المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 326

    “كيان العدو الإسرائيلي” يستعد لشن هجوم على “إيران” وبايدن ينفي وطهران تتوعد “بهجمات مدمرة” وتستعرض جاهزيتها الجوية لدك البنية التحتية للاحتلال

    أعلنت “يسرائيل هيوم” العبرية، اليوم السبت، عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الجيش يرفع حالة التأهب في جميع الجبهات ويستعد لعملية كبيرة في إيران. وأضافت أن الرد على إيران قد لا يمنع هجوما إيرانيا آخر على إسرائيل.

    وقال مسؤول عسكري صهيوني لإي بي سي أن جيش الاحتلال يحضر لرد كبير على الهجوم الإيراني. ونقلت القناة 13 عن مسؤولين بجيش الاحتلال الإسرائيلي: جيشنا يستعد لعمل مهم ضد إيران.

    وذكرت إذاعة جيش الإحتلال الإسرائيلي، أن الجيش يستعد لشن هجوم كبير على إيران. وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي “في قلب الاستعدادات لهجوم كبير ستكون له عواقب على إيران، وعليهم أن يفهموا ذلك”.

    من جانبه أفاد موقع واللا العبري بأن الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني سيكون “مباشرا وكبيرا وقويا وذا مغزى وليس حدثا جانبيا”، دون تحديد كيفية القيام بذلك في الوقت الحالي. ويعتقد الجيش بحسب الموقع أن الصراع المباشر مع إيران سيجعل طهران تنكفأ على نفسها دون الانشغال بالضرورة مع دعم وكلائها في لبنان وسوريا واليمن والعراق وقطاع غزة.

    فيما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين صهاينة انه ليس لديهم خطط فورية لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

    بايدن ينفي

    من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن انه لم يتحدث بعد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الهجوم الإيراني.

    وكشفت NBC الأمريكية ان الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل باستخدام الموارد الأمريكية في ردها على إيران.

    ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه “يتوقع تعاونا كبيرا في العمل الهجومي من الدول الشريكة في المنطقة”. وبحسب الإذاعة فإن عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقت من إيران على إسرائيل في هجوم هذا الأسبوع 201 صاروخا، واعترضت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية معظمها.

    هجمات مدمرة

    بدورها، أعنت وسائل إعلام إيرانية أن قرار ضبط النفس أصبح غير مدرج لدى إيران، وأي عدوان إسرائيلي على إيران، سيواجه بحزم وقوة وسيتم تدمير كل البنى التحتية في الأراضي المحتلة.

    وأضافت أن إسرائيل لا تمتلك القدرة العسكرية لضرب منشأت حيوية داخل إيران إلا بدعم من واشنطن وذلك يجعل أمريكا شريكا في العدوان.

    وكان إيران أوضحت أن أن ردها على إسرائيل “مشروع وقانوني”، وتوعدتها بـ”مزيد من الهجمات المدمرة” في حال هاجمت مواقع إيرانية. وقال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إن عملية الثلاثاء ليست سوى جزء من قوات إيران. وأكد: سنرد بشكل أقوى وأشد إذا قامت إسرائيل بالرد علينا.

    وقال قائد الجيش الإيراني، اللواء عبدالرحيم موسوي، أنه إذا ارتكب الكيان الصهيوني خطأ سنرد عليه بالمستوى المطلوب وبشكل مضاعف، موضحاً أنه تم ضرب أهدافا عسكرية وقد نضرب البنى التحتية وندمرها إذا رد الكيان الصهيوني.

    وأكّد وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الإيراني العميد طيار عزيز نصير زادة، أنّه ”إن تجرأ الكيان الصهيوني وقام بالرد، فان اجراءاتنا ستكون شديدة جدا، وسنستخدم تشكيلة اكثر تطورا من انواع صواريخنا”. وأضاف أنّ العملية هي جزء فحسب من القدرات الصاروخية الايرانية ، وان قسما كبيرا من القدرات الصاروخية لم يستخدم بعد، نظرا الى التكنولوجيا المتطورة للغاية وقدرتها على التدمير الاكثر شدة.

    ايران تستعرض جاهزيتها الجوية لدك الاحتلال الإسرائيلي

    هذا وبثت ايران، اليوم، مشاهد من جاهزية قواتها الجوية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.. يتزامن ذلك مع توقعات بعدوان صهيوني جديد على الدولة الإسلامية.

    وتداولت وسائل اعلام ايران مقاطع فيديو لاستعراض القوات الجوية الإيرانية.. وتظهر المقاطع التي تداولتها وكالة تسنيم جزء من قاعدة الصيد الوحدة رقم 4 شمال خوزستان. كما تتضمن المشاهد حشد كبير للمقاتلات الإيرانية من مختلف الطرازات إضافة إلى تحليق جوي واستعراض للقدرات في مواجهة اي هجوم صهيوني محتمل.

    ويعد بث تلك المقطع الأول منذ اشهر.. وتوقيته يشير إلى توقعات إيرانية بهجوم امريكي – إسرائيلي خصوصا مع حديث تقارير عبرية عن ترتيبات لذلك بذكرى طوفان الأقصى الذي يصادف السادس من أكتوبر.

    وكانت ايران نجحت في اكبر هجوم صاروخ لها على الأراضي المحتلة بفلسطين من تصفير عداد مكاسب الاحتلال الإسرائيلي التي كان يحاول الاستعراض بها في ذكرى طوفان الأقصى.

    وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد في وقت سابق، الخميس، أنه يستعد لهجوم كبير على إيران بعد الضربة الصاروخية الإيرانية في وقت سابق من هذا الأسبوع. كما ذكر أيضا أن غاراته المستهدفة ضد أهداف حزب الله ستتوسع في الأيام المقبلة، وستستمر حتى يتمكن سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم.

    وتتصاعد في المنطقة نذر حرب إقليمية واسعة، جراء إصرار إسرائيل على استمرار حربها على قطاع غزة وعدوانها على لبنان، إضافة إلى غارات تشنها من حين إلى آخر على سوريا واليمن.

    تخبط أمريكي باليمن.. غارات مكثفة واتصالات دبلوماسية وذعر بريطاني مع كشف تورطها بالعدوان الأخير على اليمن

    قبل اطلاقها عدوان جديد على اليمن، أوفدت الولايات المتحدة مبعوثها الخاص إلى العراق لمناقشة الملف اليمني، فما ابعاد التحرك؟

    المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ التقى نهاية الأسبوع الماضي بنائب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال زيارته لبغداد التي تعد الأولى من نوعها. ووفقا لوسائل اعلام عراقية فقد ناقش الطرفان سبل الدعم المشترك للاستقرار في اليمن.

    هذا اللقاء الفريد من نوعه جاء قبل ساعات على شن القوات الامريكية غارات مكثفة استهدفت مناطق متفرقة غرب اليمن ووسطه وصولا إلى العاصمة اليمنية صنعاء.

    وبحسب بيان، القيادة المركزية للقوات الامريكية، فقد شنت الطائرات الامريكية خلال مساء الجمعة وفجر السبت نحو 15 غارة في حين تحدثت تقارير عبرية عن مشاركة الغواصة النووية يو اس فرجينيا بالقصف الذي تتحدث تقارير إعلامية عن تجاوزه 20 هجوما..

    وتركز القصف على مدينة الحديدة الواقعة عند الساحل الغربي لليمن ومحافظتي ذمار والبيضاء إضافة إلى العاصمة اليمنية صنعاء. وطال القصف منشات بنى تحتية اقتصادية سبق لها وان تعرضت لمئات الغارات على مدى السنوات الماضية من عمر العدوان السعودي.

    حتى اللحظة لم يتضح ما اذا كانت صنعاء قد رفضت مسعى امريكي جديد لفتح قناة اتصال معها سبق وان بحثت عنه فقي اكثر من طرف إقليمي ما دفع الأمريكيين لهذا الجنون أما يحاولون إيصال رسائل للتهدئة خصوصا وان الولايات المتحدة كانت عرضت على الاحتلال الإسرائيلي قصف اليمن بدلا عن ايران مع تزايد المخاوف من حرب إقليمية واسعة.

    ذعر بريطاني

    بدورها، أبدت بريطانيا، حالة من القلق مع ذكر تقارير إعلامية تورطها بالعدوان الأخير على اليمن. وسارعت الحكومة البريطانية لنفي خبر مشاركتها في الغارات التي طالت محافظات الحديدة وذمار البيضاء وصنعاء.

    وكانت وسائل اعلام بريطانية اكدت فعليا مشاركة القوات الملكية بالغارات الأخيرة والتي جاءت عقب ساعات على بث القوات اليمنية مقاطع فيديو لعملية استهداف سفينة نفط بريطانية في البحر الأحمر بزورق مسير.

    وجاء النفي البريطاني رغم اعلان المملكة المتحدة في يناير الماضي انخراطها بعدوان جديدة تقوده الولايات المتحدة ضد اليمن، وأكدت أيضا على لسان وزير دفاعها تنفيذ عشرات الغارات على امتداد الخارطة اليمنية.

    ويعكس النفي البريطاني حجم المخاوف من ردة فعل اليمن على المشاركة البريطانية في العدوان الجديد.

    يذكر أن القوات اليمنية نفذت خلال الأشهر الماضية هجمات على نحو 188 سفينة بعضها بريطانية تم اغراقها بالفعل وابرزها روبي مار.

    ويعد البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي ابرز الممرات الملاحية لبريطانيا التي تعتمد بصورة اكبر على النفط والطاقة القادمة من دول الخليج والالكترونيات القادمة من السوق الاسيوية.

    اغتيال السيد نصرالله والثأر من مقولة بيت العنكبوت

    في الدقائق الزمنية الأولى التي تلت الضربة، حوالي السادسة والنصف من مساء الجمعة 27 أيلول 2024، لم ينشر الإعلام الإسرائيلي أكثر من تداولٍ لعبارة “تقارير أولية من لبنان عن هجوم إسرائيلي في الضاحية”، وشهود عيان تحدّثوا عن “دوي عدة انفجارات عنيفة جدا في بيروت”، ليشير بعد ذلك إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي كان يعقد مؤتمراً صحافياً في الأمم المتحدة، غادر المكان بعد تلقّيه خبراً ما من أحد مرافقيه. وبعد حوالي الربع ساعة تقريباً، في (6:37) عصراً، صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنّ الجيش الإسرائيلي “هاجم المقرّ المركزي لحزب الله، الذي يقع تحت المباني السكنية في قلب الضاحية”.

    فيما يلي رصد وتحليل للكيفية التي تناول بها الإعلام الإسرائيلي حادثة الاغتيال منذ الدقائق الأولى حتى إعلان الخبر الرسمي، حيث أمكن رصد العناوين التالية، بعد متابعة أهم المواقع الإخبارية الإسرائيلية.

