المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 4281

    معركة اللاعودة وجدوائية حضور الجندي الأمريكي إلى اليمن

    معركة اللاعودة وجدوائية حضور الجندي الأمريكي إلى اليمن

    المشهد اليمني الأول/

     

    العدو الأمريكي يدرك أن معركة الحديده بالنسبة لليمن شعبا وجيشا وثورة وقيادة هي شرارة معركة اللاعودة سياسياً وفتيل نقل النار الى الشريان الاحمر، و منصة اشعال الحرائق في عواصم العدوان بدون خطوط حمراء وفق استراتيجية تحويل الازمات الاقتصادية في دول العدوان الى كوارث بضرب نبض الحياة الاقتصادية فيها.

     

    كل ذلك يقود لاحداث شلل في اكبر دول مصدره للطاقة وخنق ثالث أهم شريان عالمي أمام حركة التجارة ومصالح دول العدوان ومن الطبيعي ينعكس كارثيا على الحركة عامة الى اين يقود ذلك?

     

    يقود ببساطة الى احداث شلل في اقتصاديات الدولار ومنصات الصناعة الغربية في ظل حروب اقتصادية وتوترات ومساعي الاقطاب الجديدة لتامين خارطة طريق لانتقال سلس وهادئ من نظام القطب الواحد إلى اونظام الاقطاب المتعددة بما فيها اعادة رسم شكل النظام العالمي الجديد ومساحات النفوذ وقواعد التوازن واليات السيطرة والتحكم في دورات الحياة الجديدة المصغرة والعامة، ورؤى نزع الالغام الصراعات الماضوية كملف كوريا والنووي الايراني والصراع الفلسطيني العربي الإسلامي ضد الاسرائيلي، واطفاء الحرائق كل ذلك قبل نهاية هذا العام تجاوز المحددات الزمنيه وقواعد الالتزامات ربما يخرج الوضع في كل الملفات عن سيطرة النخب الجديدة المهندسة لهذه لرؤى النظام العالمي الجديد، فقد تحدث انتكاسة في ملف كوريا والنووي في شبه الجزير الكورية، بسبب مقاومة نخب حاكمة في النظام الراس مالي القديم، الذي قد يقود نحو الانفجار العالمي، أو انتكاسة في الملف الايراني الذي قد يقود لانفجار اقليمي.

     

    الى حد الان ربما تمشي الامور والمتغيرات في المرحلة الانتقالية بهدوء وسلاسة لكن بعد فتح معركة الحديدة فان ارتداداته وتصعيداتها سيكون لها اثر عكس كبير على سير الانتقال العالمي وربما يقود لاخرج الوضع الاقليمي عن السيطرة وربما العالمي، من يدري.

    جدوائية إدخال الأمريكي لجنوده في معركة وجها لوجه

    بروز الدور الامريكي الذي يشن العدوان وحمله غزو اليمن من خلف الستار لن يكون فيه اي جديد، عقيدته العسكرية بكل وسائطها النارية واللوجستية وآليات السيطرة والتحكم والمعلومات المتقدمة واحدث ما يمتلكه استخدمها.

     

    ادخال الجندي الأمريكي الغازي إلى المعركة امر متوقع، منذ البداية بعد سقوط كل مصفوفة الادوات بهرمها المحلي والاقليمي, ودخول الجندي الامريكي في المعركة وجها لوجه سيجعل منه هدف دسم يغير ساحة القتال بدلا من الجغرافيا ستكون ارواح الجنود والضباط الامريكيين.

     

    مقتل جندي امريكي غازي يبثه الاعلام الحربي أو أسير امريكي في قناة المسيرة يهز امريكا والعالم واثره أضعاف أثر سحق جيوش الإمارات والسعودية مجتمعة.

     

    ولان ارض اليمن ارضنا فمن الطبيعي ان يكون الوقت حليف لأهل الأرض, انها تصفيات النهائيات مبروك تأهل اليمن إلى الدور النهائي في معركة التحرر والسيادة والنهوض والدور الاقليمي الرائد والمكانة العالمية المحترمة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    حميد القطواني

    لماذا لم تعد أبوظبي آمنة للاماراتيين ؟

    لماذا لم تعد أبوظبي آمنة للاماراتيين ؟

    المشهد اليمني الأول/

    التاريخ يعيد نفسه ، قبيل فترة ليست بالطويلة حاولت الامارات من خلال الاستثمار على الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح واعادته الى الساحة السياسية، التعويض عن خسائرها وخسائر السعودية وتحالف العدوان السعودي، الا ان محطتها النووية في البركة تعرضت لقصف صاروخي يمني زعزع امنها وامانها، وفي هذه الايام نرى التاريخ يعيد نفسه حيث تحاول الاستثمار على نجل شقيقه .

    منذ حوالي شهر والاماراتيون يشنون عدوانا شاملا على الساحل الغربي باتجاه ميناء الحديدة الاستراتيجي عبر تجهيز القوى الثلاث المشتملة على السلفيين وانصار وزير الدفاع اليمني السابق وبالتالي انصار طارق عفاش نجل شقيق الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح.

    الانباء الاولية كانت تشير الى التقدم السريع لهذه القوات والسبب واضح تماما ويعود الى امرين اساسيين هما ، عدم وجود اي عوائق في الساحل من جهة والاستفادة الواسعة من المعدات الحربية الحديثة مقابل شحة الاسلحة والمعدات عند الجانب اليمني من جهة اخرى . وسائل الاعلام العربية والغربية المعروفة بولائها للسعودية والامارات وفي اطار الحرب النفسية بدات بتضخيم الانباء حول التقدم الذي تحرزه قوات تحالف العدوان على اليمن الى درجة انها بثت انباء واعدت تقارير تشير الى انه لم يعد يفصل القوات الغازية عن ميناء الحديدة سوى عدة كيلومترات .

    وفي مقابل هذه الحرب النفسية الواسعة فان اليمنيين وخلال الايام الماضية ليس فقط نجحوا في وقف الالة الحربية الاماراتية بل انهم استطاعوا تحرير قسم من الاراضي التي تم احتلالها، ومن ثم كشفوا عن عامل جديد من شأنه تحديد مصير الحرب او تغيير مساره . المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية اعلن قبل يومين وبشكل رسمي ان ابو ظبي لم تعد آمنة وانها في مرمى الصواريخ اليمنية. الرسالة الصريحة اليمنية يعلن عنها في ظروف تحاول الامارات من جهة احتلال الحديدة وسائر الموانيء الجنوبية في اليمن وتوسيع دائرة احتلالها لجزر اليمن وتنمية تجارتها وضمان مصالحها في هذه المنطقة – كما اتخذت خطواتها الاولية من خلال احتلال عدن وسقطري في وقت سابق- ومن جهة اخرى تحاول المساعدة لترجمة مخطط ابن سلمان الفاشل والمتمثل بالاستيلاء على اليمن.

