية، وبالتالي في أمن دولة الإحتلال.

    تضم حيفا العديد من المنشآت الاستراتيجية للكيان، وأبرزها، ميناء حيفا، وهو أهم ميناء اسرائيلي، يتبعه ميناء أسدود، وميناء إيلات. وعبر هذا الميناء تصل إلى كيان الإحتلال أغلب البضائع والسلع، خصوصاً بعد الحصار البحري الذي فرضته القوات اليمنية على ميناء ايلات، وبعد تراجع دور ميناء أسدود، لقربه من قطاع غزة، الذي يشهد تصاعداً لعمليات المقاومة أيضاً.

    أبرز المنشآت الاستراتيجية في حيفا
    أبرز المنشآت الاستراتيجية في حيفا

    وضع حزب الله ميناء حيفا في الدائرة المحتملة للإستهداف، يضع الكيان أمام مأزق استراتجي، فالمقاومة قادرة بشكل فعلي على قطع التواصل التجاري بين “اسرائيل” والعالم الخارجي، مع ما يعنيه هذا من تداعيات على مجمل الأوضاع، ونقل الصراع إلى مراحل جديدة وخطيرة، يبدأ في “تل أبيب” وينتهي في “نيودلهي” الهندية.

    استحوذت شركة “Adani Group” المملوكة من قبل الملياردير الهندي “غوتام أداني” حليف رئيس الوزراء ناريندا مودي على ثلثي أسهم ميناء حيفا، في حين تمتلك شركة “غادوت” الثلث المتبقي في صفقة وصفت بـ “الاستراتيجية” وقعت قبل عامين.

    ويلعب ميناء حيفا دوراً محورياً في حركة الاستيراد والتصدير إلى الكيان، بسبب موقعه الاستراتيجي القريب من أوروبا. كما يعتبر بوابة عبور أوروبية إلى الشرق الأوسط عبر الاردن، وبالتالي إلى السعودية ومنطقة الخليج.

    بالإضافة إلى الأهمية الجغرافية والتجارية، يعد ميناء حيفاً مركزاً صناعياً هاماً، حيث أنشأت كبريات شركات الكيماويات والبترول مصانع هناك، ما يعكس دوره الهام في الإقتصاد الإسرائيلي.

    حيفا تحت مرمى صواريخ المقاومة

    قامت المقاومة الإسلامية بعمليات رصد دقيقة لمنطقة حيفا بالكامل، وعرض بعضاً مما رصدته طائرتها المسيرة “الهدهد” في نسختها الأولى في آب الماضي، حيث جرى تصوير ميناء حيفا وحاويات المواد الكيميائية في محيطه، بالإضافة إلى مطار حيفا ومهبط الطائرات فيه، ومراكز تصنيع صواريخ ونقاط للدفاع الجوي الاسرائيلي، ومراكز تجارية وسكنية لعسكريين او لعاملين في مراكز محيطة في الشمال.

    ومن أبرز المنشآت الحساسة والاستراتيجية في ميناء حيفا: مصنع بازان (لتكرير النفط الخام وإنتاج المنتجات البترولية)، مصانع الأمونيا (تخزن كميات كبيرة من الأمونيا وهي هدف محتمل)، رصيف الشحن الكيميائي “هاكيشون” (ينقل مواد بتروكيميائية ويضم مستودعات لتخزين مواد كيميائية)، مصانع “ICL” (تحوي مواد كيميائية خطيرة لصناعة الأسمدة).

    بالإضافة إلى، خزانات ومصافي النفط (تبلغ سعتها مليون متر مكعب من مختلف الأنواع)، مطار حيفا (يخدم رحلات داخلية وخارجية)، محطة كهرباء حيفا (لها دور حيوي في تزويد الطاقة للمدينة)، مرسى الغواصات والسفن العسكرية (تم تصويرها من قبل “الهدهد”)، قاعدة البحرية الإسرائيلية (مهمات عسكرية واستخباراتية للجيش)، أرصفة شحن حاويات البضائع (تنقل أكثر من 30 مليون طن من البضائع سنوياً).

    وفي نسختها الثالثة قبل أيام، نشرت المقاومة مشاهد أخرى من “الهدهد”، رصدت فيه منشآت اقتصادية وعسكرية اسرائيلية، مع تأكيد على أنها على قائمة أهداف المقاومة، متى أرادت تنفيذ استهدافها في الوقت الذي تحدده.

    ويتزامن نشر مشاهد رصد المنشآت الاسرائيلية في حيفا، مع تحذير واضح من قيادة المقاومة الإسلامية، بأن حزب الله قادر على جعل حيفا وغيرها، بالنسبة لصواريخ المقاومة بمثابة كريات شمونة والمطلة وغيرها من المستوطنات الحدودية مع لبنان.

    ووجهت المقاومة الإسلامية ضربات كبيرة للمستوطنات الحدودية التي باتت خالية، وعم الدمار فيها، بسبب الصواريخ التي تطلقها، حيث جرى تدمير النقاط العسكرية في تلك المستوطنات، بالإضافة إلى نقاط تحشد آليات الاحتلال، والمنازل التي يتخدها جيش الاحتلال مراكز له، أو التي يمكن استخدامها لاحقاً.

    حيفا - الهدهد

    تداعيات الصراع على حيفا

    ويعتبر استهداف المواقع العسكرية بشكل يومي في مدينة حيفا تحولاً استراتيجياً في هذه المعركة، أدى في تأثيراته الأولية إلى الحد من النشاط الإقتصادي والتجاري في المدينة، كما فرضت الجبهة الداخلية قيوداً على الأنشطة المختلفة، فقد تم اغلاق المدارس ورياض الأطفال، بالإضافة إلى فرض العمل في المصانع التي توفر أماكن مصحنة وملاجئ فقط.

    وتعمل المؤسسات السياسية بشكل جزئي في المدينة، مع اغلاق عدد كبير من الشركات، منذ أن باتت المدينة تحت مرمى استهداف صواريخ ومسيرات المقاومة، كما أن حركة المرور والمواصلات باتت ضعيفة في هذه المدينة، مع ما يعنيه هذا الأمر من تعطل لحركة المستوطنين بشكل عام، وغياب الموظفين عن أماكن العمل.

    وفي إحصاء أجراه “اتحاد الصناعيين في لواء حيفا والشمال قبل أيام، فإن 40% من مصانع الشمال تعمل بشكل جزئي، و15% منها أغلقت أبوابها، مع الإشارة إلى أن هناك نحو (350) مصنعاً يعمل بهم أكثر من (20) ألف شخص.

    ويخشى التجار الصهاينة من سيناريو اغلاق ميناء حيفا، كما جرى في ايلات، في حين أن ميناء أسدود غير جاهز للتعامل مع حاويات الشحن بأحجام وأعداد كبيرة، وبالتالي فإن السفن ستتوقف عن الوصول.

    وفي حرب تموز عام (2006)، أغلقت المقاومة الإسلامية ميناء حيفا، بعد اطلاق صواريخ عليه، ما أدى إلى الانتقال إلى ميناء “أسدود”، ولكن بغير النشاط المعتاد، ما تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة للكيان.

    لكن هذا الميناء، وبسبب تطور التجارة الدولية البحرية خلال (18 عاماً)، والانفتاح الإقتصادي الذي عمل عليه الكيان الإقتصادي، يجعل الخسائر هذه المرة أضعاف ما جرى عام (2006)، يضاف إليها عوامل عدة، أبرزها دور جبهة الاسناد اليمنية البحري في تعطيل ميناء ايلات، وعدم الاستقرار في اشدود لقربها من غزة، والتي بالمناسبة فإنها تقع أيضاً تحت مرمى الصواريخ الفلسطينية.