    التدرّج الإعلامي في تناول الخبر

    بعد ساعة ونصف تقريبا على التفجير، تداول الإعلام الصهيوني عبارة “المستهدف هو نصرالله”، وهذه العبارة تركت آثاراً واسعة على مستوى التكهّنات والتحليلات والآراء. على مستوى العدو الإسرائيلي، كان التساؤل الأكبر في كل وسائل الإعلام اإسرائيلية، هو في التحقّق مما “إذا كان نصر الله موجودًا في المقر الذي تعرض للهجوم”، فيما انشغل الإعلام غير الإسرائيلي بالحديث عن قوة الانفجار، وحجم الأضرار، وعدد المباني التي سوّيت بالأرض. بدأ الحديث عن أربعة مبانٍ ثم ستة، ثم عشرة.

    ومع ساعات الليل الأولى، كان السؤال الوحيد الذي شغل الإعلام العالمي كله، وليس فقط العبري أو اللبناني، هو “أين السيد حسن نصرالله؟ وهل أصيب في الهجوم أم لا؟

    سارع الإعلام العبري لتداول مقولة وكالة تسنيم الإيرانية “نصر الله في مكان آمن”، وفي الوقت نفسه للترويج بأنَ رئيس الوزراء نتنياهو أعطى موافقته على الهجوم أثناء وجوده في الأمم المتحدة، فيما قال آخرون إنه صادق على الضربة قبل سفره إلى أميركا.

    كان التخبّط والإرباك ملحوظاً، إذ كرّر الإعلام العبري إعلانه القضاء على “هشام صفي الدين/ نائب الأمين العام كما قال، الذي كان من المقرر أن يرث قيادة التنظيم بعد نصر الله”، ثم نقلت قناتا الحدث وسكاي نيوز عربية الجملة نفسها، بكل أخطائها، فلا الاسم هو هشام، ولا الموقع التنظيمي صحيحا، إذ أن نائب الأمين العام هو الشيخ نعيم قاسم وليس السيد صفي الدين.

    التحديثات الخبرية نفسها وبحرفيتها، كانت تنتقل بين القنوات 12 و13 و14، وإسرائيل هيوم، ويديعوت أحرونوت، وغيرهم، فيما ذهب موقع حدشوت بزمان للحديث عن قوة الضربة بالأطنان، بشيء من الفخر والشماتة، مع تكرار عبارة الطابق 14 تحت الأرض، وهي عبارة بحاجة إلى الكثير من التدقيق والتعقّل. وكذلك تداول هذا الإعلام خبرا عن مقتل زينب ابنة السيد نصرالله، وهو خبر كاذب وضعيف، ونحو 400 شخص محاصرين تحت الأنقاض. وهذا أيضا خبر كاذب، نقله الجانب الإسرائيلي لاستثماره في عرض قوته ومحاولة التأثير المعنوي عند الخصم.

    كان واضحاً أن الإعلام الإسرائيلي، كمواقع وصحافيين ومسؤولين إعلاميين، لا يملك أي معلومة تنفي أو تؤكد نتائج العملية، تضاربت تحديثاته حتى منتصف الليل، حين بدأت بعض الجهات الإسرائيلية تنشر أخباراً (إيجابية) عن نجاح العملية، ثم أعلنت القيادة العسكرية رسمياً، استشهاد السيد نصرالله في صباح اليوم التالي (السبت قبل الظهر).

    التغنّي بفائق المقدرة الإسرائيلية (التفوّق الاستخباري والتقني)

    السمة الأهم والأبرز للتعامل الإعلامي مع الموضوع، هو الشعور العارم بالزهو وتحقيق الانتصار، وهذا شيء طبيعي بالنسبة للكيان الإسرائيلي لِما يمثّله له السيد نصر الله من رمز للقوة والنصر والمقاومة، فعلى مدى تاريخه المعاصر، ومنذ عقود زمنية، لم يحتفل الجانب الإسرائيلي بتحقيق إنجازٍ مماثل، سواء من حيث الهدف، أو قوّة الضربة، أو النجاح الاستخباراتي (قيل على سبيل المثال، إن عملية الاغتيال تتوّج مسارات استخباراتية عمرها عشرين عاما).

    استعمل الإعلام الإسرائيلي عبارات تتغنّى بالإنجاز، وبقدرة الكيان على تحقيق أهدافه. من هذه العبارات مثلاً: كل من كان في مقر حزب الله وقت الهجوم لا يمكن أن يخرج حياً / ما بين 8 و12 طائرة نفذوا الهجوم على الضاحية في وقتٍ واحد/ إحدى القنابل استخدمت لأول مرة في القوات الجوية.

    رئيس الأركان أوري إسحاق، قال: “نصر الله أراد تدمير إسرائيل فقتلناه”. فيما قال وزير الخارجية يسرائيل كاتس: “القضاء على نصر الله هو أحد أكثر الإجراءات المضادة المبررة التي نفذتها إسرائيل على الإطلاق. نصر الله الذي نشط منذ أكثر من 30 عاماً في الأنشطة الإرهابية ضد إسرائيل، من الجيد أن يتم القضاء عليه”. أمّا رئيس الأركان هرتسي هليفي فقد قال مهدداً: “هذه ليست النهاية. الرسالة بسيطة: أي شخص يهدّد مواطني دولة إسرائيل سنعرف كيفية الوصول إليه”.

    إن اغتيال سماحة السيد نصرالله أعطى الكيان المؤقت شعوراً بفائض القدرة والتحكّم، جعله يقدم بعد ساعات قليلة من حادثة الاغتيال، على بدء جزء آخر من المعركة، تمثّل ببدء تدميرٍ ممنهجٍ للمباني في الضاحية الجنوبية. وأوعز الجيش الإسرائيلي بنشر طائراتٍ مقاتلة تابعة لسلاح الجو لتهاجم وتدمر ما زعمت أنه “مستودعات صواريخ حزب الله الساحلية، المدفونة في بنية تحتية تحت الأرض، تحت ستة مباني مدنية مختلفة في قلب الضاحية في بيروت”.

    فيما أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “سنواصل العمل بقوة لتقويض قدرات حزب الله، الذي يهدد مواطني دولة إسرائيل والمنطقة بأكملها”. فالسِمة الأبرز للخطاب الإعلامي الإسرائيلي بعد اغتيال سماحة السيد نصرالله هو النشوة بالوصول على الهدف، وهو أمر كفيل برفع المعنويات ومنسوب الثقة لدى الكيان المتعب والمستنزَف من حربٍ مستمرة منذ حوالي السنة.

    التغنّي بانتهاء حقبة زمنية كاملة

    حادثة الاغتيال تعني في العقل الإسرائيلي العسكري انتهاء مرحلة زمنية كاملة. لخّص وزير الدفاع يوآف غالانت هذه النقطة بقوله: “نفذ الجيش الإسرائيلي واحدة من أهم الإجراءات المضادة في تاريخ دولة إسرائيل. هذا الإجراء أغلق حسابا طويلا مع نصر الله الذي تلطخت يداه بدماء آلاف المدنيين والجنود”.

    هذا التغنّي بالانجاز ونشوة النصر بالوصول إلى هدفٍ يسعى الإسرائيلي وراءة منذ ثلاثين عاماً، جعل القادة العسكريين يستسهلون التعامل العسكري والحسم الدموي لأيَ تحدٍّ أمني يواجههم. بمعنى أن الكيان المؤقت يعيش حالياً، حالة قصوى من الشعور بالقدرة والتمكّن والثقة بإنجازاته وخياراته التي تجعله يختار التصعيد أكثر وإسقاط المزيد من الخطوط الحمر، وتجاوز المعقول.
    دعّم غالنت نظريته بالقول: الإجراء الذي قمنا به، ينضمّ إلى سلسلة الإجراءات الأخيرة التي يتردد صداها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويرسل رسالة واضحة إلى الذين تصرفوا ضدنا والذين يفكرون في القيام بذلك الآن – أولئك الذين يبدأون حربًا ضد دولة إسرائيل ويحاولون القيام بذلك لإيذاء مواطنيها سيدفعون ثمنا باهظا للغاية، لن نتوقف، نحن مستمرون في العمل وفقًا لالتزامنا بتحقيق أهداف الحرب”. لقد كرّر نتنياهو ووزير الحرب غالنت، ورئيس الأركان هاليفي، والمتحدث باسم الجيش هغاري، جملة واحدة كالشعار أو اللازمة في الأسابيع الأخيرة، “سوف نصل إلى الجميع وفي كل مكان وسنفعل كل ما يلزم”. ويجب الالتفات هنا، إلى أن القيادات العسكرية جميعها تحاول أن تنفّذ كل ما تقوله.

    الثأر من مقولة بيت العنكبوت

    الجملة التي قالها نتنياهو بعد عملية الاستهداف “لسنا بيت عنكبوت”، تدلّ على عمق الأثر النفسي الذي تركته هذه الجملة الشهيرة، في نفسه ونفوس الإسرائيليين جميعاً، منذ قالها سماحة السيد نصرالله في حفل التحرير الشهير في بنت جبيل. بدا نتنياهو كأنه يحاول إنهاء هذه العقدة النفسية والخروج من مفاعيلها، قال أمام الجميع “لسنا بيت عنكبوت، سنواصل ضرب الأعداء للعمل من أجل أبدية إسرائيل بدون مغالاة ولا مبالغة، لدينا القوة والعظمة”. لا شك أن الإعلام العبري تلقّف مقولة نتنياهو من باب الحاجة إليها أولا، ولاستعادة الثقة ثانياً، ولتخويف الأعداء ولجمهم ثالثاً.

    هنا، يمكن ملاحظة الخطوات التصعيدية القصوى، التي لجأ إليها الكيان الإسرائيلي في “معاقبته” للبنان، الشعب والمقاومة والبيئة الحاضنة، وهيبة الدولة أيضاً، من خلا بدء تدمير الأبنية والمربّعات السكنية في الضاحية الجنوبية، تهجير أكثر من مليون مواطن لبناني، عدم السماح للطائرات الإيرانية بالهبوط في مطار بيروت، وتهديد الحدود اللبنانية بشكل دائم.

    محاولة تبرئة الشريك الأميركي

    في الوقت الذي أعلن فيه مكتب بايدن أن الولايات المتحدة “لم تعلم بالهجوم الإسرائيلي في بيروت ولم تشارك فيه وليس لديها معلومات عنه”، أعلن البنتاغون أن “إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة قبل الهجوم في الضاحية”. سارع الإعلام الإسرائيلي عبر مختلف المحطات والمواقع، لتمرير مقولة “أميركا لم تكن تعلم شيئاً”، وهي مقولة بدت كأنها تحاول تبرئة الجانب الأميركي واستبعاد دوره، وقد تناولت الصحافة الإسرائيلية ه1ه النقطة بالتحديد، عبر تحليلات وآراء، زعمت فيها أن عدم إبلاغ أميركا بالضربة، هو كي لا تعيق تنفيذها أو تأمر بتأجيلها.

    وبكل الأحوال، صرّح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: “تحدثت مع وزير الدفاع غالانت حول الأحداث في لبنان، وأعربت عن دعمي الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وشعبها ضد الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران. وشدّدت على أن الولايات المتحدة عازمة على منع إيران وشركائها من استغلال الوضع أو توسيع الصراع، وستبقى مستعدة لحماية القوات والمنشآت الأمريكية في المنطقة وملتزمة بذلك الدفاع عن إسرائيل”.