    ولكن يبدو ان اليمنيين وضعوا ايديهم هذه المرة على اكثر مناطق الامارات حساسية . فرغم ان الاماراتيين وقبل عدة اشهر ذاقوا وبال الصواريخ اليمنية، ونجحوا من خلال التعتيم الاخباري احتواء التوابع المزلزلة لهذه الخطوة اليمنية الجريئة، لكن الحقيقة هي ان توجيه اليمنيين لصواريخهم الى هذه الدويلة الصغيرة ستكلف الاماراتيين غاليا، والسبب يعود الى ان الامارات ورغم كونها بلد نفطي الا انها بنت اقتصادها على اساس التجارة والسياحة ومن الطبيعي ان تتمثل نقطة ضعفها الاساسية في زعزعة امنها ومن البديهي ايضا ان اي هجوم صاروخي على هذا البلد سينتج عنه هروب الاستثمارات الخارجية وهذا يعني ان حياة ابوظبي في هذه الايام رهن بكيفية تعامل واداء اليمنيين الذين يتحلون بالصبر لحد الان في مواجهة العدوان الاماراتي على اراضيهم.

    ان الامارات وبدل ان تستخلص العبر من جهودها لاعادة علي عبد الله صالح الى السلطة وايجاد شرخ في صفوف اليمنيين تحاول تكرار التجربة السابقة، ولكن هذه المرة من خلال دعمها لنجل شقيقه وجعله راس حربة العدوان على اليمن. ولا شك ان الاهداف الاماراتية المشار اليها آنفا تبقى في مرمى التوجهات ولكن السؤال المطروح هو في مقابل اعادة التاريخ لنفسه في هذه المرحلة هل سيعود الزمن لليمنيين ايضا؟ وهل ستستقبل الامارات حجما اكبر واوسع من الصواريخ اليمنية ؟ ختاما يبغي القول ان سقوط ميناء الحديدة بما انه يشكل مسألة حيوية لليمنيين فان تصريحات المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية تشكل خارطة طريق رسمها اليمنيون لمستقبلهم السياسي والعسكري ولا تقتصر على التهديد فقط.

    (ابو رضا صالح – العالم)

    الساحل الغربي: «معركة إستنزاف»… هل يدرك الجنوبيون الفخ ؟!

    الساحل الغربي: «معركة إستنزاف»... هل يدرك الجنوبيون الفخ ؟!

    المشهد اليمني الأول/ العربي

    منذ قرابة أسبوع على اشتداد وتيرة المعارك في الساحل الغربي، في إطار ما أطلق عليها عملية «الرعد الأحمر» لتحرير مدينة «الحديدة» من قبل قيادة «التحالف»، وبمشاركة قوات المقاومة «الجنوبية» و«التهامية»، مسنودة بقوات طارق صالح، إستطاعت قوات حركة «أنصار الله» والقوات الموالية لها في حكومة «الإنقاذ» في صنعاء، بحسب عسكريين، من قلب موازين المعركة «من خلال عملياتها العسكرية النوعية، والكمائن المثخنة، وسلاح الجو المسير الذي استهدف مراكز القيادة وغرف العمليات للقوات الجنوبية والسودانية الموالية للإمارات، في الساحل الغربي، والتي كان آخرها نصب كمين لقوات «اللواء الأول عمالقة»، في منطقة الفازة، في مدينة زبيد».

    القيادي في اللواء الأول عمالقة، خليل سالم الكلدي، سرد في حديث إلى «العربي»، تفاصيل الكمين الذي تعرضت له قوات اللواء الأول عمالقة، الجمعة الماضية، بمنطقة الفازة في البساتين، قائلاً: إن «قائد الكتيبة أبو هارون اليافعي، تقدم الكتيبة في معركة البساتين بقوة قوامها 200 فرد معظمهم سلفيين جنوبيين مستجدين لم يمض على تجنيدهم سوى شهر واحد». 

    وأضاف الكلدي، أن «الكتيبة تقدمت بلا تخطيط وبلا كاسحات ألغام، على الرغم من أن المنطقة مليئة بالألغام، كما أن قوات طارق صالح التي كانت مشاركة في المعركة رفضت التقدم في الهجوم». 

    وأوضح أنه «وبعد التوغل في منطقة البساتين قرابة نصف كيلومتر، تم مداهمة قوات اللواء من قبل عناصر المليشيات التي كانت تختبئ في أنفاق محكمة في المنطقة ومتحصنة بمتارس متعرجة». 

    وكشف الكلدي، أنه «الهجوم أسفر عن مقتل 73 من الكتيبة 19 من ردفان و24 من يافع و5 من يرامس أبين، بالإضافه إلى 30 جريحاً وقرابة 30 أسيراً، في ما تمكن قائد اللواء أبو هارون اليافعي من الإنسحاب بمدرعته، التي تعرضت هي أيضا للضرب من قبل الحوثيين ولكن لم يتمكنوا من إعطابها».

    وفي السياق، نقلت وكالة «سبأ»، عن مصدر في وزارة الدفاع التابعة لحكومة «الإنقاذ» في صنعاء، «تمكن وحدة متخصّصة من الجيش واللجان الشعبية، مسنودة بأبطال تهامة وأبناء القبائل، من القضاء على كتيبة كاملة»، ممن وصفهم بـ«الغزاة والمرتزقة في منطقة الفازة، جنوبي مديرية التحيتا على الساحل الغربي». 

    وأشار المصدر إلى أن «رجال الجيش واللجان الشعبية، نفذوا هجوماً على كتيبة تابعة لأبو هارون اليافعي، وذلك بعد عملية استخباراتية ومعلوماتية دقيقة من خلف خطوط النار، نفذت بدقة واحترافية وأسفرت عن القضاء على كامل القوة البشرية للكتيبة واغتنام عتادها بالكامل».

    وفي غضون ذلك، أفادت مصادر طبية، في عدن لـ«العربي»، بأن «مستشفيات عدن استقبلت يومي الجمعة والسبت، 52 جثة بينها 20 تعود لجنود، ما يرفع الحصيلة إلى 110 قتلى على الأقل منذ الأربعاء». ورجحت المصادر، أن «تكون بقية الجثث عائدة أيضا إلى جنود».