    غرفة عمليات المقاومة - حيفا

    حيفا ليست الوحيدة

    بين حيفا ولبنان العديد من المناطق الهامة أيضاً، وأبرزها عكا، بالإضافة إلى مجموعة “الكريوت”، وهي تجمع لـ (6) مستوطنات كبيرة وهي: كريات يام، كريات بياليك، كريات موتسكين، كريات آتا، كريات حاييم وكريات شموئيل. ويتجاوز عدد الصهاينة فيها ربع مليون نسمة، حيث يعتبر أكبر تجمع لهم في الشمال.

    وتتعرض هذه المنطقة بشكل يومي للإستهداف من قبل المقاومة، مع ما يعنيه هذا الأمر من فقدان الأمن لهؤلاء المستوطنين هناك، ما يزيد من الأعباء الإقتصادية والقومية لدى الكيان، بالإضافة إلى تزعزع الثقة بين هؤلاء وحكومة بنيامين نتنياهو، وبالتالي ازدياد الضغط المجتمعي على حكومة الحرب.

    وبعد استهدفات المقاومة اليومي لتلك المنطقة الممتدة من الحدود إلى حيفا والتي تقدر بنحو (30 كلم)، بات حكومة الاحتلال أمام خيارات عدة:

    توصف مدينة حيفا بـ “الجذابة” لرؤوس الأموال والتجارة، ولكنها جذابة أيضاً للاستهدافات العسكرية، ولتغيير معادلة الصراع.. وكما قال الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله (قده): نحن في معركة مفتوحة في كل الجبهات دخلت في مرحلة جديدة… وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان.

    ــــــــــــــــــــــــــ
    أحمد فرحات

    شبكة “CNN”: المعركة مع “حزب الله” صعبة ومستشفيات الاحتلال تستعد لـ “سناريو دموي”

    شبكة "CNN": المعركة مع "حزب الله" صعبة ومستشفيات الاحتلال تستعد لـ “سناريو دموي”

    قالت شبكة “CNN” الأميركية إن المعركة مع حزب الله صعبة، ونقلت عن مدير مستشفى زيف بأن المستشفى تستعد لسيناريو دموي إذا استقدم جيش الاحتلال المزيد من القوات إلى الشمال. وما لا يعترف به كيان الاحتلال وجيشه صراحة عن ضراوة المعارك على الحدود لبنان وحجم الخسائر في المواجهات مع حزب الله، يظهر جزء منه، ولكن يسير أيضًا، في وسائل الإعلام الصهيونية والغربية.

    ونشر موقع شبكة (CNN” الأميركية، مقالاً أقر فيه بأن مستوى المقاومة من جانب حزب الله فاجأ العديد من المراقبين للعمليات في جنوب لبنان بالنظر إلى أن كيان الاحتلال اغتال معظم قياداته، بما في ذلك أمينه العام السيد حسن نصر الله، كما يشير المقال.

    وفي هذا الإطار، تضيف “CNN” أن حزب الله يواصل إطلاق الصواريخ على كيان الاحتلال بشكل منتظم موقعًا قتلى صهاينة. أما في المعارك البرية، فتنقل “CNN” عن العديد من الجنود الصهاينة الذين يقاتلون حاليًّا في لبنان أن التضاريس الجبلية المفتوحة في منطقة المعارك تجعل العملية صعبة.

    ويضيف أحد الجنود الذي قاتل في غزة ويقاتل الآن في لبنان بأن التحدي الأبرز هو القتال في منطقة مفتوحة على الجنود أن يتحركوا فيها بطريقة مختلفة تمامًا.

    أما على صعيد الخسائر في صفوف جيش الاحتلال، فتنقل “CNN” عن سلمان زرقا، مدير مستشفى زيف في صفد، وهو جندي احتياط وقائد سابق لمركز الخدمات الطبية التابع لجيش العدو، أن هناك تدفق مستمر للجنود المصابين منذ بدء العملية البرية.

    وأشار زرقا إلى أن المستشفى استقبل أكثر من مئة جندي في الأيام القليلة الأولى فقط. وتؤكد “CNN” أن مستشفى زيف في حالة تأهب قصوى، وتم تعليق العمليات الجراحية غير العاجلة ونقل جميع المرضى بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة إلى تحت الأرض.

    وإذ قام جيش الاحتلال بإرسال المزيد من القوات إلى جنوب لبنان، فمن المتوقع أن يصبح الأمر دمويًّا، وفق شكبة “CNN”.

    صحيفة روسية: إدارة بايدن أنفقت مؤخرا 4 مليارات دولار لمواجهة “الحوثيين” في اليمن

    بشهادة مسؤولون أمريكيون: التحالف البحري بقيادة أمريكا فشل في البحر الأحمر

    كشفت صحيفة روسية، حجم الإنفاق الأمريكي لمحاولات صد الهجمات اليمنية المساندة لغزة، قائلة إن واشنطن أنفقت أكثر من 4 مليارات دولار على “الحوثيين” في اليمن، وفقًا لأحدث البيانات.

    وأفادت صحيفة “نيوز فرونت” الروسية بأن إدارة بايدن قدمت ما لا يقل عن 17.9 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، موضحة أن “هذه الإحصائيات لا تأخذ في الاعتبار عمليات نشر القوات الإضافية في الشرق الأوسط، فضلاً عن العملية الإسرائيلية في لبنان، والتي ستكلف الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات”.

    ولفتت الصحيفة إلى أن “المساعدة الأميركية الأخيرة في صد أكبر هجوم إيراني على إسرائيل في التاريخ باستخدام الصواريخ القياسية كلفت الإدارة الأميركية أكثر من 100 مليون دولار”.

    ومع كل هذا الدعم الغربي السخي لكيان الاحتلال، والدفاع عن الملاحة “الإسرائيلية” إلا أنها لم تستطع أن وقف العمليات اليمنية المساندة لغزة، حيث تمكنت صنعاء من خنق الملاحة الصهيونية في البحار المحيطة باليمن، وأوقف معها ميناء “إيلات” بشكل كلي، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات بشكل دائم تستهدف عمق فلسطين المحتلة منها يافا المسمى “إسرائيليا تل أبيب”.

    موقع متخصص بالشحن البحري: ضربات “القوات اليمنية” تدفع “ميناء إيلات” إلى إعلان الإفلاس

    أكد موقع World Cargo News إعلان ميناء إيلات الإسرائيلي إفلاسه بسبب انخفاض نشاطه بنسبة 85٪ جراء الهجمات اليمنية على السفن في البحر الأحمر.

    وأشار تقرير الموقع المتخصص بشؤون النقل والشحن البحري إلى أن التأثير الاقتصادي لضربات “الحوثيين” في اليمن على سفن للشحن في مياه البحر الأحمر، أدى إلى انخفاض الأحجام بنسبة 85%، مما دفع الميناء إلى طلب المساعدة المالية من الحكومة الإسرائيلية.

    وأضاف: “على الرغم من الارتفاع القصير في الربع الـ4 من عام 2022، لم يشهد الميناء أي نشاط أو إيرادات لمدة 8 أشهر، وفقا لما أفاد به الرئيس التنفيذي جدعون جولبرت أمام لجنة الشؤون الاقتصادية في الكنيست في 7 يوليو الماضي”.