    ثم جاءت الرسائل من الرئيس بايدن ونائبته هاريس، محبّذةً للجريمة ومثنيةً عليها. قال بايدن إن “مقتل نصر الله في غارة جوية إسرائيلية وسيلة لتحقيق العدالة لضحاياه الكثيرين، بما في ذلك الآلاف من الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين” فيما زعمت هاريس أن السيد نصر الله “كان إرهابياً ويداه ملطختان بالدماء الأمريكية، وقيادته أدّت إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط ومقتل الأبرياء، والجريمة خطوة تحقق العدالة للضحايا”.

    كل هذه الآراء والمواقف ليست مستجدة ولا مستغربة من الجانب الأميركي، الذي يحاول منذ شهور أن يظهر بمظهر المدافع عن حقوق الإنسانية، الذي يحاول كبح الإجرام الإسرائيلي أو منعه، فيما الحقيقة المعروفة، أن أميركا شريك كامل للكيان الإسرائيلي المؤقت في كل خططه وأعماله.

    انتظار رد كبير وتخوّف من الرد

    كان ملاحظاً خلال الساعات الأولى التي تلت التفجير الإجرامي والاستهداف، أن الإعلام الإسرائيلي تحدّث بلهجة ترقّب، فخلال ساعات الليل ذكرت المواقع المختلفة أن “اغتيال نصر الله يثير تهديدات من نوع جديد”، بينما نقلت هيئة البثّ الإسرائيلية عن مسؤولين، أنه “بالتوازي مع الاستعداد لردّ من حزب الله، هناك مخاوف من تنفيذ هجمات” ودعا بعض الإعلام للتيقّظ من ردود كبيرة، أما في اليوم التالي (السبت) فإن لهجة الترقّب والحديث عن رد، تضاءلت وتراجعت ولم تختفِ، فقد ذكرت الصحافة الإسرائيلية أن “الحزب مازال يشكل عنصر قوة كبيرة تهددنا من لبنان. ومع اغتيال نصر الله لم يختفِ كل زعمائه وقادته وعشرات الآلاف من عناصره، فما زال الحزب يملك ما يكفي من السلاح للاستمرار في القتال”.

    استثمار عملية الاغتيال

    لم يكن الإعلام الإسرائيلي وحده من سعى لاستثمار مناخ عملية استهداف السيد حسن نصرالله، بكل ما انطوت عليه من تفاصيل وسرديات، فالقيادات العسكرية والسياسة وظّفت الحادثة لأهداف تصبّ في مصلحتها. ثمة أربعة عناويت أساسية لهذا الاستثمار هي:

    تهديد حماس: فيما يتعلق بتهديد حماس، رأت القيادات الإسرائيلية أن عملية اغتيال السيد نصرالله، ستقطع الطريق على المقاومة الفلسطينية، في غزة بالتحديد، وسيكون لها تأثيرات كبيرة في الميدان الفلسطيني الذي قد يشهد تراجعاً لصالح الكيان المؤقت. تداول الإعلام الإسرائيلي أن ّمسؤولين إسرائيليين قالوا ” هذه رسالة مدوية للسنوار”/ “السنوار سيغير تموضعه الآن داخل قطاع غزة بعد اغتيال نصر الله”.

    ويجب الإشارة إلى أن الجانب الإسرائيلي خفّف وتيرة عملياته الإجرامية عندما بدأ بالتفرّغ للجبهة مع لبنان، فالقيادات مشغولة على الأرض بتتبّع الوقائع الميدانية، التي تحصل في لبنان، سواء من ناحية الغارات على الجنوب والبقاع والضاحية والأماكن الأخرى، أو من ناحية محاولات الدخول البرّي إلى قرى الحدود وما ينتج عنها.

    الافتخار بالقوة الاستخباراتية: كان من الطبيعي أن يستثمر العدو حادثة بحجم حادثة استهداف السيد، كي يستعرض قوته الاستخباراتية، بهدف الرضا عن الإنجاز أولاً، وبهدف تخويف الآخر ثانياً، وللقول إنه مستعد للتخطيط والعمل والصبر لأكثر من 15 عاما، ليصل إلى هدفه، ثالثاُ. لقد ذكرت المواقع الإسرائيلية وتداولت بمعظمها ما أفادت به مدوّنة Intelli Times الاستخباراتية، التي شرحت بعض التفاصيل المتعلّقة بمكان الاستهداف وظروف بنائه، فقالت إن مقر حزب الله الذي تعرض للهجوم في بيروت، بُني برعاية شركة لبنانية، هي شركة “Arch Consulting” التي أضيفت إلى قائمة العقوبات الأمريكية في سبتمبر 2020 باعتبارها تزوّد حزب الله بخدمات التصميم الهندسي (للمباني والمنشآت الصناعية).

    التسويق لعملية بريّة في لبنان: في اليوم التالي لعملية الاغتيال مباشرة، بدأ الإعلام الإسرائيلي بالحديث عن أفق “ما بعد الاغتيال”. كان القاسم المشترك في الإعلام العبري والإعلام العربي المؤيد له (مثل العربية والحدث وسكاي نيوز) أن الخطوة التالية المرجّحة هي الدخول البرّي إلى لبنان. وتساءلت بعض القنوات الإعلامية بكل بساطة عن إمكانية الوصول إلى ما بعد جنوب نهر الليطاني)، ثم نقل الإعلام الإسرائيلي عن أحد كبار المسؤولين الأميركيين في شبكة ABC News أن “إسرائيل تستعد لعملية برية محدودة في جنوب لبنان ولن تستسلم لمحاولات إدارة بايدن التوصل إلى تسوية سياسية”، هذا من جهة، أما من الجهة الأخرى، فقد أشار بنيامين نتنياهو بصراحة، إلى أن “إسرائيل لديها أهداف أكثر طموحاً بكثير من عودة سكان الشمال”.

    القدرة على توسعة التهديدات: لا شكّ أن العدو الصهيوني استثمر جيداً في الترويج والتسويق لهذه النقطة، استناداً على المعنويات التي حقّقها من الاستهداف. إنّ قراءة بسيطة لخطابات القيادات العسكرية وللإعلام، يمكن لها أن تلاحظ هذه النبرة الجديدة من التهديد والوعيد. يمكن القول هنا، إن قيادات الكيان المؤقت تستثمر جيدا في كل نتائج ومخرجات عملية الاستهداف/الاغتيال، فلا يكاد يخلو تصريح من لغة التهديد، ونبرة التشفّي، ومضمون الشعور بالقوة والتفوّق، التي يتعاطى بها الخطاب الإسرائيلي العام والخاص، العسكري والمدني، ليوسّع تهديداتع لسوريا ولبنان وإيران والعراق واليمن، بناءّ على تحقيق النصر الذي حصل عليه من نجاح عملية الاغتيال.

    بصور الأقمار الصناعية.. شاهد خسائر “كيان العدو الإسرائيلي” خلال الوعد الصادق 2 تتكشف تباعاً: هذه أبرز القواعد المستهدفة

    مع مرور الوقت، ونظراً لحساسية التطورات في منطقة غربي آسيا، ستتكشف تباعاً تفاصيل وآثار عملية الوعد الصادق 2، التي شنتها القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية في إيران ضد كيان الإحتلال الإسرائيلي، بنداء “يا رسول الله”، دعماً وإسناداً للشعبين الفلسطيني واللبناني وما يتعرضان له من عدوان إسرائيلي أمريكي همجي، وانتقاماً للشهداء القادة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس المجلس السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد في قوة القدس التابعة لحرس الثورة الإسلامية اللواء عباس نيلفروشان.

    فالقواعد المستهدفة في هذه العملية الهجومية، تعدّ من أهم وأبرز القواعد الجوية العسكرية للكيان المؤقت، وهي المسؤولة عن تخطيط وتنفيذ أغلب الاعتداءات والجرائم والمجازر الإسرائيلية ضد بلدان المنطقة، لذلك كان من الضروري توجيه ضربة قوية وقاسية لهذه القواعد، وإعادة توازن الرعب الى نصابه.

    فما هي أبرز المعلومات حول القواعد المستهدفة في عملية الوعد الصادق 2؟

    _قاعدة تل نوف (31.827573128367547, 34.821878473774746):

    1)تقع على بعد 5 كم من منطقة رحوفوت- تل ابيب

    2)تبعد عن لبنان حوالي 144 كيلومتر، وحوالي 1015 كم عن الجمهورية الإسلامية في إيران.

    3)تتبع لسلاح الجو الإسرائيلي وهي أقدم قاعدة رئيسية له.

    4)تضم:

    أ)السرب 106 و133 وهي اسراب مقاتلة من طراز f15 بكافة أنواعها.

    ب)السرب 118 وهو سرب طائرات المروحية.

    ج)السرب 210 وهو سرب طائرات المسيرة ايتان ” Heron TP“.

    5)كما تضم القاعدة وحدة الانقاذ والاخلاء 669، اضافة الى وحدة الخدمة والصيانة؛ ومقر وحدة شالداغ ( قوة خاصة تتبع لسلاح الجو)، ومركز تدريب لواء المظليين ومقره، كذلك تضم القاعدة مركز اختبار الطيران مانات.

    وتتمركز فيها الوحدة 555 “الغربان السماوية” – الحرب الإلكترونية، وهي واحدة من أكثر الوحدات سرية في سلاح الجو الإسرائيلي. والوحدة 888 “رفائيم – الشبح” – قوة المهام المشتركة للعمليات الخاصة.

    6)تحتوي على 4 مدارج للطيران.

    7)يرجّح بأنه يوجد بالقرب منها مخازن للأسلحة النووية الإسرائيلية من طراز أريحا 2 و3 (إلى الجنوب الشرقي من القاعدة في مجمع كبير من المخابئ تحت الأرض)، لأن طائرات F-15I Eagle Ra’am بإمكانها حمل أسلحة نووية وإطلاقها.

    8)يتولى قيادتها العميد أريئيل ديان.

    9)تسكن عوائل أفراد هذه القاعدة في مستوطنة تسمى “معسكر تل نوف”.

    صور لقاعدة تل نوف وقد تم تغطيتها بغيوم رقمية لإخفاء القاعدة والاضرار فيها.

    صور لقاعدة تل نوف وقد تم تغطيتها بغيوم رقمية لإخفاء القاعدة والاضرار فيها.

    _قاعدة حتسريم (31.24171385649012, 34.6583566313409):

    1)تقع جنوبي الكيان قرب بئر السبع.

    2)تتبع لسلاح الجو الإسرائيلي.

    3)تضم:

    أ)السرب 107 وهو سرب طائرات من طراز F16.

    ب)السرب 69 وهو سرب طائرات من طراز F15.

    ج)السرب 102 وهو سرب المعني عن تدريب الطيارين.

    د)كما تضم القاعدة مدرسة تدريبية ومتحف لسلاح الجو.

    4)تحتوي على 3 مدارج للطيران، ويُعتقد بأنها تلعب دورًا في برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلية، كونه يتواجد فيها طائرات مقاتلة من طراز “إف-15 آي راعام”، القادرة على حمل أسلحة نووية لمسافات طويلة. فعلى بعد بضع مئات من الأمتار شرق المدرج المركزي، توجد منطقة مستطيلة إضافية مسيجة ومؤمنة داخل القاعدة مع مخبأين فوق الأرض ومغطاة بالأرض يمكن أن تكون بمثابة مخزن للأسلحة النووية.