    وطبقا لمعلومات مؤكدة، فإن «الألوية الجنوبية التي تقاتل في جبهة الساحل الغربي، والتي أوكلت إليها القوات الإماراتية مهمة الدخول إلى الحديدة، وقعت في كمائن متعددة للجيش و«اللجان الشعبية»، إثنين في التحيتا، وكمين في زبيد، وثلاثة في الطائف، وقبل ذلك كمائن نوعية على الطريق الواصل بين المخا والخوخة، مع الإشارة إلى أن الطريق العام بين المدينتين صار بحكم المسيطر عليه كلياً بيد القوات الموالية للإمارات، فوقعت الإمدادات القادمة من المخا تحت نيران الجيش و«اللجان»، ودمر 14 طقماًَ عسكرياً وسبع دبابات في كمين واحد، بالإضافة إلى محاصرة اللواء التهامي وكتائب جنوبية أخرى داخل مدينة الخوخة، فيما اقتصرت مشاركة القوات الإماراتية على القصف الجوي». 

    معركة إستنزاف 
    لم تمض ليلة الجمعة على سكان مديرية يافع ومعظم المناطق الجنوبية برداً وسلاماً، فما أن أُعلن عن العدد الكبير من القتلى والجرحى والأسرى، في محرقة الساحل الغربي، وقبلها بأيام عشرات القتلى، حتى ضجّ الجنوبيون، ورفعوا الصوت عالياً مطالبين بوقف ما سمّاه ناشطون جنوبيون، بـ«المحرقة أو حرب استنزاف الجنوب في الساحل الغربي».

    مصدر قيادي في «القوات الجنوبية»، أكد في حديث إلى «العربي»، أن «القوات الجنوبية والسلفية تحديدا منها، الموالية للإمارات، ومنذ بداية العام 2016 وحتى اليوم، تم إستخدامها لتصفية قيادات حزب الإصلاح، في الجنوب، تحت يافطة قتال الحوثيين، وتحرير الجنوب منهم، وأصبح لديها قوة كبيرة وأسلحة كثيرة، من الصعب تجاوزها». 

    وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر إسمه، أن «الإمارات اليوم شعرت أن بقاء هذه القوة بهذا الشكل ليس لصالحها، وأنها أصبحت تشكل عائقاً أمام مشاريعها الإستعمارية، في الجنوب، فعمدت لإستنزافها في معارك الشمال التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، سوى التخلص منها، في معارك عبثية في صعدة والبقع، والساحل الغربي الذي أصبح اليوم عبارة عن فخ كبير لألوية العمالقة وغيرها من القوات الجنوبية». 

    وأوضح المصدر، أن «القوات الجنوبية فقدت وإلى اليوم الآلاف من أبناءها في معركة الساحل الغربي، وصعدة، وتعرضوا لخيانات غير مسبوقة أدت إلى سقوط العشرات من القيادات العسكرية الجنوبية في معارك المخا وكهبوب ومعسكر خالد ويختل والوازعيه والبرح، وكتاف والبقع، إضافة إلى إستهداف العشرات إن لم يكونوا المئات منهم من قبل طيران التحالف وتحت مسمى غارات صديقة». 

    وأشار المصدر إلى أن «كل هذه الوقائع المتلاحقة تثبت أن هناك فخ إستنزاف يدفع ثمنه سلفيون الجنوب لتحقيق أجندة إماراتية بإمتياز». 

    معارك ضبابية

    تراجع وتيرة العمليات العسكرية اليوم، والإنتكاسات المتكررة التي منيت بها قوات «التحالف» في الساحل الغربي، وذاقت ويلاتها القوات الجنوبية السلفية، والموالية للإمارات، أفرزت العديد من الآراء المتقابلة.

    ففي الوقت الذي تؤكد فيه قيادات في «المقاومة الجنوبية»، إلى أن «سبب بطئ وتيرة المعارك في الساحل الغربي، هو ضعف التخطيط للمعركة، والألغام الكثيفة المزروعة على امتداد الشريط الساحلي»، تشير مصادر ميدانية أخرى، إلى أن «دخول قوات طارق على الخط في معارك الساحل الغربي مع القوات الجنوبية السلفية، هي سبب الإنتكاسات المتكررة»، مؤكدة أن «هناك خيانات متتالية تعرضت لها القوات الجنوبية من قبل قوات طارق».

    وفي المقابل، تؤكد مصادر قيادية في حركة «أنصار الله»، أن «المعركة الحقيقية في الساحل الغربي لم تبدأ بعد». 
    وأضافت المصادر، أنها «مستعدة لكل الخيارات، ولن تكون معركة الحديدة إلا مقبرة للعدوان ومرتزقتهم». 

    وبحسب المصادر، فإن «القيادي في حركة أنصار الله، عبد الخالق الحوثي، يقود المعارك بنفسه في الحديدة»، مشيرة إلى أن «تعزيزات كبيرة وقوات مدربة بدورات عسكرية رفيعة من قبل ضباط مخضرمين في الجيش اليمني».

    وبين هذا وذاك، يعتقد الكثير من المراقبين، أن ما يحدث في الساحل الغربي، ليس إنتكاسة بالمعنى الأصح، ولكنه «أمر تكتيكي»، مؤكدين أن «هناك ضوء أخضر من التحالف لإقتحام مدينة الحديدة».

    الخبير الإستراتيحي، والمحلل العسكري، علي الذهب، أوضح في حديث إلى «العربي»، أن «المعركة محكومة بظروف مختلفة، وبالنسبة للقوات الحكومية المسنودة بالتحالف، فقد تكون الظروف متعلقة بوضع قواته المهاجمة، التي تحركت باندفاعة عالية في بيئة قتال تتطلب كثافة عددية كبيرة فضلا عن كونها قوات مهاجمة تتطلب أضعاف عدد القوات المدافعة». 

    ويؤكد الذهب أن «الأمر تكتيكي، ويحتمل أن تكون هذه الجبهة، ذات غايتين: اقتحام مؤكد لمدينة الحديدة، بأي وسيلة، أومشاغلة أولية لتمكين جبهة أخرى من تحقيق ضربة موجعة».

    وحول وجود ضوء أخضر من المجتمع الدولي لقوات «التحالف» بإقتحام مدينة الحديدة، يرى الذهب أن «العامل الغربي يلعب دورا رئيسا في الحرب، لكن عينه، في كل الأحوال، على الحديدة، بحكم ما تتمتع به من موقع في طريق تدفع الطاقة ومنطقة شديدة التنافس استراتيجياً وجيوسياسياً». ويعتقد الذهب، أن «توقف العمليات العسكرية بالنسبة للقوات الحكومية الموالية للتحالف في الساحل الغربي، فإن الأمر ليس إنتكاسة، حتى وإن كان هناك خسائر، فالقدرة على التعويض ممكنة، في القوى والوسائل».