    يذكر أن مدينة إيلات الساحلية تتعامل بشكل رئيسي مع البضائع السائبة والبوتاس وواردات السيارات، وهو أصغر بكثير من موانئ أشدود وحيفا على البحر الأبيض المتوسط، ولكن هجمات “الحوثيين” أثرت بشكل كبير على التجارة الإسرائيلية.

    يشار إلى أنه “تضامنا مع غزة” التي ترزح منذ أكثر من عام مضى تحت الهجوم الإسرائيلي، يستهدف “الحوثيون” بالصواريخ والمسيرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب، كما يستهدفون تل أبيب وعدد من المناطق والموانئ الإسرائيلية.

    “سبايدر مان” يتضامن مع غزة و”وائل جسار” يوقف نشاطه الفني بسبب الحرب على لبنان

    "سبايدر مان" يتضامن مع غزة و"وائل جسار" يوقف نشاطه الفني بسبب الحرب على لبنان

    أعلن الفنان الأميركي، أندرو جارفيلد، الذي اشتهر بتجسيد شخصية سبايدر مان، دعمه للشعب الفلسطيني، داعيًا جمهوره إلى توجيه الدعم والطاقات إلى فلسطين، وتحديدًا أهل غزة.

    وقال جارفيلد، خلال استضافته في بودكاست Happy Sad Confused: «من بين كل الناس في العالم، لا أحتاج إلى أي شيء، أنا سعيد للغاية، ولكن يجب أن نوجه طاقتنا نحو شيء مهم حقًا، مثل حياة الفلسطينيين في غزة».

    وأشار إلى أن أي شخص يعاني أو مضطهد يجب أن يحظى بالاهتمام والدعم، مضيفًا أن معاناة الفلسطينيين هي المكان الذي يجب أن تُوجّه إليه الطاقات الآن.

    يُذكر أن غارفيلد، كان قد وقع رسالة موجهة للرئيس الأميركي جو بايدن، إلى جانب عدد من الممثلين منهم خواكين فينيكس، وكريستين ستيوارت، يدعون فيها إلى وقف إطلاق النار في غزة بعد العدوان الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023.

    الفنان وائل جسار يوقف نشاطه الفني بسبب الحرب على لبنان

    بدوره، أعلن الفنان وائل جسار وقف نشاطه الفني نهائيا حتى الانتهاء من ما يحدث في موطنه لبنان والتي تعاني في الفترة الحالية مما كانت تعاني منه غزة على يد الكيان الإسرائيلي المحتل.

    وقال وائل جسار في تصريحات تليفزيونية رصدها موقع تحيا مصر: الشعب اللبناني موجوع، وبيعاني، وفي كتير مش لاقيين أكل ومأوى ودا أقل واجب تجاه شعبي وبلدي الشغل بيرجع، لكن اللي بيحصل في بلادنا صعب.

    وأضاف: إحنا قاعدين في بيوتنا وسامعين الضرب وإحنا بعيد شوية، فما بالكم بالناس اللي وسط الضرب، الله يعين الشعب اللبناني ويرحم الشهداء، ويشفي المصابين.

    الرد الإسرائيلي على إيران.. الخلفيات والمبررات والدوافع والمخاطر والتحديات

    أجمعت الأوساط السياسية والحزبية الإسرائيلية بأن الكيان سيردّ بشكل غير مسبوق على الهجوم الصاروخي الإيراني على قلب المدن الإسرائيلية، وأن “إيران ستندم على هذه اللحظة”، وتوافقت فيما بينها على أن المعنى الحقيقي للضربة الإيرانية هو “إعلان الحرب على إسرائيل”. فدعت بدورها إلى الرد بشكل كبير وقوي وجدّي، وكان لافتاً الإجماع حول هذا القرار الذي جاء بناءً على خلفيات ودوافع ومبرّرات عدّة، أبرزها:

    الخلفية

    الائتلاف الحكومي:

    – بالنسبة لنتنياهو، فهو يستخدم التهديد الإيراني تحت إطار الحرب الوجودية التي من شأنها أن تجمع المستوطنين وتوحّدهم على اعتبار أن الخطر يهدد الجميع ويجب مقاومته، بما يخدم الحفاظ على وجوده واستقراره السياسي. وبالتالي، هو يسعى لفتح جبهة جديدة مع إيران، وحسم ما يعدّه معركة لكسر “حزام النار”، محاولًا دفع الولايات المتحدة إلى الدخول في حرب إقليمية يراها السبيل الوحيد للتخلص من إيران وتهديدها النووي، والخروج من أزماته السياسية والعسكرية.

    – اليمين المتطرف تتوافق مواقفه التصعيدية اتجاه إيران مع قرارات نتنياهو فمن جهة يهمّ اليمين المتطرف إضعاف إيران و”وكلائها” بصورة تؤمّن لهم الظروف المناسبة لتحقيق مشاريعهم التوسعية والاستيطانية في المنطقة وتمنع إيقاف الحرب التي تشكّل غطاءً لكامل مخططاتهم وسياساتهم.

    – المعارضة: تنطلق بمختلف مكوناتها من مصالح سياسية. فصحيح أن إضعاف إيران وحلفائها هو نقطة جامعة إلّا أنّ المعارضة تستغله للمزايدة بضعف موقف الائتلاف الحكومي، وهو ما عبّر عنه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، في تصريحاته في أعقاب الهجوم بضرورة التحرك الفوري لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ومنشآت الطاقة المركزية، لتظهر المنافسة والضغط في حالة عدم الرد أو إذا ما جاء الرد دون هذا المستوى الذي تطالب به المعارضة.

    وعليه، تشكّل مواجهة إيران قضية جامعة لكل الأطراف، نظرًا لحجم الخطر الذي تجسدّه الجمهورية الإسلامية وحلفائها على وجود الكيان وأمنه القومي واستقراره، يستغلها المستوى السياسي من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققها وتقليص هامش المناورة للمعارضة التي يمكن أن تذهب إليها برفع سقف التصعيد.

    المبرّرات:

    – الحق في الدفاع عن النفس.

    – المواجهة في هذه المرحلة مع إيران ضرورية من أجل إحداث تغيير جوهري في الشرق الأوسط يدفع لإنهاء النزاع في المنطقة.

    – معالجة “رأس الوحش”، ومنح الأمن لمستوطني الكيان.

    – تصفية الحساب القديم مع البرنامج النووي الإيراني.

    – مواجهة حرب المحور الهادفة لإبادة الكيان الصهيوني.

    – ضعف أذرع “الأخطبوط الإيراني”-حسب توصيف نتنياهو لـ”محور المقاومة”- كتهديد إستراتيجي للكيان ما يشكّل الوقت المناسب لاستهداف إيران.

    – تصفية المحور الذي يشكّل خطرًا على الكيان المؤقت.

    – إعطاء الأمل للمحور المعتدل في الشرق الأوسط، لسنوات طويلة إلى الأمام.

    – استرجاع الردع والانطلاق من أن من يهاجم الكيان سيتضرّر ويدفع الثمن.

    – الدفع إلى تطبيق اتفاق سلام مع السعودية وبناء حلف دفاعي إقليمي إلى جانب خطة حقيقية للدفع بمشاريع إقليمية تعزز اقتصاد السلام والعلاقات بين دول المنطقة.

    الدوافع

    – ضرورة الحفاظ على ثقة الجمهور الإسرائيلي وما تمّ تحقيقه من مكاسب في الأيام الأخيرة. إذ يسعى قادة الكيان ومحلّليه ومسؤوليه إلى التأكيد على حتميّة الرّد ارتباطاً بسياق ما تحقق طيلة الفترة الماضية من استهدافات سعت من خلالها تل أبيب إلى ترميم معادلة الردع، فضلاً عن المكاسب التي راكمها المستوى السياسي وساعدته في تحسين شعبيته لدى الشارع الإسرائيلي.