    5)خلال عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وصل المقاومون الفلسطينيون إلى مسافة بضعة كيلومترات من المطار، الذي يبعد حوالي 25 كيلومترًا عن قطاع غزة.

    6)منذ أيلول / سبتمبر الماضي، يتولى قيادتها العميد عميحاي ليفين.

    7)تعتبر مستوطنة مهنا يافي هي مسكن عائلات أفراد القاعدة رسميًا.

    _قاعدة نيفاتيم (31.205646572363364, 35.012363812497064):

    1)تقع شمال النقب جنوبي الكيان.

    2)تتواجد بالقرب من ديمونا، وتبعد عن لبنان 207 كم، وعن الجمهورية الإسلامية حوالي 1057 كم.

    3)تتبع لسلاح الجو الإسرائيلي وهي أكبر القواعد الجوية وتتضمن 3 مدارج بأطوال مختلفة.

    4)تضم:

    أ)السرب 103 الذي يشغل طائرات الحرب الإلكترونية والنقل C130.

    ب)السرب 116 وهو سرب من طراز F35.

    ج)السرب 117 وهو سرب من طراز F35.

    د)السرب 120 وهو الذي يشغل طائرات البوينغ والتي تستخدم للنقل ولعملية التزود بالوقود الجوية.

    ه)السرب 122 وهو الذي يشغل طائرات الحرب الإلكترونية وطائرات الجمع الفني والمسح المأهول.

    و)السرب 131 الذي يشغل طائرات C130.

    ز)السرب 140 وهو سرب من طراز F35.

    F-35 داخل القاعدة

    ح)كما تضم القاعدة عدد من الوحدات العملياتية والخدماتية التي تتبع لسلاح الجو.

    5)تعمل القاعدة برادار X-band تابع للولايات المتحدة الأمريكية، الذي يزعمون بأنه قادر على اكتشاف التهديدات الجوية من مسافة حوالي 5000 كيلومتر، مما يمنح إسرائيل وقت إنذار أطول.

    6)هناك شكوك بأن القاعدة تحتوي على مخازن للأسلحة النووية، بعد أن أعلنت القوات الجوية الأمريكية في أوائل آذار / مارس 2024 أن طائراتها الشبحية من طراز F-35 (التي تمتلكها إسرائيلي بنسخة F-35I  أدير) يمكنها التسلّح بقنابل ذرية من نوع B61-12.
    7)أصيبت في عملية الوعد الصادق 1 بما لا يقل عن 7 صواريخ.

    8)في شباط/فبراير 2021، استطاع أحد الفلسطينيين اقتحامها، ومكث فيها لمدة 6 دقائق ثم تسلق سياجا سلكيا وسياج بارتفاع 5 أمتار ولاذ بالفرار دون أن يتم القبض عليه.

    9)يقودها حالياً العميد يوتام سيجلر.

    العميد يوتام سيجلر

    10)تعتبر مستوطنة ماهانا عدي هي مسكن عوائل أفراد القاعدة الرسمي.

    أثار الاستهداف في القواعد

    أثار الاستهداف في القواعد

    قاعدة نيفاتيم الكاملة بالدائرة الخضراء

    قاعدة نيفاتيم الكاملة بالدائرة الخضراء

    خريطة تظهر القواعد المستهدفة مع صور توثّق الضربات

    خريطة تظهر القواعد المستهدفة مع صور توثّق الضربات

    _معسكرات غليلوت التي تضم مركز الموساد 32.1451810511382, 34.82048456867247:

    1)منطقة تضم قواعد عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي تقع في رمات هشارون، شمالي شرق تقاطع جيلوليت.

    2)تشمل القواعد، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 1870 دونما، القاعدة المركزية للوحدة 8200 (التي استُهدفت في عملية يوم الأربعين) ، ومقر شعبة أمان ومقر الوحدة 9900 و”معسكر ديان” الذي يضم الكليات العسكرية.

    3)كما يقع مقر الموساد للاستخبارات والمهام الخاصة بالقرب من هذه المعسكرات. كما يقع بالقرب منهم مركز التراث الاستخباراتي وموقع تخليد قتلى مجتمع المخابرات.

    4)تبعد هذه المنطقة حوالي 1.6 عن مدينة تل أبيب.

    5)تقع هذه القاعدة في منطقة رمات شارون بالقرب من مدينة هرتسيليا، وشمالي شرق تقاطع غليلوت، على بعد 1.5 كم من عاصمة الكيان تل أبيب، وتبعد عن الحدود الفلسطينية اللبنانية حوالي 110 كم.

    6)يقع مقر الموساد المركزي بالقرب من هذه القاعدة، بالإضافة الى مقر الكليات العسكرية في معسكر ديان (كليات القيادة والأركان المشتركة والقيادة التكتيكية والأمن القومي)، ومركز التراث الاستخباراتي وموقع تخليد “شهداء مجتمع المخابرات”.

    7)تبلغ مساحتها حوالي: 250 ألف متر مربع.

    8)تضم هذه القاعدة بالإضافة الى مقر الشعبة ومقرات وحدتي 8200 و9900، مدرسة أمان الاستخباراتية، ومبنى كتيبة الاتصالات التابعة للشعبة. وهي تعد من أكبر قواعد التنصت في الكيان.

    وبما أن هذه القاعدة تضم المقرات المركزية لشعبة أمان ووحدتيها 8200 و9900، المسؤولين عن تأمين الإنذار المبكر للكيان قبل أي عملية هجومية عسكرية ضده، فإن هذا يعني أن حزب الله وجّه صفعة قوية وإهانة كبيرة من خلال ضرب هذه القاعدة التي تقع في عمق فلسطين المحتلّة، تفوق بضراوتهما أي خسائر مادية يمكن تقع. ولا بد أن نشير هنا إلى أن جهاز أمان هو أحد الجهات الأساسية في جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولة عن تنفيذ عمليات الاغتيال، لا سيما وأن وحدة 8200 هي هيئة التجميع المركزية للمعلومات الاستخباراتية، فهي المسؤولة عن حوالي 80% من المعلومات الاستخبارية التي يتم جمعها وإنتاجها لجميع فروع المخابرات الإسرائيلية.

    9)في سنة 2008، تقرر إخلاء هذه القاعدة الى قاعدة هموديعين، كجزء من مخطط نقل جميع قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى النقب. وبعد العديد من التأجيلات، من المقرر أن تتم العملية الانتقالية على 3 مراحل خلال السنوات القادمة بين 2026 و2028.

    10)من المرافق الإضافية لهذه القاعدة: صالة طعام، منطقة تضم الصحون اللاقطة العملاقة، منطقة الصيانة، أعمدة هوائيات الاتصالات.

    بالإضافة الى هذه القواعد والمقرات تم استهداف:

    _رادارات وتجمعا للدبابات وناقلات الجند في محيط غزة.

    _أجهزة الرادار في الأنظمة الدفاعية التي توجه صواريخ “آرو-2″ و”آرو-3”.

    وقد انطلقت صفارات الإنذار في حوالي 1864 مستعمرة، بشكل لم يسبق له مثيل طوال عمر الكيان، وأغلبها في المنطقة الوسطى لفلسطين المحتلّة، وفي مراكز الثقل في الكيان.

    الوعد الصادق 2.. الصواريخ الإيرانية فرط الصوتية تضيء سماء فلسطين المحتلة في ليلة عيد المستوطنين

    الوعد الصادق 2.. الصواريخ الإيرانية فرط الصوتية تضيء سماء فلسطين المحتلة في ليلة عيد المستوطنين

    لقد أضيئت سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع الماضي بوميض الصواريخ الإيرانية، حيث تلقت “إسرائيل” مرةً أخرى طعم الصفعة القوية من الجمهورية الإسلامية ردًا على شرورها.

    إيران، التي أظهرت صبرًا استراتيجيًا بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، على أمل أن يثني ذلك الغربيين وقادة تل أبيب عن اختبار صبر المقاومة مجددًا وإيقاف الحرب في غزة، إلا أنها قررت بعد الجريمة النكراء باغتيال السيد حسن نصرالله واللواء نيلفروشان، المستشار العسكري البارز لإيران في لبنان، أن تضرب الصهاينة المجرمين ضربةً قاضيةً.

    يُقال إن هذه العملية، التي أُطلق عليها “الوعد الصادق 2″، شهدت إطلاق 200 صاروخ على مرحلتين، مستهدفةً المناطق الحساسة وعمق الأراضي المحتلة، ولأول مرة، تم استخدام صواريخ “فتاح” فائقة السرعة، بالإضافة إلى صواريخ “قدر” و”عماد” بعيدة المدى، ما سيغير قواعد الردع بين إيران والکيان الصهيوني.

    وعلى الرغم من أن المسؤولين الصهاينة، كما جرت العادة، ادعوا أنهم اعترضوا العديد من الصواريخ في محاولة للحفاظ على الروح المعنوية الداخلية وفرض رقابة إعلامية صارمة، إلا أن المسؤولين الأمنيين الإيرانيين أكدوا أن 90% من هذه الصواريخ قد أصابت أهدافها بدقة.

    ما هي المناطق المستهدفة؟

    بينما تسعى الجمهورية الإسلامية، على عكس الکيان الصهيوني، إلى عدم استهداف المدنيين، فقد استهدفت هذه المرة أيضاً المراكز الحساسة والحيوية في الأراضي المحتلة.

    حيث قامت إيران بتوجيه ضرباتها نحو القواعد العسكرية المهمة في الأراضي المحتلة، مستهدفةً بذلك نقاط القوة لدى “إسرائيل”، ووفقاً لما ذكره اللواء علي باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، فقد تم استهداف ثلاث قواعد عسكرية جوية رئيسية تابعة للکيان الصهيوني خلال الهجوم، بما في ذلك مقر الموساد، وقاعدة نفاتيم التي تُعتبر المركز الرئيس لتخزين الطائرات المقاتلة من طراز F-35، وقاعدة “حتسريم” التي كانت نقطة انطلاق لعمليات اغتيال السيد حسن نصرالله، بالإضافة إلى الرادارات الاستراتيجية ومراكز تجمع الدبابات، والمركبات المدرعة، والأفراد التابعين للکيان الصهيوني في المنطقة المحيطة بغزة.

    في الوقت الراهن، تتمتع “إسرائيل” بتفوق جوي نسبي على الدول الأخرى في المنطقة، وذلك بفضل الطائرات المقاتلة التي تلقتها من الولايات المتحدة، وخاصةً طائرات “F-35″، لكن إيران أثبتت أنها قادرة على تدمير جميع هذه الطائرات في المرة القادمة من خلال صواريخها القوية، ما يُلحق الهزيمة بالنقطة الوحيدة التي تُعتبر نقطة قوة للصهاينة.