    مقتلة الحديدة تلجم الغزاة: لا مستقرّ لـتحالف العدوان على الساحل

    مقتلة الحديدة تلجم الغزاة: لا مستقرّ لـتحالف العدوان على الساحل

    المشهد اليمني الأول/

    حوّل أبطال الجيش واللجان الشعبية الهجوم الذي شنته قوات تحالف العدوان والقوى المحلية الملتحقة به مسنودةً بالدعم الاستخباري والاستشاري واللوجستي الأمريكي على جبهة الساحل الغربي من تهديد إلى فرصة.

    ولعلّ أبرز ما أسفر عنه هذا الهجوم هو سقوط العامل النفسي والمعنوي الذي كان سيفه مصلتاً على صنعاء حول معركة الحديدة بوصفها «أم المعارك»، و«معركة الفصل»، و«معركة قطع شريان الحياة عن صنعاء» وغيرها الكثير من التوصيفات التي تصبّ جميعها في هدف واحد هو إرعاب صنعاء وتأزيم حسابات قياداتها العسكرية والسياسية ودفعها باتجاه تقديم تنازلات سعى الخصم إلى أن تكون في الجذر والاستراتيجيا وأولاً وأخيراً في انتقاص السيادة الوطنية ومصادرة قرار الدولة. وهذا ما عبّر عنه قائد الثورة الشبابية السيد عبد الملك الحوثي في خطابه في 21 أيار/ مايو الجاري بقوله إن تطورات جبهة الساحل الغربي بمثابة تحول نفسي ومعنوي وعملياتي.

    بعد غزوة الساحل الغربي الفاشلة على صنعاء منتصف الأسبوع الماضي ارتاحت صنعاء ورفعت عن كاهلها ضغط العبء النفسي والمعنوي والاستنفار الميداني والبشري والقيادي، وانصرف المواطنون إلى أعمالهم الاعتيادية مطمئنين إلى صلابة موقف الجيش واللجان الشعبية وإلى حكمة قيادتهم في إفشال خطط الأعداء والتصرف وفق مقتضيات المعركة العسكرية والأمنية والسياسية ومتطلباتها.

    كذلك تأكدت أهمية المتابعة الكبيرة والخاصة والدقيقة التي كان يخصصها رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق الشهيد صالح الصماد لمعركة الحديدة وإسهاماته في وضع الخطط العسكرية وآلية تنفيذها. ذلك أن الرجل كان يدرك ما تعنيه الحديدة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية لذا انصرف إلى إيلائها الاهتمام الكبير، وإدراجها على رأس قائمة الأولويات مع الحرص على حضوره الشخصي المتكرر إلى جبهة الساحل الغربي حتى لو تطلب الأمر أن يسقط هو شهيداً. والجدير ذكره هنا أن مقتل الصماد أدى إلى تزخيم عملية الاستنهاض والتعبئة والهبة الشعبية والقبائلية، وتعزيز اللحمة الوطنية، وتقوية الاحتضان الجماهيري للجيش واللجان.

    في النتائج الميدانية استفادت القوات اليمنية المشتركة من الاختراقات التي أحدثتها المليشيات والقصائل الموالية لـتحالف العدوان على جبهة الحديدة لتدفيعها أثماناً غالية، وإفهامها عقم خياراتها وتيئيسها من جدوى تلك الخيارات. وقد أدت مسارعة القوات اليمنية إلى تطبيق خطط حرب العصابات إلى إرباك كبير في صفوف القوات المهاجِمة وأيضاً إلى فشلها في تقدير الموقف بعدما اعتقدت أنها بإحداثها بعض الخروقات تحقق نصراً حاسماً فأوعزت إلى آلتها الإعلامية بالاحتفال بـ«النصر» والترويج لـ«الفتوحات القادمة» باتجاه الشمال والعاصمة صنعاء بالترافق مع حرب نفسية أصبحت مفضوحة وفاقدة للتأثير ويمكن إسقاطها بقليل من الخبرة والجهد. لكن الحقيقة «المرة» بالنسبة إلى «التحالف» أن القوات المتقدمة على الخط الساحلي الرئيسي والذي تمتد على جنبه صحراء رملية كبيرة لمئات الكيلومترات عجزت عن إسقاط أي من المدن أو الحواضر.

    ويعود ذلك إلى نجاح القوات اليمنية المشتركة في تطويع طبيعة الأرض بما يتناسب مع مهمة حرب العصابات وقيامها بتوزيع مجموعات صغيرة نسبياً بين تعرجات الساحل وتشققاته والمنحدرات القليلة العمق الناتجة من السيول والعوامل الطبيعية فيه وكذلك بالاستفادة من الأشجار المتفرقة في أكثر من مكان الأمر الذي قلّل من أهمية تفوّق العدوان بالجو والبحر، ليبدو شكل التمدد الطويل والضيق للقوات الغازية أشبه ما يكون بأفعى عرضة للضرب في كل مكان (الرأس والوسط والذيل) مثلما أظهرت مشاهد للإعلام الحربي اليمني بيّنت تحوّل القوات الغازية إلى شاخصات للرماية في ميدان التدريب تتلقى الضربات من دون أن تستطيع الاحتماء أو حتى الفرار.

    يحسن الجيش واللجان الشعبية استخدام كافة التكتيكات غير النظامية في المعركة الدائرة على طول جبهة الساحل الغربي (الاستنزاف، التطويق، الالتفاف، الإغارة على الأرتال في الوسط، إشغال المعتدين ومنعهم من التثبيت حصر الهجوم في ما يسمى بالطريق الأسود أي الرئيس ومنعه من التمدد لحماية الجنبات). وكلها تكتيكات وأساليب معدة سلفاً ويشرف عليها قادة متمرسون وشجعان. وقد سُجِّلت استفادة قوات صنعاء من تلك التكتيكات خلال الأيام والساعات الماضية وفق الآتي:

    * تمكن وحدة متخصصة في الجيش واللجان مسنودة بأبناء القبائل من القضاء على كتيبة كاملة من اللواء السلفي الخامس يرأسها المدعو أبو هارون اليافعي في منطقة الفازة، جنوبي مديرية التحيتا. وقد تم القضاء على الكتيبة المذكورة بعدما حاولت الخروج من الساحل باتجاه الشمال لتقع في مكمن محكم للجيش واللجان أدى إلى مقتل وجرح 75 وأسر 16 آخرين وفرار البقية، وعلى رأسهم قائد الكتيبة.