    – إثبات قوّة جيش الاحتلال وقدرته على الوصول إلى أي نقطة في الشرق الأوسط وضربها وبالتالي، محاولة استعادة مكانته.

    – تعزيز التعاون والتحالف مع الولايات المتحدة والدول العربية التي تشعر بالقلق من إيران، مما يؤدي إلى موقف مشترك ضدها.

    – تطوّر قدرات إيران النووية التي يمكن أن تشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن الكيان القومي.

    المخاطر والتحديات الإسرائيلية المتعلّقة بالرد على إيران

    ولا يزال الرّد الإسرائيلي على إيران وتبعاته، يحتل اهتمام الإعلام العبري وتحليلاته، بصورة أصبح العالم يترقّب هذا الرّد وما يمكن أن يترتّب عليه من تأثيرات سواء على الجمهورية الإسلامية نفسها كما تأثيره على محور المقاومة وتطوّر الأحداث والمعارك الحالية، بالإضافة إلى انعكاسها على تبدّل السياسات والاستراتيجيات في المنطقة ككلّ لا سيما وأن هكذا قرارات في الأساس هي قرارات أمريكية، بتسليح وتمويل وتنسيق وحماية الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة. وفي رصد للتحليلات والتصريحات العبرية، برز في العديد منها الحديث عن عواقب ومخاطر لجوء الكيان لقرار ضربة قوية وقاسية غير محسوبة النتائج، وأبرز المخاطر والتحديات التي تمّ الإشارة لها:

    رد فعل إيراني مقابل:

    – لجوء إيران لتسريع عمليات تطوير السلاح النووي نتيجة استهداف منشآتها (تجاوز إيران عتبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90%).

    – سيرتدّ الرد على الكيان وواشنطن ولا مصلحة للطرفين للانشغال في هذه الجبهة البعيدة، مع حاجة الكيان إلى إغلاقها للتركيز على الجبهات الأخرى لا سيما لبنان منعًا من اندلاع الحرب الإقليمية.

    – هناك مخاطر قد تنشأ نتيجة رد أكثر حدّة من جانب الإيرانيين على ضربة إسرائيلية واسعة النطاق، كرد قاس ضد أصول الطاقة التي يستخدمها الغرب في الشرق الأوسط، ويمكن أن يعطل الاقتصاد العالمي قبل شهر من الانتخابات الأمريكية.

    – التخوّف من أن يتم إطلاق مئات الصواريخ في نفس الوقت على مراكز سكانية: غوش دان، وحيفا، الخليج والكريوت وبئر السبع والقدس، ما سيلحق بالكيان الدمار والخسائر الباهظة والكبيرة.

    الدعم الأميركي:

    – واحدًا من التحديات العسكرية الأكثر تعقيدًا التي يواجهها الكيان، مع انخفاض فرص النجاح دون دعم أمريكي كبير. وعليه، هناك تخوّف من أن تؤدي الضربة الإسرائيلية إلى تعارض مصالح الكيان مع المصلحة الأمريكية، ما يشكّل عائقًا أمامه لعمل مستقل، لأنه بدون الدعم الأميركي، تشتد المخاطر والتحديات بشكل كبير.

    التحديات اللوجستية المعقدة للقوات الجوية:

    – المسافة الشاسعة، وسيتطلب مسار الرحلة عبور المجال الجوي لعدة دول، ويمكن لأي من هذه الدول أن ترصد الطائرات الصهيونية وتنبه إيران، مما يسمح لها بالاستعداد للدفاع.

    – تحدي الوقود. ستتطلب الرحلة الطويلة إلى الأهداف والعودة الاستنفاد الكامل لقدرات التزود بالوقود الجوي لدى القوات الجوية. ولن يكون هناك أي خيارات تقريبًا لحدوث أخطاء أو تأخيرات غير متوقعة.

    – قد يؤدي عطل فني صغير أو تغير في الطقس إلى تعريض العملية بأكملها وحياة الطيارين للخطر.

    – التعامل مع الدفاع الجوي الإيراني، إذ تحظى المنشآت النووية الإيرانية بحماية جيدة من خلال أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. وعليه ستحتاج القاذفات الصهيونية إلى حماية نحو 100 طائرة، أي ما يقرب من ثلث إجمالي الطائرات المقاتلة في سلاح الجو. وهذا عدد كبير من الطائرات للقيام بعملية واحدة، الأمر الذي سيجعل الكيان عرضة لهجمات مضادة.

    تجنّب ديناميكيات التصعيد الخطير الخارج عن السيطرة:

    – في ظل الخشية من اندلاع حرب إقليمية سعى الرئيس جو بايدن إلى منعها منذ عام تقريبًا. في هذا الإطار يقول دنيال إدلسون، مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت في نيويورك، إن البيت الأبيض يعمل على الحد من قوة الرد الإسرائيلي، خوفًا من اندلاع حرب إقليمية، وتخشى الولايات المتحدة وأوروبا من أن يلحق الكيان الضرر بأهداف اقتصادية في إيران، مثل أصولها النفطية، مما قد يؤدي إلى تصعيد خطير. ووفقاً لمسؤول أوروبي كبير، أشارت طهران منذ فترة طويلة إلى أن الهجمات على صناعة النفط والغاز لديها ستكون “خطاً أحمر”.

    تلخيصاً على ما سبق يقول إيتمار آيخنر من صحيفة يديعوت أحرونوت “أشار محللنا العسكري والأمني ​​رون بن يشاي هذا الأسبوع إلى أن على دولة الكيان أن تأخذ في الاعتبار عدة قيود، بما في ذلك الطلب الأمريكي بعدم إشعال حرب إقليمية. ومن الممكن أن يؤدي مثل هذا الهجوم أيضًا إلى تسريع عمليات تطوير الأسلحة النووية في إيران، وكذلك إلى حرب إقليمية. لذلك، من المرجح أن يتم اختيار هدف إيراني ترى واشنطن فيه أنه رد مناسب ومشروع ومدروس من جانب الكيان

    في فساد مهول.. فصائل التحالف تعرض دبابات للبيع في واقعة غير مسبوقة

    عرض مرتزقة تحالف العدوان السعودي الإماراتي، ثلاث دبابات عسكرية للبيع، على مواقع التواصل الاجتماعي، في واقعة غير مسبوقة في اليمن وتكشف حجم الفساد داخل هذه الفصائل والغاية من قتالهم مع جهات خارجية.

    وأكدت مصادر محلية أن الدبابات تم عرضها في عدن، في حادثة تكشف حجم الفساد الذي وصل في حكومة التحالف في الآونه الأخيرة.

    ونشر بائعون مجهولون صور ثلاث دبابات على مواقع متخصصة بالبيع الالكتروني على “فيسبوك”، وهي دبابات روسية من طراز T62 وطلبوا مبلغ 200 ألف ريال سعودي للدبابة الواحدة.

    وقالوا إن الدبابات متواجدة لمن يريد الشراء، في محافظة شبوة – جنوب شرقي اليمن، فيما علق ناشطون على ذلك بالقول إن ما يحدث في صفوف فصائل التحالف يكشف حجم النهب الذي تتعرض له “المعدات العسكرية في ظل فساد مستفحل للقيادات العسكرية وتعدد الولاءات للوحدات والفصائل العسكرية”.