    ونظراً لعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهة القوات المقاومة على الأرض، واعتماده على القوة الجوية، فإن هبوط الصواريخ الإيرانية على القواعد الجوية يُعتبر أكبر كابوس لبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الکيان الإسرائيلي، ووزراء حكومته المتشددين، حيث لن يكون هناك مكان آمن في الأراضي المحتلة من صواريخ إيران فرط الصوتية.

    تُعتبر إحدى نقاط القوة الأخرى للکيان الصهيوني في الميدان، هي امتلاكه لعدد كبير من الدبابات والمركبات المدرعة المجهزة، والتي حقّق من خلالها تقدماً نسبياً في الحروب السابقة، والآن في غزة، بفضل الدعم الجوي. ولذلك، فإن استهداف مراكز تخزين الدبابات والمركبات المدرعة يُعتبر تحذيراً جدياً لقادة الکيان، بأن الجمهورية الإسلامية يمكنها، إذا لزم الأمر، شلّ مشاة الجيش الصهيوني من خلال هجمات واسعة في المستقبل.

    وقد أثبت المشاة أنهم إذا لم تتوافر الدبابات، فلن يخطوا خطوةً واحدةً نحو مواجهة مجموعات المقاومة في لبنان وفلسطين، حيث يختبئون دائماً داخل الدبابات والمركبات المدرعة للحفاظ على أنفسهم من الهجمات.

    التعريف بالقواعد العسكرية

    تُعتبر القواعد العسكرية التي استهدفتها القوات المسلحة الإيرانية ذات أهمية استراتيجية كبيرة، ما سيزيد من قلق قادة تل أبيب.

    قاعدة “نِفاتيم” الجوية، المعروفة أيضاً باسم قاعدة 28 الجوية، هي قاعدة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تقع على بعد 15 كيلومتراً جنوب شرق مدينة بئر السبع في صحراء النقب، تُعد هذه القاعدة واحدةً من أكبر القواعد الجوية في الأراضي المحتلة، حيث تحتوي على ثلاثة مدارج بطول مختلف. وتتميز بمدرج طوله 3400 متر، ما يجعلها المقر الرئيسي لطائرات F-35 الإسرائيلية.

    تتواجد في هذه القاعدة طائرات مقاتلة خفية، وطائرات نقل، وطائرات تزويد بالوقود، وطائرات استطلاع/استشعار إلكترونية، بالإضافة إلى الطائرات المعروفة باسم “إير فورس وان الإسرائيلية”، وتعرضت القاعدة لأضرار خلال الهجوم الإيراني على الأراضي المحتلة في أبريل 2024، خلال عملية “الوعد الصادق 1″، حيث أظهرت الصور الفضائية والفيديوهات أن حوالي 7 صواريخ باليستية أصابت هذه القاعدة.

    قاعدة “حتسريم” الجوية، التي لم تسلم من الضربة الصاروخية الإيرانية، هي مطار عسكري يقع في منطقة بئر السبع، على ارتفاع 220 متراً عن سطح البحر، تم إنشاء قاعدة حتسريم في أوائل الستينيات من القرن الماضي، وبدأت عملياتها في أكتوبر 1966.

    من عام 1968 حتى 2015، كان هناك سرب من المروحيات في هذه القاعدة، والذي تم نقله في السنوات الأخيرة إلى قاعدة بالماخيم الجوية، ومنذ عام 1969 وحتى اليوم، يوجد في حتسريم سرب “النمر الطائر” الذي يستخدم طائرات تدريبية من طراز TA-4H Skyhawk Ayit ذات المقعدين، بالإضافة إلى النسخة المقاتلة ذات المقعد الواحد A-4H/N.

    قاعدة “غليلوت”، التابعة لوحدة التجسس 8200 ومقر الموساد، كانت أيضاً من بين المراكز التي لم تسلم من صواريخ إيران، تُعتبر هذه القاعدة المقر المركزي لدائرة المعلومات العسكرية في الجيش الإسرائيلي المعروفة باسم (أمان)، ومقر الوحدات المهمة مثل الوحدة 8200 المسؤولة عن الاستخبارات الإشارة والسايبر، والوحدة 9900 المسؤولة عن الاستخبارات البصرية.

    تقع هذه القاعدة في منطقة “رامات شارون” بالقرب من مدينة هرتسليا، شمال شرق تقاطع غليلوت، على بعد 1.5 كيلومتر من تل أبيب وحوالي 110 كيلومترات من الحدود الفلسطينية اللبنانية، كما يقع المقر المركزي للموساد ومقر الكليات العسكرية في معسكر دايان (كليات القيادة والأركان المشتركة للجيش الإسرائيلي، القيادة التكتيكية والأمن القومي الإسرائيلي)، بالإضافة إلى مركز التراث المعلوماتي ومكان تذكاري لـ “قتلي وحدات الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي” بالقرب من هذه القاعدة.

    تبلغ مساحة هذه القاعدة حوالي 250 ألف متر مربع. تُعتبر هذه القاعدة أيضاً مركز تدريب المعلومات التابعة لجهاز الأمان، بالإضافة إلى كونها المقر الخاص بفوج الاتصالات في الجهاز نفسه، ما يجعلها واحدةً من أكبر قواعد التنصت في “إسرائيل”.

    ونظراً لأن هذه القاعدة تُعدّ مركز دائرة المعلومات العسكرية في الجيش الإسرائيلي ومقر وحدات 8200 و9900، المسؤولة عن تقديم التحذيرات المبكرة قبل أي عملية هجومية ضد الأراضي المحتلة، فإن استهدافها من قِبل إيران، وكذلك من قِبل حزب الله لبنان في الأيام الأخيرة، يُعكس أن المقاومة قد وجهت ضربةً قويةً وإهانةً كبيرةً للجيش الإسرائيلي، وخاصةً أن هذه القاعدة تقع في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

    تُعتبر دائرة المعلومات العسكرية واحدةً من أهم الدوائر في الجيش الصهيوني، حيث تتولى مسؤولية تنفيذ عمليات الاغتيال، بينما تقوم وحدة 8200 بجمع المعلومات اللازمة لهذه العمليات، لذا، فإن استهداف هذه المركز الحيوي والحساس، يُمثّل تحذيراً لقادة الاحتلال بأن مقر تصميم عمليات اغتيال القادة أصبح الآن في مرمى صواريخ المقاومة.

    قاعدة “تل نوف” هي واحدة من المراكز الأخرى التي استهدفتها الصواريخ الإيرانية. تُعتبر قاعدة تل نوف الجوية مطاراً عسكرياً يضم مدرجاً بطول 2388 متراً. تقع هذه القاعدة في مدينة رخووت، على ارتفاع 59 متراً عن سطح البحر، وتُعد أقدم قاعدة لسلاح الجو الإسرائيلي، حيث أُنشئت خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين.

    تحتوي تل نوف على طائرتين مقاتلتين، وطائرتين هليكوبتر، وسرب من الطائرات المسيرة، كما يوجد في هذه القاعدة مركز اختبار الطيران “منات” والعديد من الوحدات الخاصة من قوات الدفاع الإسرائيلية، بما في ذلك الوحدة 669 (وحدة البحث والإنقاذ القتالية المروحية) ومركز تدريب كتيبة المظليين.

    بنك أهداف دقيق وقوي لإيران من الأراضي الاستراتيجية للکيان الإسرائيلي

    من خلال استهداف قاعدة “حتسريم” الجوية، التي تُعتبر نقطة انطلاق عمليات اغتيال السيد حسن نصرالله، أرسلت إيران إلى قادة تل أبيب رسالةً مفادها بأنها تتمتع بقدرات كبيرة في المجال المعلوماتي، حيث تمتلك معلومات دقيقة عن جميع المراكز التي تُنفذ فيها العمليات العسكرية الصهيونية، وخاصةً خطط اغتيال قادة المقاومة، ومن الآن فصاعدًا، ستظل جميع التحركات التخريبية للکيان الإسرائيلي تحت مجهر القوات المسلحة الإيرانية.

    وتجدر الإشارة إلى أن العملية “الوعد الصادق 2” قد شهدت إصابة الصواريخ الإيرانية لمحيط غزة، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه الخطوة، ففي الوقت الذي تسعى فيه حكومة نتنياهو حاليًا إلى احتلال المناطق الشمالية من غزة، على أمل ضمان أمن المستوطنين، فإن هبوط الصواريخ فرط الصوتية حول غزة، يوجّه رسالةً واضحةً للکيان مفادها بأنه حتى لو تمكن من احتلال نصف غزة، فلن يجلب له هذا الإجراء أي أمان.

    تُعتبر عملية “الوعد الصادق 2” بمثابة الرسالة الثانية من إيران إلى قادة تل أبيب، تقول مفرداتها إن تصعيد التوترات في المنطقة والمغامرات الجديدة في لبنان، لن يساعد الصهاينة في تحقيق أهدافهم، بل على العكس، مع هبوط عدد كبير من الصواريخ الإيرانية في قلب الأراضي المحتلة، وتعزيز “وحدة الساحات”، سيجد الصهاينة أنفسهم محاصرين أكثر من أي وقت مضى في حصار أمني، لا يمكن حتى للدول الغربية إنقاذهم منه.

    51 طوفانا بشريا.. عام كامل من الخروج المليوني اليمني المساند لفلسطين ولبنان

    الحوثي يعلن استئناف التظاهرات المليونية اليمنية دعما لغزة واستنكارا للعدوان الأمريكي

    في مشهد لا نظير له بالعالم واصل الشعب اليمني، في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة، على مدى عام كامل خروجه الجماهيري المليوني التأريخي المساند والمناصر للشعبين الفلسطيني والفلسطيني الذين يتعرضان لعدوان صهيوني في ظل صمت عالمي إلا فيما ندر.

    ولم يكل ولم يمل الشعب اليمني من خروجه إلى الساحات منذ أول يوم لمعركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، بل تزايدت المسيرات وتصاعدت حتى أصبحت تملأ أكبر الساحات في العاصمة صنعاء والمحافظات، على خلاف معظم الشعوب التي خفت صوتها مع مرور الأيام واعتادت على الإجرام الصهيوني.

    وشكل الخروج اليمني ملحمة شعبية كبرى وكان موقفا متناغما مع الموقف الرسمي للحكومة في صنعاء ومع القيادة الثورية، فكانت خطابات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي الأسبوعية بشأن العدوان على غزة ولبنان ودعواته للشعب اليمني بالخروج المساند للمظلومين، محركا وملهما للملايين من أبناء هذا الشعب ليملؤوا الساحات، ويعبروا عن مواقفهم وغضبهم في وجه الاستكبار العالمي.

    ويوم الجمعة من كل أسبوع كان الموعد الأبرز لخروج الملايين في العاصمة صنعاء و15 محافظة وعشرات المدن والمديريات الحرة، بالإضافة إلى مئات الفعاليات والأنشطة والوقفات والمظاهرات في بقية أيام الأسبوع.

    وبلغة الأرقام، أوضح السيد القائد عبدالملك، في كلمته الخميس الفائت، أن المسيرات والوقفات والفعاليات والأنشطة وصلت إلى مستوى كبير جداً خلال هذه المرحلة بكلها، وخلال ما يقارب العام بلغت 739 ألفا و634، وهي أرقام تاريخية لا نظير لها على المستوى العالمي على الإطلاق، وفقا لمراقبين.