    * تنفيذ عملية نوعية على تجمع للغزاة في شمال منطقة الجاح أدت إلى مقتل وإصابة 40، وأسر 15 آخرين وتدمير ثلاث عربات مدرعة واغتنام ستة أطقم عسكرية بما فيها من ذخائر.

    * استعادة قرية الطائف والمناطق المجاورة لها جنوب الحديدة عقب عملية نوعية «خلفت خسائر كبيرة في عديد الغزاة وعتادهم» وفق ما أفادت به مصادر عسكرية يمنية .

    هذه الخسائر تقع في معظمها في صفوف مقاتلين من جنوب اليمن يتصدرون المعارك في جبهة الساحل الغربي مثلما حصل في الهجوم الأخير في منطقة الفازة حيث تمت إبادة كتيبة كاملة معظم مقاتليها من المحافظات الجنوبية. وهو ما أدى إلى تصاعد حالة الغضب الشعبي على «الزج بالشباب الجنوبي في محرقة الشمال» بتغطية من «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي دشّن منذ مساء أمس، سلسلة أنشطة لتلميع صورة الإمارات. وقد تجلى ذلك الغضب في إطلاق نشطاء حملة شرسة ضد قيادة «الانتقالي» وأعضائه المتهمين بالسكوت عن «المحرقة» مقابل ما بات يعرف بـ«الصرفيات المالية الشخصية» التي تتولّاها أبو ظبي.

    (لقمان عبدالله – الأخبار)

    سواحل وجزر اليمن.. مزايا عسكرية واقتصادية معرضة للسطو الاستعماري

    سواحل وجزر اليمن.. مزايا عسكرية واقتصادية معرضة للسطو الاستعماري

    المشهد اليمني الأول/

     

    ضمن ما يستهدفه العدوان في المعركة على امتداد الجبهة المائية لليمن ومنها الساحل الغربي السيطرة على الميزات التي تتمتع بها جزر وسواحل اليمن، والتي تعيش برأي عدد من المراقبين حالة من التداخل الوثيق في وفرة الموارد الغذائية والنفطية والغازية وغيرها، من جانب ومن جانب آخر فيما توفره من نفوذ عسكري لثراء الجغرافي الذي تحظى به.

     

    تتزاحم المزايا العسكرية والاقتصادية التي تتمتع بها جزر وسواحل اليمن، فغير التحكم بطرق الملاحة والتجارة الدولية بين شرق العالم وغربه؛ تزخر بموارد اقتصادية مختلفة أهمها الثروة النفطية والغازية، في هذا السياق يقول المؤرخ والكاتب محمد ناجي أحمد: “الجزر اليمنية في البحر الأحمر هي قلاع عالية الارتفاع بمعنى أنها قلاع وقواعد عسكرية بحد ذاتها فهي مواقع حماية متقدمة لليمن في ظل وجود الدولة القوية والمستقلة، وهي تؤمن أي استراتيجية تجاه وسط آسيا وشرق آسيا أيضا، بداية من تأمين المراقبة والاستطلاع والتمركز ثم الانطلاق”، ويضيف ناجي: “هذه ميزة ضمن ميزات استراتيجية تتميز بها جزر اليمن اقتصاديا وسياحيا، فهي منبع لموارد حيوية هامة كما هو البحر الأحمر ككل”.

     

    من جانب آخر ثمة حالة من التداخل الوثيق بين جزر اليمن وساحلها الممتد من ميدي في أقصى شمال غربي اليمن إلى حضرموت في الجهة الشرقية من الوطن ووصولا إلى جزيرة سقطرى الواقعة على عقدة الطرق البحرية، والتي لابديل لها بين شرق العالم وغربه.

     

    يؤكد الباحث والناشط السياسي إدريس الشرجبي: “عندما تمر من قناة السويس وباب المندب قاصدا شرق أسياآسيا أو تعود منه أو تذهب باتجاه القارة السمراء (أفريقيا) أخذا الطرق الملاحية في المحيط الهندي والهادي ستجد أن جزيرة سقطرى تتحكم بكل تلك الطرق”، ويتابع الشرجبي: “من هنا فالمعركة في الساحل تأخذ هذا البعد، أو بمعنى أدق تركز في ما يؤمن حراكها العسكري البحري ومشاريعها العالمية”.

     

    وهذا من منظور الشرجبي ما يعلل الحديث عن: “تشابك بين الاحتلال الأمريكي لجزيرة سقطرى وبين معارك الساحل الغربي لليمن، ثم هناك رابط معين يربط الجزيرة بساحل اليمن الممتد لأكثر من 2500كيلو متر”.

     

    ضمن هذه القراءة التي تستقصي أبعاد وزوايا المعركة في الجبهة المائية لليمن يؤكد نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق عبد الباري طاهر: “أن توسيع رقعة المواجهات في الساحل الغربي لليمن لا يبعد عن استراتيجية القضم الاستعماري التي تعرضت معها جزيرة سقطرى لسطو الغزاة الجدد”، ويوضح المؤرخ عبد الباري طاهر: “الأطماع الاستعمارية تجاه جزر وسواحل اليمن ومنها جزيرة سقطرى.. هي مطامع قديمة جديدة، فالجزيرة على مستوى عالمي من أهم الجزر وهي درة المنطقة وميزاتها تبدأ بالموقع وتنتهي بالخيرات”.

     

    ويضيف طاهر “لدى المؤرخين والرحالة والجغرافيين جزيرة سقطرى أهم جزيرة في العالم وهي أغرب جزيرة في العالم تحتوي ثلث غرائب العالم، إذ أن فيها غابات من النخيل وفيها غابات من الأشجار، منها أكثر من ثمانمائة شجرة لا توجد في أي مكان في العالم ولديها مغارات تمتد لمسافات طويلة جدا، وبعضها لم يكتشف حتى اللحظة، وهي حافلة بالشواهد التاريخية والحضارية اليمنية”، وينبه طاهر في حديثه إلى أن الجزيرة “حافلة بموارد اقتصادية أخرى، إذ أن البريطانيين خلال استعمارهم للجزيرة كانوا قد بدأوا بالتنقيب فيها”.