    وأشاروا إلى أنه سبق وأن عرضت فصائل أخرى منضوية تحت مظلة التحالف، معدات عسكرية ثقيلة ومتوسطة للبيع، بعد أن كان يوهموا السعودية والإمارات أنهم قاتلوا بها قوات صنعاء وطلبوا المزيد.

    الطوفان ومراحل الإسناد اليمني.. مسار التحرر ونهاية الأسطورة

    في ليلة السابع من أكتوبر 2023، انطلقت شرارة المقاومة الفلسطينية في عملية عسكرية نوعية تحت اسم “طوفان الأقصى”.

    كانت ليلة غير عادية، حيث استهدفت الفصائل الفلسطينية المستعمرات الإسرائيلية المحيطة بغزة، وهذا الصاعق، هو الجولة الأولى من جولات مباراة تاريخية رسم لها أن تترك بصماتها لعقود قادمة. في تلك الأثناء، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن ليؤكد بقوة أن دعم بلاده لإسرائيل “صلب كالصخر وراسخ”.

    تسارعت الأحداث على الأرض، حتى رفضت الإدارة الأمريكية أي تدخل دولي في النزاع، ورسمت صورة واضحة عبر إرسال حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد” إلى البحر الأبيض المتوسط، في محاولة لاستعراض القوة. مسار الإسناد ثابت ومتجدد في المقابل، برزت أصوات لقادة عرب تعالت في سماء الإسناد والمقاومة.

    قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي يرسل تهنئته إلى الكتائب، ويصِف الطوفان بالحق الطبيعي في الرد على الجرائم الإسرائيلية. يشاطره في ذلك سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ، ويشددا معا على أنه “لا يمكن لحاملات الطائرات التي جلبت أمريكا إلى الشرق الأوسط للدفاع عن اسرائيل أن ترهب من اعتادوا القتال من أجل الحرية”.

    وفي سياق متصل، أعلنت الفصائل العراقية تضامنها مع غزة، مؤكدة أن ما يحدث ليس حربًا، بل عدوانًا وحشيًا. أما في إيران، فقد دعت إلى إنهاء “المأساة الكبرى”، مؤكدين دعمهم الكامل للحق الفلسطيني. إصرار محاور الإسناد في محور المقاومة على دعم القضية الفلسطينية، وحدت أصوات فوهات البنادق في محاور المقاومة في خندق واحدة، تبعا لناطق الموقف اليمني: “لستم وحدكم”.

    مراحل التصعيد اليمني

    استعاد “طوفان الأقصى” ثقافة الجهاد في سبيل الله، مؤكدًا على انتهاء زمن الاستسلام والمواقف المترددة، مهما كانت التضحيات.

    هذا الطوفان وضع العدو في مواجهة مستمرة وحروب استنزاف قدرات لا متناهية، وإضعاف نفسيات، وإرهاق معنويات، وإزهاق أرواح، حالات لم يعتد عليها منذ نشأته، وعلى مدار حروبه الهمجية التي مارست أبشع جرائم الحرب والإبادة الجمعية ضد الشعب الفلسطيني وعلى مدار 8 عقود من الاحتلال.

    في يوم 18 أكتوبر، وتحت شعار “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، خاضت القوات المسلحة اليمنية معركة الإسناد للمقاومة في فلسطين، بأطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ والطائرات المسيرة نحو “أم الرشراش” (إيلات) على أرض فلسطين.

    لم تستطع الولايات المتحدة تجاهل هذا المشهد، فادعت أنها اعترضت ثلاث طائرات من بين أكثر من 25 استهدفت العمق الإسرائيلي.

    المفاجأة كانت سيدة الموقف

    “إسرائيل”، التي اعتبرت قبتها الحديدية الأعلى حماية، لم تكن تضع في اعتبارها أن المحتمل أن تصادق على هذه الصدمة المربكة. أنظمة “مقلاع داود” و”حيتس”، التي توصف بالأسطورة، وجدت نفسها عاجزة أمام مشهد يتجاوز كل التوقعات.

    وفي مراحل تصعيد دراماتيكي أظهر الجيش اليمني خلالها تصميمًا قويًا على استهداف الكيان الصهيوني عبر توظيف كافة الإمكانيات العسكرية المتاحة.

    اعتمدت الاستراتيجية العسكرية اليمنية لمراحل التصعيد على مسارين رئيسيين؛ الأول هو استهداف عمق الكيان بالصواريخ والطائرات المسيرة، بينما تمثل الثاني في فتح معركة بحرية تحظر مرور السفن الإسرائيلية من مياه البحر الأحمر، وكذلك تلك السفن التي تتخذ من الموانئ الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وجهة لها، كخطة هدفت من خلال تعزيز فعالية الضغوط على المجتمع الدولي.

    حظر الملاحة واستهداف العمق الصهيوني

    على مدار عام كامل، جسد اليمن في صموده وعزيمته نموذجًا فريدًا في إسناد المقاومة ضد العدو الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين، ملمحا إلى أن الإرادة القوية يمكن أن تثير المخاوف في قلوب أعتى الأعداء.

    وأظهر اليمن حنكة وذكاء العسكريين في تصميم استراتيجيات مدروسة أدت إلى تكبيد العدو خسائر فادحة على كافة الأصعدة العسكرية والاقتصادية والأمنية.

    في 31 أكتوبر 2023، أعلن الجيش اليمني عن تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية نالت من أهداف حساسة داخل الكيان الصهيوني، حيث استُخدمت دفعات كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة.

    كانت هذه العمليات بداية جديدة في مسار الدعم والإسناد اليمني، سميت بأولى مراحل التصعيد العسكري الكبير لدعم المجاهدين الفلسطينيين في غزة.

    ركزت العمليات العسكرية في الأسابيع التالية على قصف الأهداف الحساسة في الكيان الصهيوني، مع التركيز على ميناء أم الرشراش المهم استراتيجيًا.

    ومن بين العمليات الرئيسية التي تمت في هذا السياق، كانت عمليات 1 نوفمبر و6 نوفمبر 2023، والتي أدت إلى شل حركة الملاحة البحرية في الميناء.

    وفي سياق متصل بالمسار التصعيدي، أعلن الجيش اليمني في 9 ديسمبر 2023 عن عزمه استهداف السفن المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت، ومنها بعث برسالة قوية حول توسع الحملة العسكرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي.

    خلال الفترة من نهاية أكتوبر 2023 إلى مطلع يناير 2024، نفذت القوات المسلحة اليمنية 12 عملية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، حيث كانت معظم الأهداف متمركزة في منطقة “إيلات” الواقعة في فلسطين المحتلة.

    السفن الأمريكية والبريطانية في قائمة الأهداف (المرحلة الثانية )

    وفي سياق حظر الملاحة على السفن “الإسرائيلية” أو المتجهة موانئها، ركزت الهجمات على قطع بحرية كانت تحمل شحنات مرتبطة بدعم الكيان الصهيوني، حيث استهدفت القوات البحرية اليمنية 11 سفينة تجارية هي، بحسب ترتيب وصولها:

    جلاكسي ليدر، Maersk Hangzhou، يونِتي إكسبلورر، نمبر ناين، استريندا، ميرسيك، جبرلاتر، MSC Alanya، MSC PALATIUM III، سوان اتلانتك، إم إس سي كلارا، MSC يونايتد.

    في إطار جهود الجيش اليمني لتعزيز أدوات الردع البحرية وزيادة ضغوطه العسكرية، أكدت المرحلة الأولى من التصعيد العسكري لليمن أن القوات المسلحة قد نجحت في توسيع نطاق عملياتها، حيث أضحت السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني في مرمى نيران القوات اليمنية، وتجلى هذا التوجه العسكري في استهدف دقيق وعالي الكفاءة.