    وكانت المسيرات وعناوينها والشعارات التي تردد فيها وتعبير الجماهير تجسيدا وتاريخا يوثق أحداث عاما من العدوان والصمود والتحدي والعنفوان الشعبي المقاوم، من تندي بالجرائم الصهيونية، والحزن على فقد القادة والشهداء، إلى السعادة بالانتصارات، والفخر والمباركة لعمليات القوات المسلحة اليمنية ومحور المقاومة ضد المجرمين الصهاينة، وكانت الأيقونة المشتركة في جميع المسيرات هي التفويض للسيد القائد والتأكيد على الاستعداد للجهاد في فلسطين.

    وفي العاصمة صنعاء التي شهدت أكبر المسيرات المليونية في العالم نصرة للشعب الفلسطيني، تصاعدت المسيرات منذ بدايتها في اليوم الأول لطوفان الأقصى فكانت المسيرات في بدايتها تخرج في ساحة باب اليوم وساحة المطار، ومع تزايد أعداد المتظاهرين عجزت الساحات عن احتواءها، لتنتقل المسيرات إلى أكبر ميدان السعبين أكبر الميادين في العاصمة ليعجز هو الآخر عن استيعابها.

    وفيما يلي ملخص لـ51 طوفانا بشريا مليونيا للمسيرات المركزية بالعاصمة صنعاء نصرة وإسنادا لغزة ولبنان منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى، ابتداء من الطوفان الشعبي الأولى في الـ 7 من أكتوبر بعد ساعات قليلة من الإعلان عن معركة طوفان الأقصى، وانتهاء بمسيرات (وفاء لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر) بميدان السبعين هو الطوفان البشري المليوني الـ 51 على التوالي في 4 أكتوبر 2024 آخر جمعة في العام الأول لصمود غزة ولبنان.

    وكان الطوفان الثاني بصنعاء في الـ 13 من أكتوبر في ساحة باب اليمن، في حين كان الطوفان الثالث في شارع الستين في الـ 18 من أكتوبر عقب المجزرة الإجرامية التي ارتكبها العدو الصهيوني بمستشفى المعمداني في غزة، فيما كان الطوفان الرابع في الـ 20 من أكتوبر في شارع الستين ابتداء من جولة فلسطين.

    وفي الـ 27 من أكتوبر، كان الطوفان الخامس، حيث أدى مئات الآلاف صلاة الجمعة في ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة صنعاء، تضامنا ونصرة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مواجهة العدو الصهيوني.

    وفي الـ 3 من نوفمبر، كان الطوفان السادس إذ جابت أكثر من 23 مسيرة حاشدة شوارع وساحات مختلف مديريات العاصمة صنعاء عقب صلاة الجمعة، تضامنا ونصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في قطاع غزة.

    وفي الـ 10 من نوفمبر شهد شارع المطار بالعاصمة صنعاء الطوفان البشري السابع، فيما كان الطوفان الثامن في الـ 18 من نوفمبر الماضي بشارع الستين بالعاصمة، في حين كان الطوفان التاسع في شارع الستين الجنوبي في الـ 24 من نوفمبر.

    وفي الأول من ديسمبر احتشد اليمانيون في طوفان بشري عاشر في شارع المطار بالعاصمة صنعاء، فيما كان الطوفان الحادي عشر في الـ 8 من ديسمبر في ساحة باب اليمن، والطوفان الثاني عشر في الـ 15 ديسمبر في ميادين السبعين، لتستمر من بعدها المسيرات في هذا الميدان الذي يعد أكبر ميادين العاصمة.

    وكان الطوفان الـ13 في 22 ديسمبر، والطوفان الـ 14في التاسع والعشرين من ديسمبر الفائت، والطوفان الـ 15 في 5 يناير الجاري، والطوفان الـ 16 في الثاني عشر من يناير، فيما كان الطوفان الـ 17 في التاسع عشر يناير أيضا.

    وفي 26 يناير 2024 شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، الطوفان الـ 18في مسيرة جماهيرية مليونية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ونصرة لأهل غزة، تحت شعار (اليمن وفلسطين خندق واحد).

    وفي الثاني من فبراير شهد ميدان السبعين الطوفان الـ 19 في مسيرة مليونية نصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار (مع غزة مستمرون حتى النصر).

    وخرج الطوفان البشري الـ 20 إلى ميدان السبعين في التاسع من فبراير تحت شعار (ثابتون على الموقف.. مع غزة حتى النصر).

    وشهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، في الـ 16 فبراير، الطوفان البشري الـ 21 نصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار (ساحاتنا جهاد.. ثابتون مع غزة حتى النصر)

    وفي الـ 23 فبراير شهد ميدان السبعين الطوفان الـ 22 في مسيرة حملت عنوان (مسارنا مع غزة.. قُدماً حتى النصر).

    وفي الأول من مارس 2024 م خرج الطوفان الشعبي الـ 23 نصرة للشعب الفلسطيني إلى ميدان السبعين في مسيرة مليونية حملت شعار (لستم وحدكم.. صامدون مع غزة).

    وخرج الطوفان البشري الـ 24 تحت شعار (رمضان اليمن.. طوفان ينتصر لغزة) في ميدان السبعين في الثامن من شهر مارس.

    وشهد ميدان السبعين في الجمعة الأولى من رمضان الطوفان البشري الـ25 تحت شعار (رمضان اليمن.. طوفان ينتصر لغزة) في الخامس عشر من مارس.

    وفاض ميدان السبعين، في الجمعة الثانية من رمصان، 22 مارس2024، بالطوفان المليوني الـ 26 تحت شعار (عملياتنا مستمرة.. أوقفوا عدوانكم).

    وفي 29 مارس الجمعة الثالثة من رمضان شهد ميدان السبعين الطوفان البشري المليوني الـ 27 المتجدد في مسيرة كبرى حملت شعار (قادمون في العام العاشر.. وفلسطين قضيتنا الأولى).

    وفي يوم القدس العالمي الجمعة الأخيرة في شهر رمضان المبارك، الموافق 05 أبريل 2024، شهد ميدان السبعين الطوفان الـ28 بخروج مسيرات جماهيرية هي الأضخم عربيا وإسلاميا إحياء ليوم القدس العالمي، بالتزامن مع خروج مسيرات مليونية في أكثر من 150 ساحة في 15 محافظة حرة.

    وفي الـ19 من أبريل شهد ميدان السعبين بالعاصمة صنعاء الطوفان البشري الـ 29 نصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار (معركتنا مستمرة حتى تنتصر غزة).

    وتحت شعار (مع غزة العزة.. تعبئة واستنفار) في 26 أبريل شهد ميدان السبعين، الطوفان المليوني الـ30 نصرة لغزة وللشعب الفلسطيني المظلوم.

    وفي الـ3 من مايو شهد أكبر ميادين العاصمة صنعاء، الطوفان المليوني الـ31 في مسيرات (وفاء يمن الأنصار لغزة الأحرار)، دعما لشعب الفلسطيني، وتأكيدا على الاستعداد لخوض الجولة الرابعة من التصعيد التي أعلنها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.

    وشاهد ميدان السبعين في الـ10 من مايو الطوفان الـ32 نصرة لشعب الفلسطيني تحت شعار “التصعيد بالتصعيد.. مع غزة حتى النصر”.

    وفي 17 مايو فاض ميدان السبعين بالطوفان المليوني المتجدد الـ33 في مسيرة “مع غزة جهاد مقدس ولا خطوط حمراء”.

    وشهد ميدان السبعين في 24 مايو الطوفان البشري المتجدد الـ34 في مسيرة مليونية انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني حملت شعار (مع غزة.. ثبات الموقف واستمرارية الجهاد).

    وفي 31 مايو 2024 م شهد ميدان السبعين الطوفان المليوني الـ35 في مسيرة نصرة للشعب الفلسطيني حملت شعار (مع غزة.. تصعيد مهما كانت التحديات).

    وفي 07 يوليو 2024م وتحت شعار (مع غزة.. تطوير القدرات وتصعيد العمليات) شهد ميدان السبعين الطوفان الـ 36 في مسيرة متجددة إسنادا للشعب الفلسطيني.

    وشهد ميدان السبعين، الطوفان البشري الـ 37، يوم الجمعة 14 يونيو 2024، في مسيرة نصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار (ثابتون مع غزة.. ومتصدون لكل المؤامرات).

    وفي 28 يونيو 2024م، شهدت ميدان السبعين الطوفان المليوني الـ38 نصرة وإسنادا للشعب الفلسطيني تحت شعار “لا عزة لشعوب الأمة دون الانتصار لغزة”.

    وفي 5 يوليو 2024 شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، الطوفان البشري الـ 39 جديدا في مسيرة “مع غزة.. جبهات الإسناد ثبات وجهاد” نصرة للشعب الفلسطيني.

    وخرجت إلى ميدان السبعين في 12 يوليو 2024، حشود مليونية في الطوفان الـ40 على التوالي (ثابتون مع غزة.. وسنتصدى لأمريكا ومن تورط معها)، تأكيدا على مواصلة إسناد ونصرة الشعب الفلسطيني وتأييدا لخيارات مواجهة التصعيد السعودي الأمريكي ضد الشعب اليمني.

    وفي 19 يوليو 2024 شهد ميدان السعبين الطوفان الـ41 في مليونية متجددة نصرة فلسطين حملت شعار (ثابتون مع غزة رغم أنف كل عميل).

    واحتشد الملايين في جمعة الـ 26 يوليو إلى ميدان السعبين تحت شعار (انتصارا لغزة.. ماضون في المرحلة الخامسة من التصعيد) في الطوفان البشري الـ 42 نصرة وإسنادا للشعب الفلسطيني وردا غاضبا على العدوان الصهيوني على الحديدة.

    وفي 02 أغسطس2024 خرج الطوفان المليوني الـ43 المتجدد جديدة تحت شعار (وفاء لدماء الشهداء.. مع غزة حتى النصر)، في طوفان بشري متجدد نصرة وإسنادا للشعب الفلسطيني.

    وفي الـ 9 من شهر أغسطس خرج الطوفان البشري الـ44 تحت شعار (معركة جهاد ومحور واحد.. مع غزة حتى النصر)، في طوفان بشري أسبوعي متجدد نصرة للشعب الفلسطيني، ودعما للمقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس وقائدها الجديد المجاهد الكبير يحيى السنوار.

    وفي الـ16 من أغسطس 2024 شهد ميدان السبعين الطوفان الـ 45 بخروج مسيرات مليونية تحت شعار (نصرة للأقصى وغزة.. الإسناد مستمر والرد قادم).

    وفي الـ23 من أغسطس 2024 ومن بين الأمطار الغزيرة كان الطوفان الـ46 في ميدان السبعين بمسيرات مليونية متجددة إسنادا لغزة تحت شعار (مع غزة والأقصى.. جهاد وثبات حتى النصر).

    وفي الـ30 من أغسطس 2024 م خرج الملايين إلى ميدان السبعين في الطوفان الـ 47 بمسيرات جماهيرية شعبية متجددة كبرى إسناد ونصرة لفلسطين تحت شعار “نصرتنا لغزة والأقصى.. مسؤولية وجهاد”.

    وشهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، في 6 من سبتمبر 2024، الطوفان المليوني الـ48 متجددا إسنادا للشعب الفلسطيني تحت شعار “مولد نبي الهدى.. دعوة لنصرة غزة والأقصى”.

    وفي الـ 12 ربيع الأول1446 هـ ـ 15 سبتمبر2024م خرجت حشود مليونية غير مسبوقة إلى ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة في طوفان بشري الـ 49 احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، وتعبيرا عن إسنادها ونصرتها للشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية منذ 11 شهرا.

    وفي 27 سبتمبر 2024 شهد ميدان السبعين الطوفانا المليوني المتجدد الـ50 إسنادا لفلسطين ولبنان تحت شعار (يمن الإيمان في جهاد وثبات مع غزة ولبنان).

    واختتم الشعب اليمني مسيرات العام الأول في جمعة الـ4 من أكتوبر 2024 حيث شهد ميدان السبعين الطوفان الـ51 الذي خرج تحت شعار (وفاء لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر) وذلك عقب الإعلان عن استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

    ويعد هذا الطوفان الأخير خلال العام الأول من صمود غزة ولبنان في وجه العدوان وحرب الإبادة الصهيونية والذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023، ليؤكد اليمن استمراره وموقفه الثابت تجاه قضايا الأمة، ومواصلته الدرب في العام الجديد حتى تحرير فلسطين.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    محمد الحاضري

    خطاب الإمام الخامنئي في تأبين سماحة السيد “نصرالله”.. قراءة في الدوافع والأبعاد

    الهجوم الإيراني وما تلاه من رؤية كرّسها خطاب الإمام الخامنئي قد يفتح الباب لرد إسرائيلي، ورد إيراني في المقابل، ويفتح الجبهة لسيناريوهات تختلف من حيث شكلها وسياقاتها عن تلك التي حكمت توازنات القوى في المنطقة.

    لم يعد من الممكن تصوير الموقف الإيراني من الأحداث التي عصفت في المنطقة بعد “طوفان الأقصى” والعدوان على غزة ولبنان بأنه تقليدي يلتزم أطر الدعم اللوجستي، إذ إن الهجوم الأخير الذي شنّته القوات الإيرانية على قواعد الكيان العسكرية ومطاراته قد أظهر انغماساً كاملاً في الحرب.

    فالمعطيات التي سبقت الهجوم أظهرت تميزاً إيرانياً على مستوى اتخاذ القرار إذ اعتمدت طهران مناورةً أدّت إلى ترسيخ قناعة لدى دوائر القرار الغربية والإسرائيلية عمادها التردد وعدم القدرة على الارتقاء في شكل المواجهة إلى مستوى اتخاذ قرار حاسم بالهجوم الذي حصل من دون أن نهمل شكل الهجوم ومستواه وفاعليته، والذي أعاد التوازن إلى سياق المواجهة الإستراتيجية بين المحور والكيان الإسرائيلي.

    من ناحية أخرى، جاء خطاب قائد الثورة الإسلامية في إيران مختلفاً عن السياق الذي سيطر في الفترة الماضية من حيث الشكل والمضمون، فقد كان ميدانياً وتخللته خطبة باللغة العربية خلال صلاة الجمعة في جامع الإمام الخميني، وعرض رؤية الجمهورية الإسلامية للمرحلة المقبلة وطبيعة الصراع الحالي من جهة أخرى.

    فمن حيث الشكل، أرادت الجمهورية الإسلامية أن تظهر للعالم مدى الإجماع الإيراني على القرار بالمواجهة المباشرة، بما يعدّ رداً مباشراً على ما تم التسويق له خلال المرحلة الماضية، بأن نظام ولاية الفقيه قد فقد تأثيره بعد انتخاب الإصلاحي بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية.

    في هذا الإطار، أظهر الإمام الخامنئي اليوم أن أطياف الجمهورية الإسلامية، بجناحيها الإصلاحي والمحافظ، لا تفترق في قضايا الأمن القومي، وأن الهيكلية الإدارية التي تنظم العمل السياسي في الجمهورية لا تتأثر بالتجاذبات السياسية المرتبطة بالشأن الداخلي وبكيفية إدارة التوجهات الخارجية للنظام.

    وعليه، ظهر واضحاً أن بعض التصريحات التي دأب مسؤولون إيرانيون على إطلاقها، لناحية عدم حاجة قوى المقاومة إلى تدخل إيراني، أو لناحية إدانة الكيان الإسرائيلي بطريقة خالية من التهديد، بمنزلة مناورة استهدفت بث روح الطمأنينة لدى قادة الكيان وحلفائه لناحية استبعاد تدخل إيراني مباشر، بما تم تفسيره بطريقة مغلوطة على أنه نجاح لسياسة التهديد والوعيد التي مارستها الولايات المتحدة طيلة فترة ما بعد اغتيال القائد إسماعيل هنية.

    أما في المضمون، فيمكن التقدير أن مفاعيل الخطاب لم تكن أقل تأثيراً من آثار الهجوم الصاروخي، إذ رسم الأمام الخامنئي معالم المعركة الحالية وفق رؤية تتخطى سردية الدفاع الإسرائيلي عن النفس ليؤكد ارتقاءها إلى مستوى المعركة التي يراد من خلالها رسم أفق المرحلة المقبلة.

    فالتشديد على أن الحرب التي تشن على المنطقة تدار من غرفة عمليات واحدة يؤكد قرار الحفاظ على وحدة الساحات، إذ إن الربط بين فعل “طوفان الأقصى” وعمل جبهات الإسناد، بالإضافة إلى عملية “الوعد الصادق 2″ يرسم خطوط المواجهة في المرحلة المقبلة بطريقة توازي ما تستهدفه الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة.

    فمن خلال مراقبة السلوك الأميركي الذي يتعاطى مع المجازر التي ترتكب بحق المدنيين في غزة ولبنان على أنها من الأضرار الجانبية التي لا تستوجب تحركاً دولياً، أو حتى مجرد توبيخ علني، بالإضافة إلى جسر الإمداد الحربي والمالي والدعم اللامحدود في المحافل الدولية، يمكن التقدير أن الواقع الحالي يدلل على مشروع متكامل يتخطى قدرات الكيان الإسرائيلي وإرادته ليعبّر عن توجّه أميركي يرفض التنازل في المنطقة نتيجة إحساسه بفقدان مقومات الريادة والهيمنة العالمية.

    بالإضافة إلى ذلك، أشار الإمام الخامنئي إلى الأهداف الحقيقية لهذا المشروع العدواني من خلال التصويب على هدف تحويل الكيان إلى بوابة لتصدير الطاقة من الدول العربية إلى أوروبا واستيراد البضائع من هذه الأخيرة. فالمشروع الاقتصادي لجو بايدن الذي تم الإعلان عنه العام الماضي في قمة العشرين التي انعقدت في نيودلهي في أيلول/ سبتمبر 2023 يفترض إزالة التهديدات التي تواجه الكيان.

    وعليه، كانت الإشارة واضحة إلى حقيقة أن العدوان الأخير على غزة ولبنان لا يرتبط في الحقيقة بـ”طوفان الأقصى” وعودة المستوطنين إلى الشمال، وبالتالي عمد الإمام الخامنئي إلى رفع مستوى المواجهة، إذ حسم أن المقاومة في المنطقة لن تتراجع، وأن النصر سيكون حليفها.

    من ناحية أخرى، أظهر الخطاب إصراراً إيرانياً على مواجهة المشروع الأميركي بطريقة مباشرة، من دون أي التزام بقواعد الاشتباك التي حكمت المراحل السابقة. فالتوجه الأميركي إلى عدم التدخل المباشر والاكتفاء باعتماد آلة الحرب الإسرائيلية بما يمكن أن يفسر بأن ما يحدث اليوم في المنطقة يمكن إدارته بطريقة الحرب بالوكالة لم يلق تجاوباً إيرانياً نتيجة عدة أسباب.

    فالجانب الأميركي الذي يملك ترف تحييد أراضيه قد يستهدف من خلال هذا التوجه تحقيق مشروعه من دون تعريض مصالحه وقواعده في المنطقة لأي أخطار. فالواقع الإستراتيجي في المنطقة منذ احتلال العراق أظهر تفوّقاً أميركياً نتيجة نجاح الإدارات الأميركية المتعاقبة في التسويق للخطر الإيراني على أنه مهدد لدول الخليج، بالإضافة إلى تأسيسها سابقاً لمسارات التطبيع التي كان آخرها “إتفاقات أبراهام” ومخطط التطبيع السعودي -الإسرائيلي، ومن دون أن ننسى دأبها على تثبيت تفوّق الكيان عسكرياً منذ نشأته. وبالتالي، أظهر خطاب الإمام الخامنئي يقظة المؤسسة الإيرانية لحقيقة اتجاه الإدارة الأميركية للاستفراد بقوى المقاومة ومحاولة القضاء عليها الواحدة تلو الأخرى؛ حتى تسهل في المستقبل محاصرة الجمهورية الإسلامية وإسقاطها.

    أما على المستوى الأيديولوجي، فقد أصر الإمام الخامنئي على تقديم سرديته بطريقة تؤكد أن الصراع الحالي لا يخرج عن إطار المواجهة العقائدية بين محور يتسلح بالحق والإنسانية وتحالف من القوى ذات الأهداف الاستعمارية.

    فمن خلال وصفه للشهيد السيد حسن نصر الله بأنه الأخ والعزيز ومبعث الافتخار والشخصية المحبوبة في العالم الإسلامي، ومن خلال توصيفه لفعل الاغتيال بأنه مسبب لتراكم الغضب وتصاعد دوافع المقاومة، بالإضافة إلى إشارته إلى أنه بتدبير السيد نما حزب الله مرحلة بمرحلة وأبرز آثاره الوجودية أمام الأعداء في المراحل المختلفة عبر دحر الكيان الصهيوني الذي بات همّه اليوم الحفاظ على وجوده، من دون أن ننسى تشبيهه له بالشجرة الخبيثة بعد أن شبّه المقاومة بالشجرة الطيبة، أظهر الإمام الخامنئي جانباً دينياً لهذه الحرب، ما قد يعدّ رداً مباشراً على خطاب نتنياهو الأخير في الأمم المتحدة الذي تحدث فيه عن المصالحة بين اليهود والمسلمين، بين مكة والقدس.

    وأخيراً، يبقى أن نشير إلى أن هذا الخطاب قد شكل علامة فارقة إذ انطلق من اغتيال سماحة السيد وفعل “الوعد الصادق” ليؤكد أن المرحلة المقبلة ستُرسم وفق قواعد الاشتباك المباشر الذي قد يُفسر بتخلي محور المقاومة عن نظرية الانتصار بالنقاط.

    فالهجوم الإيراني وما تلاه من رؤية كرّسها خطاب الإمام الخامنئي قد يفتح الباب لرد إسرائيلي، ورد إيراني في المقابل، ويفتح الجبهة لسيناريوهات تختلف من حيث شكلها وسياقاتها عن تلك التي حكمت توازنات القوى في المنطقة منذ انطلاق محور المقاومة كتحالف فعلي.