     

    من الواضح وفق القراءة السابقة _هي قراءة واقعية تنفض عن اليمن واليمني الشعور بالنقص تجاه الآخر أي كان _ من الواضح أن العين الاستعمارية ومن منظور استراتيجي ترى أن ثمة تكاملا وترابطا لا بدّ من تحقيقه بين إرساء النفوذ العسكري والاقتصادي لها على مستوى العالم واليمن بلد محوري بكتلته السكانية وبهويته وبجزره وسواحله، حيث يحاول الغزاة تثبيت نفوذهم العسكري والاقتصادي، وعبر مخطط استكمال احتلال ساحل اليمن والسطو عليه وتحويلها إلى نقاط ارتكاز اقتصادية، تسهم في انشاء مناطق تجارية وصناعية ولكن لصالح الغزاة الجدد وليس اليمن.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عبدالحميد الغرباني

    ثمن بقاء السودانيين في اليمـن : جنائزُ ومساعدات

    ثمن بقاء السودانيين في اليمـن : جنائزُ ومساعدات

    المشهد اليمني الأول/

    أنبأ الإعلان الرئاسي الأخير عن استمرار المشاركة السودانية في حرب اليمن بأن نظام عمر البشير قد نال ما كان يتطلع إليه من وراء تلويحه بسحب قواته من «التحالف»: مساعدات اقتصادية تسعف الخرطوم في أزمتها المتصاعدة في وقت لا يتوقف عدّاد القتلى السودانيين على الأراضي اليمنية عن التصاعد

    لم يتمكن الجندي السوداني، عمر طه (30 سنة)، من تحقيق حلمه بالزواج وتكوين أسرة؛ فقد وافاه الأجل في آب / أغسطس الماضي أثناء مشاركته في القتال على الحدود السعودية – اليمنية. يروي ابن خالته شريف كيف كان وقع خبر وفاة طه موجعاً على جميع أفراد أسرته خصوصاً والدته المسنّة سارِداً تفاصيل آخر محادثة مع طه قبل أربعة أيام من وفاته والتي أخبره خلالها أن بدلاءهم قد وصلوا من السودان وأنهم سيعودون إلى الوطن خلال أسبوع لكنه قُتل بعد يومين من تلك المحادثة.

    طه الذي كان ضمن الدفعة الأولى من القوات السودانية التي بعثت بها الخرطوم للمشاركة في «التحالف» الذي تقوده السعودية في اليمن منذ عام 2015 هو واحد من عشرات الجنود السودانيين الذي قضوا في هذه الحرب. يؤكد شريف أن الهدف الذي دفع بابن خالته إلى المشاركة هو تحسين وضعه المادي فقط وليس لأي أهداف سياسية أو دينية.

    لكن الحكومة السودانية لا تفتأ تعمل على استنفار الإحساس الديني الجمعي لدى السودانيين للتسويق لدفعها بالجنود إلى القتال خارج حدود أراضيهم. وها هو الرئيس السوداني عمر حسن البشير يعود لاستخدام المنطق ذاته لدى حسمه الجدل في شأن الاستمرار في المشاركة من عدمه حيث قال إن «موقف السودان المبدئي والمعلن هو الدفاع عن أرض الحرمين» وذلك في أعقاب زيارة خاطفة لمساعد وزير الدفاع السعودي محمد بن عبد الله العايش إلى الخرطوم خلال الشهر الماضي.

    ولم يفوت الرئيس السوداني الفرصة لتذكير مبعوث الملك بأنه وعلى رغم الظروف الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد إلا أن ذلك لن يثني السودان عن لعب دوره في «استرداد الشرعية في اليمن». ومن هنا يتأكد للعديد من المراقبين أن السبب الرئيس وراء التلويح أخيراً بسحب القوات السودانية من اليمن إنما كان إحجام دول «التحالف» عن انتشال الخرطوم من الضائقة الاقتصادية التي تمر بها والمتمثلة في شح الوقود والانخفاض المريع في سعر الجنيه أمام الدولار وبالتالي الارتفاع غير المسبوق في مؤشر التضخم، والذي بلغ خلال شهر نيسان/ أبريل الفائت 57.56 في المئة.

    وما يعزّز تلك الرؤية أنه لم تكد تمرّ 48 ساعة على إعلان مؤسسة الرئاسة الاستمرار في المشاركة في حرب اليمن حتى علت أصوات من داخل الحزب الحاكم بتأييد القرار والتشجيع عليه وهو ما فعله رئيس القطاع السياسي لـ«حزب المؤتمر الوطني» عبد الرحمن الخضر الذي شدد على أن «المنطلق الرئيسي (في المشاركة) منطلق استراتيجي في المقام الأول، لذا لا بد أن تكون الرؤية الاستراتيجية سابقة ومتقدمة على أي رؤية عاطفية». لكن في المقابل، ظلّت القوى المعارِضة على موقفها المطالِب بسحب الجنود السودانيين من اليمن، والرافض لأي تنازل في هذا الإطار. في مقدم تلك القوى تأتي كتلة «التغيير» البرلمانية التي يرأسها أبو القاسم برطم. ويؤكد برطم «(أننا) لن نيأس وسنظلّ نطالب بإعادة القوات السودانية إلى أرض الوطن»، مضيفاً: «(أننا) سنطالب باستدعاء وزير الدفاع في البرلمان على رغم علمنا بأن الغالبية الميكانيكية يسطر عليها الحزب الحاكم – المؤتمر الوطني – وبعض الأحزاب الصغيرة التابعة، إلا أننا سنطالب بإلغاء القرار الرئاسي لمخالفته الدستور» مُذكِّراً بأن «استمرار بقاء القوات السودانية في اليمن هو تأكيد لعدم احترام القانون وخرق للدستور».

    من جهته يرى المحلل السياسي حاج حمد أن «ملف المشاركة في حرب اليمن لم تتم إدارته بصورة صحيحة تحفظ للجندي السوداني كرامته وحقوقه». ويوضح حمد أنه «كان من الأجدى التفاوض مع دول التحالف قبل اتخاذ قرار فردي بالمشاركة في الحرب وأن يتم طرح الأمر بصورة علنية أمام البرلمان وأمام الشعب وبالتالي تكون الحكومة قد احترمت سيادتها الوطنية وحفظت للجنود حقوقهم» لافتاً  إلى أن «السودان وجد نفسه متورطاً في حرب مع دول تفتقر للإرادة السياسية وتدار من الخارج» مضيفاً أن «حرب اليمن استغلتها الولايات المتحدة الأميركية للسيطرة على الممرات المائية الدولية» وأن «دول الخليج تنظر لمشاركة السودان على أنها جزء من محاولة النظام تسويق نفسه لتعزيز مواقفه التفاوضية مع واشنطن».

    ويرى حمد كذلك أن تلويح النظام بتعليق المشاركة نتيجة عدم إيفاء دول الخليج بالتزاماتها المادية هو «قصر نظر آخر؛ إذ كان من الأوفق للنظام أن يتواصل مع الولايات المتحدة مباشرة، لتضغط على حلفائها في دول الخليج للإيفاء بالتزاماتهم تجاه الخرطوم فوجود القوات السودانية مؤثر جداً في الحرب السعودية في اليمن».