    المرحلة أثمرت تحولًا كبيرًا في معادلة الصراع، حيث برزت قدرة الجيش اليمني على توجيه ضغوطات مباشرة في الصراع على المستوى الدولي. أدت الضغوط المتزايدة من البحرية اليمنية إلى فرض سيطرتها على حركة الملاحة في المياه الاستراتيجية.

    هذا الوضع ألقى بظلاله على التحالفات القديمة وأسهم في إعادة تشكيل السياسات العسكرية في المنطقة.

    مع تصاعد عمليات البحرية اليمنية، أدرك الكيان الصهيوني خطورة الوضع وطلب المساعدة من حليفه الاستراتيجي، الولايات المتحدة الأمريكية.

    استجابت الأخيرة بتشكيل تحالف دولي من 21 دولة لحماية السفن المتجهة إلى موانئ الأراضي الفلسطينية المحتلة.

    ومع ذلك، لم تؤدِ الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على المواقع اليمنية، التي اعتقدت أنها ستقيّد القدرات العسكرية اليمنية من خلال استهداف مخازن الصواريخ والطائرات المسيرة، إلى تحقيق الهدف المرجو.

    بل على العكس، أسفرت هذه العمليات عن تصعيد عملياتي وحصول القوات اليمنية على تقنيات هجومية أدق تصويبا وأوسع نطاقا.

    نتائج هذه العمليات أدت إلى وضع غير مسبوق في المنطقة، حيث اختفت حاملات الطائرات الأمريكية من قارة آسيا لأول مرة منذ عام 2001.

    وفي تقرير لوكالة رويترز، لوحظ أن البحرية الأمريكية اتخذت قرارات صعبة لتقليص تواجدها في البحر الأحمر نتيجة للهجمات المتواصلة من قبل القوات اليمنية، مما أضعف بشكل كبير من أفقد الولايات المتحدة ميزة التحكم في طرق الملاحة الأساسية.

    ترافق هذا الواقع مع تقارير تظهر تراجع حركة السفن التجارية عبر البحر الأحمر، مما أثار دهشة بعض المراقبين وأدى إلى إعادة تقييم من قبل المسؤولين الأمريكيين لاستراتيجياتهم العسكرية.

    إذ أكدوا على ضرورة تحمل الدول الأوروبية مسؤولية الدفاع عن مصالحها، في إشارة إلى تحول كبير في الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية.

    طرد القطع العسكرية الأمريكية

    في السياق نفسه، أصدرت صحيفة “تلغراف” البريطانية تقريرًا تناول الخسائر التي تعرضت لها البحرية الأمريكية على يد القوات اليمنية، مشيرة إلى أن عمليات اليمن أجبرت البحرية الأمريكية وقواتها البريطانية على مغادرة البحر الأحمر.

    ورغم الجهود المبذولة من قبل تحالف “حارس الازدهار” لتشكيل جبهة موحدة لردع الهجمات، استمرت القوات اليمنية في تنفيذ عملياتها الناجحة، مما كشف عن فشل هذا التحالف في تحقيق أهدافه.

    تفيد التقارير بأن البحرية الأمريكية كانت تتواجد في المنطقة مع حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” و12 سفينة حربية، لكن تلك القوات لم تعد موجودة بعد الاستمرار في الهجمات. وبالمثل، غادرت السفن البريطانية بمجرد مغادرة الحاملة “إتش إم إس دايموند”.

    وبناءً على المعطيات السابقة، يتضح أن ضغوط البحرية اليمنية قد أسهمت بشكل كبير في إضعاف القدرات الأمريكية في المنطقة.

    هذا الواقع يستدعي إعادة تقييم عاجل للاستراتيجيات والعناصر العسكرية أمريكيا لما اسمته مواجهة التحديات المتزايدة من “الحوثيين”، مع فقدان الأمل كليا في الانتقال نحو الاعتماد على تحالفات إقليمية هي في الأصل غير فعالة في مواجهة أي تهديدات، خاصة وقد أعلنت كلا من السعودية والامارات الشريكان الفاعلان للأمريكان في العدوان على اليمن حيادهما النهائي عما يجري في البحر الأحمر، لمعرفتهما الأكيدة بالقدرات اليمنية على تهديد مصالحهما في الداخل وفي المنطقة.

    توسيع نطاق الاستهداف (المرحلة الثالثة)

    أعلنت القوات المسلحة اليمنية دخولها مرحلة جديدة من التصعيد العسكري في الرابع عشر من مارس 2024، منوهةً ببدء المرحلة الثالثة من عملياتها، والتي تأتي على خلفية توغل العدوان الإسرائيلي في حشيته ضد المدنيين في غزة.

    في هذه المرحلة، وسعت القوات اليمنية نطاق استهدافها ليشمل السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة ، قاطعةً الطريق على نحو 12 سفينة في المحيط الهندي بين نوفمبر 2023 ويوليو 2024، من بينها 7 سفن إسرائيلية وسفينتين أمريكيتين وسفينة بريطانية.

    يعكس هذا التوسع قدرة القوات المسلحة اليمنية على القيام بعمليات فعالة، وهذا سلط الضوء على مقدار التحدي الكبير الذي باتت تمثله ضد إسرائيل وحلفائها.

    وشهد الوضع العسكري في المنطقة تطورات بالغة الأهمية، حيث تبرز التحديات التي تواجهها القوات الأمريكية نتيجة للضغوط المتزايدة من قبل القوات المسلحة اليمنية.

    وفقًا لتقرير موقع “إكسيوس”، تواصل البحرية الأمريكية تركيز قوتها في منطقة الخليج، باستدعاء حاملتي الطائرات “روزفلت” و”إبراهام لينكولن” بالإضافة إلى مجموعة من المدمرات في خليج عمان. في حين يُظهر شرق البحر الأبيض المتوسط وجود غواصة وثلاث مدمرات وثلاث سفن برمائية، وبالتالي شهد البحر الأحمر غيابًا تاما للقطع الحربية الأمريكية.

    القائد السابق لمجموعة حاملة الطائرات “أيزنهاور”، مارك ميجيز، أشار إلى أن البحرية الأمريكية تواجه تحديات غير مسبوقة من “الحوثيين”، مشدّدًا على الحاجة الملحة لمحورية هذه السفن وحمايتها من الهجمات المتطورة. فكان الفرار من المواجهة هي السبيل الأكثر آمنا.

    الحظر الشامل (المرحلة الرابعة)

    مع مطلع مايو 2024، أعلنت القوات اليمنية عن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد، حيث تم استهداف جميع السفن التي تخترق قرار حظر الملاحة الذي تم فرضه على السفن المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.

    تعكس هذه المرحلة تطورًا استراتيجيًا كبيرًا في القدرة العسكرية للقوات اليمنية، حيث يبدو أنها مستعدة لفرض عقوبات على السفن البحرية التي تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن جنسياتها.

    مايو 2024: انطلاق الهجمات في سياق التطور الدرامي لمجريات الاحداث، في مايو عام 2024، عج البحر بالهجمات، حيث أطلقت القوات المسلحة اليمنية العنان لعمليات استباقية ضد استكبار أمريكا واحتلالها الصهيوني.

    في تلك اللحظات، كانت حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” هي الهدف الأبرز، عندما اخترقت قذائف الصواريخ سماء المنطقة، مما أحدث دوياً لم يسبق له مثيل.