    ـــــــــــــــــــــــــ
    وسام إسماعيل

    مظاهرة حاشدة في عمّان دعماً لغزّة ولبنان واحتفالاً بذكرى 7 أكتوبر

    شارك الآلاف من الأردنيين، ظهر الجمعة، في المسيرة الحاشدة من وسط العاصمة عمان، لإحياء ذكرى يوم 7 تشرين أول/أكتوبر 2023 ودعما لغزة ولبنان، والتي دعت لها “الحركة الإسلامية” تحت عنوان “أكتوبر بشائر النصر”.

    وحمل المشاركون في المسيرة “لافتات تؤكد الانحياز للمقاومة والدعوة إلى نصرتها ودعمها بكافة الوسائل المتاحة، وترفض العدوان المتواصل على فلسطين منذ 364 يومًا”.

    وردد المشاركون هتافاتٍ تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، ولبنان، مؤكدين أنّ “ذكرى الطوفان مرحلة تحول في تاريخ الأمّة يجب أن تُعَاد مراتٍ ومراتٍ حتى رفع الظلم ووقف العدوان وإنهاء الاحتلال الغاشم”.

    ورفع متظاهرون لافتات كبيرة كتب عليها “7 أكتوبر.. بشائر النصر”، و”7 أكتوبر علامة عز ومجد وكرامة”، إضافة إلى “طوفان الأقصى طريق النصر”، إلى جانب أعلام الأردن ولبنان وأعلام فلسطينية.

    مقتل وإصابة 25 جنديا صهيونيا في قصف للمقاومة العراقية على أحد معسكرات كيان العدو الإسرائيلي

    جنود الاحتلال يشتكون "الطائرات العراقية" وعجز قدرة الجيش على حمايتهم منها في الجولان

    أعلن كيان الاحتلال الصهيوني، الساعات الماضية، عن مقتل جنديين وإصابة 23 آخرين بينهم اثنان بحالة حرجة، نتجة قصف استهدف أحد المعسكرات في الجولان المحتل بطائرة مسيرة.

    وقالت هيئة البث التابعة لكيان الاحتلال بأن التحقيق الأولي كشف أن نظام الدفاع الجوي فشل في رصد المسيرة وفي تفعيل صافرة الإنذار.

    وقالت إذاعة جيش العدو إنه للمرة الأولى منذ بداية الحرب تنجح عمليات المقاومة العراقية بإيقاع قتلى وجرحى.

    وكان جيش العدو الصهيوني اعترف اليوم بمقتل جنديين وإصابة 23 حالة اثنين منهم خطيرة إثر هجوم من مسيرة عراقية أطلقت صوب الجولان السوري المحتل.

    والجمعة، اعلنت المقاومة الإسلامية في العراق في بيان لها، تنفيذ ثلاث عمليات منفصلة أهدافا في طبريا والجولان المحتل بطائرات مسيَّرة.

    حزب الله يتصدى لمحاولات تقدم كيان العدو الإسرائيلي وكمائن الموت تفتك بجنوده

    تصدّت المقاومة الإسلامية في لبنان لمحاولة قوات كيان العدو الاسرائيلي التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة الحدودية مع فلسطين المحتلة، وتخوض معها اشتباكات عنيفة.

    وأوضحت المقاومة في بيان، أن المجاهدين اشتبكوا عند الساعة (23:00) من مساء الجمعة، مع قوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة، مما أدى إلى حصول انفجار ضخم في القوة المتقدمة، وأُجبرت على التراجع، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.

    وعند الساعة (1:50)، أعاد جنود كيان العدو الإسرائيلي محاولة التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة، فتصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية لها، وما تزال المواجهات مستمرة، حتى كتابة الخبر.

    وبالتوازي مع المواجهات، استهدفت المقاومة عند الساعة (2:15) تجمعًا لجنود كيان العدو الإسرائيلي في “كفريوفال” بصلية صاروخية، وتجمعاً آخر في “كفرجلعادي” بصلية صاروخية، وأيضاً في خلة عبير في يارون بصلية صاروخية.

    وأعلنت المقاومة الإسلاميّة في لبنان، اليوم السبت، قصف قاعدة ‏رامات ديفيد ‏بصلية من صواريخ فادي 1‏.‏ وقالت المقاومة، في بيان لها: قصف ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 10:30 من صباح يوم السبت 5-10-2024، قاعدة ‏رامات ديفيد ‏بصلية من صواريخ فادي 1‏.‏

    وكانت العمليات تركزت في بلدتي يارون ومارون الراس، في قضاء بنت جبيل، بعدما تركّزت في اليومين الأوّلين، في العديسة وكفركلا، حيث وقع جنود العدو في كمائن ادت الى مقتل واصابة اكثر من 60 جندياً من وحدات النخبة.

    واستهدف المقاومون قوة ‏لآليات وجنود العدو في سهل مارون الراس بقذائف المدفعية وأوقعوا فيهم ‏قتلى وجرحى.‏ كما استهدفوا قوة أخرى أثناء تقدّمها باتجاه بيادر العدس غرب يارون. وفجّروا ثلاث عبوات ناسفة بالقوات المتسلّلة باتجاه مارون الرأس، قبل أن يشتبك المقاومون معهم ويوقعوهم بين قتيل وجريح.

    وفي وقت لاحق، اشتبك المقاومون مع جنود العدو أثناء محاولتهم التسلل باتجاه بلدة يارون. واستهدفت المقاومة دبابة «ميركافا» في محيط موقع المالكية بصاروخ موجّه مما أدّى إلى اندلاع النيران فيها.

    ونشر العدو أمس مقاطع فيديو وصوراً قال إنها مواقع ونقاط عسكرية وصلت قوّاته إليها في القرى الحدودية. وردت المقاومة ببيان ليل امس اشار الى أن الصور «التقطت في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة حيث بنى بعض الجنوبيين منازل بالقرب من الحدود.

    وبهدف الحصول على هذه الصور التي يحتاجها بشدّة نتنياهو المأزوم، كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري الإسرائيلي على التعتيم على الحدث».

    وأكّد ضابط ميداني في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، أنّ مجاهدي المقاومة الإسلامية يرصدون ويتابعون ويتصدون لكل تحرك معادٍ عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، ويطاردون جنود العدو الإسرائيلي في قواعدهم وثكناتهم الخلفية على طول الخط الحدودي في الأراضي المحتلة، بقذائف المدفعية وصليات الصواريخ.

    وأوضح بيان المقاومة ان جنود النخبة في جيش العدو حاولوا عصر امس التقدم من محورين باتجاه مارون الرأس ويارون عند الحافة.

    ولدى وصول القوات لنقاط الكمائن المعدّة مسبقًا، فجّر المقاومون عدداً من العبوات (بعضها زُرِع أمس) واشتبكوا مع القوة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، من مسافات قريبة وصلت إلى مسافة صفر، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، واضطر الناجون الى حملهم والانسحاب تحت غطاء مدفعي من مرابض العدو داخل الأراضي المحتلة».

    ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس، عن مصادر في الجيش، أنه «في الأيام الأربعة الأولى من العملية البرّية في جنوب لبنان، أدرك الجيش الإسرائيلي أن عناصر حزب الله لا يعتمدون على إطلاق النار من مسافة بعيدة»، وأشار هؤلاء الى أن «الجنود المظليّين أبلغوا بالفعل عن 6 مواجهات من مسافة قريبة».

    واضافت الصحيفة أن «عناصر حزب الله يخوضون معارك وجهاً لوجه مع جنود الجيش الإسرائيلي الذين دخلوا جنوب لبنان». كما كشفت تقارير إعلامية عبرية عن محاولة مقاومين أسر جثة ضابط قتيل من وحدة «إيغوز»، في كمين خلة المحافر قبل يومين.

    وفي موازاة المواجهات المباشرة، تابعت المقاومة استهداف انتشار الجنود على طول المستوطنات الإسرائيلية الحدودية، في الخطين الأول والثاني، وصولاً الى منطقتي صفد والجولان المحتل. كما استهدفت قواعد نفح وكتسرين وإيلانيا بصليات صاروخية.

    وقصفت المقاومة بصليات صاروخية كبيرة عمق الاراضي المحتلة، خصوصا في الكريوت شمال حيفا، ومدينة ‏صفد ومستعمرتي كرمئيل وحتسور. وللمرة الأولى منذ بدء الحرب، دوّت صفّارات الإنذار في قيسارية، شمال الخضيرة، بعد إطلاق صواريخ من لبنان. وبحسب موقع «واللاه» العبري، فإن «رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كان في منزله في قيسارية، وعقب دوي صفارات الإنذار، هرع إلى الملجأ».

    في وقت نقلت إذاعة جيش الإحتلال عن ‏مصدر عسكري رفيع، قوله إن «الجيش يستعدّ لتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان قريباً، وانه سيعزّز قواته بلواءين إضافيين». وقالت القناة 12 ان ما يجري في لبنان يؤثر على صفقة التبادل في غزة. وأن مصدراً أمنياً وعد عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن «القتال المكثّف سينتهي في غضون أسبوعين أو ثلاثة».

    في هذه الاثناء واصل العدو اعتداءاته على لبنان، وأغارت طائراته على الطريق المؤدي الى معبر المصنع باتجاه سوريا، ما أدى الى قطع الطريق الدولية بالاتجاهين. فيما زعمت قناة «كان» العبرية أن «إسرائيل قصفت نفقاً في منطقة معبر المصنع عند الحدود السورية – اللبنانية، بعد رصد تهريب أسلحة».

    وأشارت القناة الى أن «‏إيران تزوّد حزب الله بالسلاح من مخازنها في العراق وسوريا، وأن الكميات تضاعفت». لكن الصور التي وزعت أظهرت بوضوح أن الصواريخ استهدفت الطريق وقطعتها أمام المدنيين. كما اغارت الطائرات على الطريق بين نقطة المصنع وبلدة شتورة في البقاع الاوسط.

    وكذلك على طريق بعلبك السريع في مثلث تمنين – أبلح – دير عمار. ومن الواضح أن العدو يهدف الى تقطيع أوصال المناطق اللبنانية، وعزل لبنان عن سوريا.

    وفي سياق متصل، تابع العدو استهدافه للفرق الطبية والمراكز الصحية والمستشفيات في الجنوب بشكل خاص. حيث خرجت أمس، 5 مستشفيات عن الخدمة، 4 منها في الجنوب، إضافة إلى «مستشفى السانت تريز» في منطقة الحدث في محيط الضاحية الجنوبية، بسبب الغارات التي استهدفت محيطه ليل أول من أمس. ويوم أمس، استهدفت المدفعية الإسرائيلية محيط مستشفى «الشهيد صلاح غندور» في بنت جبيل، ما أدى الى وقوع إصابات بين العاملين فيه. وحتى مساء أمس، رفض العدو إعطاء إذن لطواقم «الصليب الأحمر»، عبر «اليونيفيل»، للدخول لإجلاء المصابين الذين عمل موظفو المستشفى على نقلهم بسيّاراتهم الخاصة تحت القصف.