    (لمي علي – الأخبار)

    المأساة الكبرى في اليمـن وتورط واشنطن ولندن فيها

    المأساة الكبرى في اليمـن وتورط واشنطن ولندن فيها

    المشهد اليمني الأول/

    يعيش اليمن مأساة كبيرة نتيجة استمرار الحرب السعودية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تسببت بأزمة إنسانية كبيرة تزمناً مع استمرار التجاهل الدولي لما يحدث حتى وصف الكثير من المتابعين للأحدث ما يجري في اليمن بـ “الحرب المنسية” .

    غارات طائرات التحالف السعودي مستمرة ويسمع السكان في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات بشكل يومي أزيز الطائرات التي تثير قلقهم، ويعرفون ماذا سيحدث لاحقا، وميض في السماء ثم توقف مقلق ليتبعه دوي انفجارات جراء شن عدد من الغارات على منشئات عسكرية وأخرى مدينة وخدمية فيما تواصل هذه الطائرات استهداف الأحياء السكنية بين كل فترة وأخرى .

    الغارات السعودية تتزامن مع استمرار الحصار على المحافظات التي يسيطر عليها المجلس السياسي الاعلى في البلاد وحكومة الإنقاذ الوطني وسيطر التحالف السعودي على ما يمكنه السيطرة عليه برا وبحرا وجوا.

    وتشير التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية أن (أزمة) اليمن واحدة من أسوأ الأزمات في العالم . فالغارات الجوية التي تستهدف البنية التحتية للبلاد مستمرة كل يوم ، بالإضافة الى اشتداد المواجهات العسكرية على الأرض ليواجه اليمن خطر المجاعة الكبرى التي قد تحدث خلال الفترة القادمة إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن وهناك أكثر من مليون نازح من البلد .

    التحالف السعودي الأمريكي مستمر باستهداف المنشئات الحيوية والأحياء السكنية ليستمر سقوط المدنيين الأبرياء نتيجة هذه الغارات فيما تواصل الماكينة السعودية والغربية محاولة خداع العالم وبأن ما يتم استهدافه هي مصانع أسلحة ومعسكرات للتدريب فيما لم تظهر عدسات الإعلام سوى المدنيين الأبرياء معظمهم نساء وأطفال .

    الغارات الجوية للتحالف السعودي مدعومة بقرار من مجلس الأمن الدولي. لكن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، يوهانس فان دير كلاو، قال أكثر من مره بأن الغارات الجوية على البنية التحتية المدنية يمثل انتهاكا لقوانين الحرب.

    التحالف استهدف كل شيء في اليمن بما في ذلك المدارس والمستشفيات والأسواق والشركات والمصانع والتي لا يجب قصفها. حتى في أوقات الحرب هناك قيود محددة ويجري انتهاكها في الحرب على اليمن .

    ومنذ بدء الحرب على اليمن، قتل آلاف المدنيين ، بعضهم ضحايا الاستهداف المباشر للمجموعات المسلحة المدعومة من قبل السعودية والإمارات بإطلاق نيران من أسلحة ثقيلة على مناطق سكنية.

    وبالمقابل تحظى جهود التحالف بدعم من بريطانيا والولايات المتحدة اللتين تواصلان بيع الأسلحة للسعودية، ويدعمان التحالف بضباط اتصال ودعم فني مستمر حتى اليوم .

    وتؤكد عدد من التقارير المحلية والدولية أن بريطانيا وأمريكا انتهكت قوانين محلية ودولية في بيعها للأسلحة للسعودية في ظل استمرار عدوانها على اليمن وقتل المدنيين .

    دعم أمريكي وبريطاني مستمر

    المسؤلون البريطانيون يواصلون نفي المشاركة المباشرة في الحرب ضد اليمن ، لكنهم يقرون بتوفير دعم تقني وأسلحة موجهة بدقة للتحالف السعودي ويمتلك سلاح الجو السعودي أسطولاً من المقاتلات التي تصنعها بريطانيا والولايات المتحدة من بينها اف15 وتورنادو ويوروفايتر تايفون.

    وتسملت السعودية في يوليو/تموز الماضي شحنة صواريخ “بيفواي 4” من زنة 500 رطل والتي خصصت في بادئ الأمر لسلاح الجو الملكي البريطاني.

    ويؤكد مايكل ستيفنز من معهد الخدمات الملكية المتحدة أن بريطانيا تستخرج من مخزونها من الأسلحة وتسلمه إلى السعودية لسد النقص في مخزونها (السعودية).”

    وتنفذ معظم الغارات الجوية السعودية بطائرات اف15 الأمريكية فيما لم يعلن التحالف الذي تقوده السعودية سوى عن تفاصيل قليلة بشأن نوع الأسلحة المستخدمة في اليمن ، لكن ستيفنز يقول إن الصواريخ البريطانية تستخدم في اليمن. وأضاف “إنهم يطلقون نيران أسلحة زودتها بريطانيا”.

    وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس دعا في شهر مارس الماضي إلى عدم المساس بالدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لقوات التحالف السعودي في اليمن.

    وقال ماتيس حينها من على متن طائرة عسكرية أمريكية: إن الدعم الأمريكي الذي يشمل مساندة مخابراتية محدودة وإعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود يهدف إلى التوصل إلى حل في نهاية المطاف عن طريق المفاوضات وبوساطة الأمم المتحدة، حد زعمه.

    وزعم أن “فرض قيود جديدة على هذا الدعم العسكري الأمريكي يمكن أن يزيد الخسائر البشرية بين المدنيين ويعرض التعاون مع شركائنا في مجال مكافحة الإرهاب للخطر ويقلل من تأثيرنا على السعوديين وهي أمور ستؤدي لتفاقم الوضع والأزمة الإنسانية”.

    كما زعم ماتيس المساعدات الأمريكية بأنها “دعم غير قتالي” يركز على المساعدة على تقليل خطر سقوط خسائر بشرية بين المدنيين”.

    (العهد)

    قطر تتهم السعودية بالتهور بعد تهديد بعمل عسكري ضدها

    قطر تتهم السعودية بالتهور بعد تهديد بعمل عسكري ضدها

    المشهد اليمني الأول/

    اتهمت قطر السعودية بالتهور بعد أن ذكرت صحيفة أن الرياض هددت بعمل عسكري إذا نشرت الدوحة نظاما روسيا للدفاع الجوي.

    وقال وزير الخارجية القطري لقناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية إنه لا يعتقد أن التهديد السعودي، الذي تردد أنه ورد في رسالة إلى فرنسا، خطير. لكنه اتهم الرياض باستخدام الرسالة لمحاولة إثارة ”اضطراب“ في منطقة يهزها الخلاف الذي بدأ قبل عام بين الدوحة وقوى إقليمية أخرى.