    كان هذا الهجوم بمثابة قرع لجرس الإنذار، مُشيرًا إلى صمود في وجه أعتى القوى. لم يتوقف الحال عند هذا الحد. ففي غمار هذه الهجمات، تم استهداف 17 سفينة عبر بحارٍ مختلفة، وكأنها تجسد مشاعر الألم والجرح الفلسطيني.

    في البحر الأحمر، استُهدفت 6 سفن، تحمل أسماء مثل (LAAX، MOREA، Sealady، MINERVA LISA، Destiny، YANNIS)؛ كانت الأسماء ترن في آذان العالم، تحمل في طياتها معانٍ تحول الأرقام إلى قصص إنسانية تعبر عن نضالٍ بنفس طويل.

    في البحر العربي، انقضّت الصواريخ اليمنية على سفينتين أمريكيتين، وواحدة إسرائيلية، لترسم معالم صورة التحدي، بينما لقيت سفينتان إسرائيليتان نفس المصير في خليج عدن. حتى في البحر الأبيض المتوسط، لم ينجُ الاحتلال من نيرانها؛ فقد استهدفت السفينة الإسرائيلية (ESSEX) وسفينة أخرى (MINERVA ANTONIA)، في رسالة واضحة بأن نضال الشعب الفلسطيني لم يعد يقف عند حدود.

    يونيو 2024: تسارع التصعيد ومع بداية يونيو، توالت الأحداث كقطع الدومينو، حيث زادت الهجمات بشكلٍ ملحوظ. القوات اليمنية مقدمةً بذلك 39 نقطة استهداف، بما في ذلك مدمرات أمريكية وعشرات السُفن.

    في البحر الأحمر، تكررت الهجمات على حاملات الطائرات، وضربت مدمرتين أمريكيتين وواحدة بريطانية، كأنها تصرخ في وجه القوة الغاشمة، مُعلنةً أن للحق يدًا لا تُهزم.

    كانت عمليات مشتركة مع المقاومة العراقية كالنار في الهشيم، حيث اجتمعت الإرادتان في معركة واحدة، لتستهدف 11 سفينة في البحر الأبيض المتوسط، كان من بينها هجوم مباغت على السفينة (Johannes Maersk) بصاروخ مجنح.

    يوليو 2024: التأثير المتزايد في يوليو، استمر التصعيد، وكانت القوات العسكرية اليمنية كفارسٍ لا يكل ولا يمل.

    انطلقت 13 ضربة بحرية، في البحر الأحمر، حيث استهدفت 5 سفن مثل (Delonix) و(CHIOS Lion).

    وفي البحر العربي وخليج عدن، طالت الهجمات 6 سفن، بما في ذلك 3 سفن إسرائيلية، وكأنه صباح العصا الغليظة تطال جدران الظلم.

    وفي ذروة العمليات، أُطلقت هجمات نوعية بواسطة صواريخ باليستية على أهداف في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة. كان هذا الهجوم كغضب الجهاد الذي يتجسد في الأفعال، حيث نفذت القوات عمليات بالتعاون مع المقاومة الإسلامية العراقية، مستهدفةً البنى التحتية في حيفا وأم الرشراش، باستخدام الصواريخ والطائرات المُسيرة، في تجسيد حقيقي لتضامن الأحرار في العالم.

    ويسجل التاريخ الأحداث في صفحات من الفخر، حيث تجسد المقاومة بصمودها، وتمكنها من إعادة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، مؤكدًة أن الاستكبار الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي لم يعودوا في مأمن، وأن دماء الشهداء ستظل تثير مشاعر المقاومة في كل مكان.

    إن العمليات العسكرية اليمنية لم تكن مجرد هجمات، بل كانت رسالة تبعث الأمل في قلوب المظلومين، مدفوعةً برغبة قوية في استعادة الحق المسلوب.

    أغسطس 2024: نطاق التصعيد يتسع استمرت القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ عملياتها العسكرية في البحر الأحمر خلال أغسطس 2024، وذلك في ظل تصاعد الصراع ومحاولات الولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.

    كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، بينما كانت القوات اليمنية تستعد لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية ردًا على الانتهاكات المستمرة.

    في أحد أبرز العمليات، تمكنت القوات اليمنية من استهداف المدمرة الأمريكية “كول” أثناء محاولتها دخول باب المندب. استخدمت القوات سربًا من الطائرات المسيرة في هجوم منظم، مما أسفر عن تكبيد المدمرة خسائر فادحة وإصابات في طاقمها.

    هذا الهجوم يُعتبر علامةً فارقة في الصراع، حيث أظهر قدرة القوات اليمنية على الاستهداف المباشر للقوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة. في سياق متصل، تعرضت المدمرة “لابون” لهجوم صاروخي موجَّه أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة.

    أسفر هذا الهجوم عن إعادة تقييم عاجلة لوجود القوات الأمريكية في البحر الأحمر، حيث قررت واشنطن نقل عملياتها إلى منطقة رأس الرجاء الصالح، هربًا من التهديدات المتزايدة.

    استمرارًا لجهودها في حظر حركة الملاحة التجارية على سفن الكيان الإسرائيلي وأمريكا وحلفائها، واصلت القوات المسلحة اليمنية استهداف السفن التجارية في أغسطس.

    حيث تم استهداف 3 سفن تجارية، من بينها سفينة Contship OnoK، وسفينة Sw North Wind I، بالإضافة إلى السفينة النفطية SOUNION، التي لا تزال مشتعلة نتيجة الهجوم في البحر الأحمر.

    وقد ساهمت هذه الهجمات في رفع مستوى المخاوف لدى الشركات البحرية والتجار حول سلامة سُفنهم، مما جعلها تغير وجهتها نحو الرجاء الصالح خوفا.

    وفي خليج عدن، أسفرت عمليات استهداف السفن عن تدمير سفينتين، هما GROTON وسفينة Grotonk.

    استخدمت القوات اليمنية الصواريخ والطائرات المسيّرة في هذه العمليات، مما يعكس تنامي القدرات العسكرية والتكنولوجية للقوات المسلحة اليمنية.

    الذعر في صفوف الداخل الإسرائيلي (الخامسة)

    في فجر يوم الجمعة، 19 يوليو 2024، أطلقت القوات المسلحة اليمنية المرحلة الخامسة من التصعيد العسكري باستهداف “تل أبيب” باستخدام طائرة يافا المسيرة.

    أسفرت هذه العملية الجريئة عن مقتل أحد المستوطنين الصهاينة وإصابة 10 آخرين بجروح، بالإضافة إلى تضرر مادي جسيم في المنشآت المستهدفة.

    أحدث الهجوم حالة من الذعر والخوف في الكيان الإسرائيلي، مما أثار موجة من الانتقادات الحادة تجاه “الحكومة” الإسرائيلية برئاسة المنصف دوليا بمجرم الحرب بنيامين نتنياهو. اعتبر العديد من المراقبين أن حكومة العدو قد فشلت في حماية أمن الكيان، مما يطرح تساؤلات حول استراتيجيات الدفاع والأمن المتبعة.

    وفي تعليقهم على الوصول اليمني إلى عمق الكيان الصهيوني، وصف محللون الهجوم على “تل أبيب” بأنه سابقة في التاريخ العسكري، مما يبرز قدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ عمليات عسكرية موجهة نحو الهدف في عمق العدو.

    يُعزز هذا الإنجاز من موقف اليمن في الساحة الإقليمية، ويزيد من تأثيرها في الصراع القائم، حيث يُظهر تطورًا ملحوظًا في استراتيجيات العمليات العسكرية وقدرة على المفاجأة.

    انعكاسات مراحل التصعيد

    في صيف عام 2024، تحول البحر إلى ساحة معركة يُكتب فيها تاريخ جديد للصراع مع العدو الصهيو-أمريكي.

    لقد برز الدور اليمني بشكل لافت في مضيق الصراع، حيث خاضت القوات المسلحة معارك ملحمية ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والداعم الأمريكي، وقوى الاستكبار البريطاني.

    عبر سلسلة من العمليات العسكرية الشجاعة، تمكنت القوات اليمنية من استهداف حوالي 194 سفينة، منها 26 سفينة تابعة للكيان الصهيوني.

    وبينما كانت الأمواج تتلاطم على ساحل البحر الأحمر، كان هنالك صدى لعمليات الاستهداف تتردد عبر الموجات.

    لقد مارس اليمنيون تكتيكات هجومية مبتكرة، مستهدفين ما مجموعه 7 سفن في المحيط الهندي، و6 في البحر العربي، و8 في خليج عدن، و18 في البحر الأحمر، و2 في الأبيض المتوسط.

    وتأسيسًا على هذه النجاحات، لم تغفل القوات اليمنية عن السفن الأمريكية، حيث وُجهت ضربات دقيقة لأكثر من 91 سفينة أمريكية تنقلت بين البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي. ووسط هذا الاضطراب، تقف السفن البريطانية على سجلات الاستهداف، حيث تم الهجوم على 14 سفينة بريطانية، في محاولة لتأكيد أن البحر لم يعد آمنًا لقوى الاستكبار. التطورات الأخيرة أشارت إلى تحول استراتيجي كبير في القوة العسكرية اليمنية، ما يعزز من مكانتها كفاعل إقليمي.

    يرى الخبراء العسكريون أن هذا التصعيد يكشف عن نقاط الضعف في المنظومات الدفاعية الأمريكية في مواجهة الأسلحة والتكتيكات المتطورة التي يستخدمها اليمن.

    الانتهاك لقرار الحظر

    التحديات لم تتوقف عند هذا الحد، فقد ساهمت القوات اليمنية في تحديد السفن التي انتهكت قرار حظر وصولها إلى موانئ فلسطين المحتلة، بتجاوزها للحدود المرسومة، ليصل عددها إلى 59 سفينة .

    بينها 22 سفينة في البحر الأحمر، و8 في البحر العربي، و2 في المحيط الهندي، و13 في المتوسط. وتمثلت هذه القطع البحرية في باقة متنوعة من السفن، بدءًا من 44 سفينة حاويات إلى 36 سفينة للبضائع السائبة، و28 ناقلة نفط وكيماويات، و13 سفينة شحن عامة.

    لقد أظهرت هذه الأرقام كيف أن اليمن، رغم ما يعانيه من ضغوط وحصار، قد استجمع قواه وصار يُحدث تحولاً نوعيًا في ميزان القوى العسكرية في المنطقة.

    هذه العمليات ليست مجرد أعمال عسكرية بل تختزل في طياتها رسائل حادة تعلن للعالم أن اليمن بات لاعبًا رئيسيًا على مسرح الصراع الإقليمي.

    وبينما يستمر الكيان الصهيوني في التفكير في خياراته، يحاصره واقع جديد يجعل من الأجندة السياسية والمعادلات العسكرية أكثر تعقيدًا.

    لقد ساهمت العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في إعادة رسم حدود الصراع، لتصبح القضية الفلسطينية قضية مصيرية محورية تعكس أن للشعوب قوى قادرة على الدفاع عن حقوقها.

    ومع كل ضربة، يتضح أكثر بأن اليمن قد أصبح رمزًا للبطولة والمقاومة، مُسلطًا الضوء على مدى التخبط الذي يعيشه الاستكبار العالمي وحلفاؤه في مواجهة الإرادة الحرة لشعوبهم.

    فيما يتعلق بالتصعيد المستمر في البحر الأحمر وخليج عدن، فقد أظهر كيف أن القوات اليمنية أصبحت قوةً لا يُستهان بها على الساحة العسكرية، قادرة على تهديد كل من يحاول اتخاذ خطوات عدائية ضد مصالحها ومصالح حلفائها.

    هذا التوسع في العمليات العسكرية لم يكن لتسجل كأحداث عابرة، بل كانت بمثابة إعلان قوي عن تطور الإستراتيجيات العسكرية في مواجهة الهيمنة الأمريكية والغربية.

    صنعاء تعلن إغلاق موسم اصطياد الجمبري في البحر الأحمر

    أعلنت وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، إغلاق موسم اصطياد الجمبري الساحلي في منطقة البحر الأحمر من المياه البحرية للجمهورية اليمنية ابتداءً من اليوم السبت 9 ربيع الآخر 1446هـ الموافق 12 أكتوبر 2024م وحتى إشعار آخر.

    ودعت الوزارة في قرار صادر عنها الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر إلى القيام بحصر كميات الجمبري في معامل التحضير وثلاجات الحفظ والمنشآت السمكية والرفع إلى الوزارة بالنتائج خلال أسبوع.

    وبحسب القرار يمنع حمل معدات صيد الجمبري على قوارب الصيد خلال فترة الإغلاق.. داعيا الجهات المختصة إلى اتخاذ الاجراءات القانونية لتنفيذ هذا القرار.

    وأكدت الوزارة أنها ستتخذ العقوبات بحق من يثبت مخالفته للقرار وفقا لقانون تنظيم صيد واستغلال الأحياء المائية وحمايتها ولائحته التنفيذية، ولما من شأنه حماية الجمبري من الاستنزاف.

    بطائرة قادها بنفسه.. رئيس البرلمان الإيراني يصل بيروت مؤكداً وقوف إيران بجانب المقاومة

    وصل رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إلى مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة اللبنانية بيروت.

    وتداولت وسائل اعلام فيديو للحظة هبوط رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف بطائرته التي قادها بنفسه من طهران إلى مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت.

    وأكد قاليباف لدى وصوله إلى بيروت أن هدف زيارته إلى لبنان هو نقل رسالة دعم الشعب والمسؤولين الإيرانيين للشعب اللبناني والمقاومة. وقال: أتيت لأوصل رسالة قائد الثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية للشعب اللبناني والمقاومة، كما كنا دائماً سنبقى إلى جانب الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية.

    وأضاف: نحن دائما مع شعب وحكومة لبنان وسنكون في معهم في المواقف الصعبة، مشيرا إلى أن الزيارة جاءت بدعوة من رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، وأنه واستمرارا لهذه الزيارة سيتوجه إلى جنيف. وتابع، في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، سأنقل رسالة الظلم الذي يتعرض له شعب غزة ولبنان إلى العالم حتى نعكس بشكل صحيح مسؤولياتنا في دعم هذين الشعبين.

    وسيجري قاليباف مباحثات مع مسؤولين لبنانيين ولتأكيد على دعم المقاومة وصمود الشعب اللبناني في مواجهة العدوان وجرائم الكيان الصهيوني، قبل أن يغادر مساء اليوم متوجها إلى جنيف للمشاركة القمة العالمية للاتحاد البرلماني الدولي التي ستبدأ غدا، حيث سيبحث في جزء مهم من لقاءاته ومحادثاته جرائم الصهاينة ودعم فصائل المقاومة ضد هذه الجرائم من أجل توضيح حالة القمع التي يعاني منها الشعب اللبناني للعالم.

    يذكر أن رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف كان هو شخصيا قبطان الطائرة المتوجهة من طهران إلى بيروت.