    وكانت صحيفة لوموند الفرنسية قالت يوم السبت إن ملك السعودية سلمان بعث برسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبدى فيها قلقه من المحادثات الجارية بين الدوحة وموسكو بشأن نظام الدفاع الجوي الصاروخي الروسي إس-400.

    وأضافت الصحيفة أن الملك سلمان قال إن السعودية مستعدة لدراسة كل التدابير بما في ذلك العمل العسكري.

    وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة أذيعت اليوم الثلاثاء ”نسعى للحصول على تأكيد رسمي من الحكومة الفرنسية“ للرسالة.

    وقال ”لا يوجد تهديد عسكري خطير في هذا الأمر لكن الطريقة التي يستخدم بها لتبرير أو خلق اضطراب في المنطقة غير مقبولة“، وأضاف ”لا توجد شكوى مشروعة وراء هذه الرسالة وتهديد قطر“.

    وسُئل وزير الخارجية القطري عما إذا كانت الدوحة ستمضي قدما في إبرام الصفقة فقال ”قطر تركت كل الخيارات مفتوحة لمشترياتها الدفاعية ولذا فإننا نحصل على أفضل جودة للدفاع عن بلدنا وكل الخيارات أمامنا مفتوحة لذلك“.

    وكانت السعودية ومصر والبحرين والإمارات قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر قبل عام، في خطوة اعتبرتها قطر محاولة للنيل من سيادتها.

    ولم يرد مكتب الرئيس الفرنسي ومكتب الإعلام السعودي على طلبات للتعليق على تقرير الصحيفة.

    وفي العام الماضي وقعت قطر وروسيا اتفاقا للتعاون العسكري والتقني. ونقلت وسائل إعلام عن السفير القطري في روسيا قوله في يناير كانون الثاني إن بلاده تجري مباحثات لشراء نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400.

    المصدر: رويترز

    المبعوث الأممي يغادر صنعاء ويعد بالعمل على فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية

    المبعوث الأممي يغادر صنعاء ويعد بالعمل على فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية

    المشهد اليمني الأول/

    غادر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن العاصمة صنعاء بعد التقائه الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، ومسئولين حكوميين وحزبيين.

    المبعوث الاممي أكد في مؤتمر صحفي عقده بمطار صنعاء قبيل مغادرته انه اجرى لقاءات مثمرة خلال زيارته الثانية الى العاصمة صنعاء في اطار بناء عملية السلام.

    وفيما يخص الوضع الإنساني أشار غريفيث الى أنه سيعمل باتجاه فتح مطار صنعاء امام الرحلات التجارية، معبراً عن قلقه إزاء التصعيد العسكري لقوى العدوان في الحديدة والذي يؤثر على مسار العملية السياسية ويفاقم من الكارثة الانسانية.

    قطر تكسب المنازلة مع السعودية في أفريقيا

    قطر تكسب المنازلة مع السعودية في أفريقيا

    المشهد اليمني الأول/

     

    نجحت قطر في كسر العزلة التي أرادت السعودية متزعمة دول المقاطعة فرضها على الدوحة. يدلل على ذلك استعادة الأخيرة لعلاقاتها مع أغلب الدول التي تبعت السعودية في قرار قطع العلاقات مع قطر بفعل الضغوط الممارسة عليها.

     

    انقضى العام الأول للأزمة الخليجية من دون أن يحقق الرباعي الدولي، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أيا من أهدافه المرجوة من قرار مقاطعة قطر وحصارها برغم مساعيها المبكرة والممتدة طوال عام لاستدراج أطراف دولية وإقليمية لاتخاذ موقف معاد اتجاه قطر، بما يعطي مقاطعة الدوحة طابعا إقليمياً ودولياً يتجاوز الدول الأربعة.

     

    كان هدف دول الحصار من تعميق الأزمة مع قطر دفع الاخيرة إلى الرضوخ في النهاية بدلاً من مقارعة خصومها، وكان باعتقادهم أن الدوحة سترضخ سريعاً بعدم تجد الخناق عليها مشدداً بقبضة مؤلمة، إلا أن شيئاً من هذا كله لم يتحقق، خصوصاً أن قطر حافظت منذ بداية الأزمة على موقفها الصارم من الخلاف الخليجي والرافض للتنازل.

     

    وبرغم أن قرار المقاطعة اتخذ سريعاً بعد اختراق وكالة الأنباء القطرية “قنا” إلا أن السعودية والإمارات عملتا بجهد متنام لإشراك أكبر عدد من الدول في قرار المقاطعة. فسريعاً انضمت إليهما البحرين ومصر وتبعتهما في مقاطعة قطر بعض الدول الإفريقية التي تخشى توتراً سياسياً أو اقتصادياً أو مالياً في علاقتها مع السعودية والإمارات مثل موريتانيا، والسنغال، وتشاد، وجيبوتي بالإضافة إلى جزر القمر والمالديف.

     

    وعلى الضفة الأخرى من المواقف التابعة للسعودية، رفضت دول أخرى الانصياع للضغوط السعودية لاتخاذ جانبها في الأزمة الخليجية وقطع العلاقات مع قطر مثل السودان والصومال والمغرب، وهي دول لم تسلم لاحقاً من الانتقام السعودي.

     

    لكن سعي السعودية إلى توسيع محورها المعادي لقطر انكشف سريعاً على حقيقته خاصة في ما يخص تحشيد الدول الإفريقية ضد قطر لإضافة ثقل كبير لموقف الرياض.

     

    بُعيد أسابيع قليلة من تتالي المواقف المقاطعة لقطر، ظهرت تقارير صحافية عدة تتحدث عن وسائل الضغط التي استخدمتها السعودية من أجل التأثير على الدول الأفريقية وإجبارها على مجاراتها في قرارها قطع العلاقات مع قطر.

     

    لكن قطر التي تداركت الكثير من أضرار الأزمة قبل وقوعها سعت جاهدة أيضاً لاستعادة علاقاتها التي أفسدتها السعودية. وبالفعل، نجحت في استعادة علاقتها مع كل من السنغال وتشاد وبشكل أبطأ مع وجيبوتي وموريتانيا لتفكك المعسكر الأفريقي الذي حاولت السعودية تحشيده إلى جانبها في حربها ضد قطر، ما يعني أن دول المقاطعة ستدخل العام الثاني من الأزمة من دون حلفاء إقليميين ودوليين.

    ــــــــــــــــــــــ

    هبة العبدالله