المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 824

    إنزال أمريكي قرب مأرب وفشل استعادة أهم مدن الساحل الغربي

    وسعت القوات الأمريكية، اليوم الثلاثاء، انتشارها شرقي اليمن. وتداول ناشطون حضارم صور لعددا من جنود المارينز خلال انتشارهم في منطقة الغرفة التابعة لهضبة حضرموت النفطية في الوادي والصحراء. والغرفة التي تبعد عن مدينة سيئون نحو 9 كيلومترات، تقع بالقرب من مفرق عيفان في مأرب.

    ومع أن الانتشار العسكري الأمريكي في حضرموت ليس الأول فقد سبق وأن نشرت وحدات خاصة في مدن الساحل إلا أن توقيت الانتشار يشير إلى ترتيبات أمريكية خاصة خصوصا وأن الانتشار جاء بعد يوم على إعلان منظمة أطباء بلاد حدود اختطاف اثنين من موظفيها الأجانب على الخط الرابط بين مارب وسيئون.

    ولم يتضح ما إذا كان الانتشار ضمن الترتيبات الأمريكية لنسف جهود التهدئة في اليمن في ظل التقارير عن مفاوضات جديدة بين صنعاء والرياض واعادة واشنطن لمحافظ مأرب سلطان العرادة بعد أشهر من الإقامة الجبرية في الرياض أم ضمن إعادة التموضع التي تنفذها القوات الأمريكية جنوب وشرق اليمن تحسبا لاتفاق سلام جديد.

    فشل استعادة أهم مدن الساحل الغربي

    هذا وفشل المرتزق طارق عفاش، في استعادة أهم مديريات الساحل الغربي لليمن. وأفادت مصادر قبلية بأن مشايخ وأعيان في الوازعية رفضوا السماح بزيارة طارق عفاش للمديرية. وكانت وسائل إعلام طارق تحدثت عن تنفيذه زيارة للمديريات الخاضعة لسيطرته غرب مدينة تعز. واكتفى طارق بزيارة ارياف المخا ومديرية موزع.

    وكان يفترض أن يزور طارق الوازعية التي أعلنت قبائلها قبل أسابيع قليلة انفصالها عنه بقيادة أبو ذياب العلقمي قائد أبرز الفصائل المتمركزة بالساحل الغربي وأبرز خصوم طارق. وسقوط الوازعية بعد باب المندب يقلص مساحة انتشار طارق في الساحل الغربي ويضعه في مازق جديد خصوصا مع بدء السعودية تدشين استراتيجية جديدة تقضي بمنح صلاحيات للسلطات المحلية على مستوى المحافظات.

    في مؤامرة جديدة.. النظام الإماراتي يجر تونس لمربع التطبيع مع كيان العدو الصهيوني

    حذر عدد من الخبراء السياسيين من خفايا مؤامرة جديدة يخطط لها النظام في الإمارات لجر تونس لمربع التطبيع العلني مع كيان العدو الصهيوني وسط رفض شعبي كبير وتصميم على إغلاق الباب أمام كل ابتزاز ممكن أن يمارسه عيال زايد من أجل تحقيق غايتهم الخيانية.

    ففي سياق خطواتها التآمرية تحدثت الأوساط السياسية أن أبوظبي شرعت مجددا في استخدام نفوذها في تونس للتأثير على كبار المسئولين في محاولة لتركيع الموقف الرسمي التونسي للمضي قدما في التطبيع مع كيان العدو الصهيوني.

    وبدا جليا أن هذه التحذيرات جاءت بعد الزيارة التي قام بها وزير الدولة الإماراتي شخبوط بن نهيان في التاسع من الشهر الجاري، لتونس والتقى فيها مع رئيسها قيس سعيد، وزعم على مواصلة مساندة تونس في عدّة ميادين وتوفير الدعم الضروري لتجاوز التحدّيات التي تواجهها.

    وفي السياق، أكدت هذه الأوساط أن الزيارة التي قام بها الوزير الإماراتي لا يمكن أن تخفي أهداف النظام الإماراتي من هذه الزيارة التي تختبئ خلف قناع إخراج تونس من ازماته الاقتصادية وهى في الحقيقة لا تعدو كونها “خدعة” تحمل في طياتها غطاء من أجل شراء تطبيع تونس خصوصا أن الإمارات كانت جزءا من مؤامرة إنجاز اتفاق التطبيع السوداني مع الكيان الصهيوني .

    وبحسب موقع المراقب التونسي عن مصادر وثيقة فإن الوزير الإماراتي عرض على الرئيس التونسي قيس سعيد صفقة تستهدف في المقام الأول ابتزازه في ظل الأزمة الاقتصادية في البلاد.

    وأشارت المصادر إلى أن أبوظبي عرضت دعما بالملايين على قيس سعيد مقابل الانخراط أكثر في التبعية للإمارات والمضي قدما في التطبيع مع كيان العدو الصهيوني عبر خطة متدرجة.

    واعتبرت المصادر أن هذه الزيارة التي اتهمها البعض بأنها محاولة ابتزاز للدولة التونسية تقوم على تعزيز النفوذ الإماراتي نظير تقديم مساعدات مالية واقتصادية، بجانب ما يثار بشأن ضغوط أبناء زايد على نظام سعيد لتعميق التقارب مع كيان العدو الصهيوني.

    ويتهم السياسيون أبناء زايد باستخدام العديد من أوراق الضغط والتضييق على التونسيين خلال السنوات الماضية، البداية حين منعت الإمارات في سبتمبر 2015 منح تأشيرات للتونسيين، أو حتى تجديد تأشيرات الإقامة لمن حصلوا عليها سابقًا، كما أوقفت الاستثمارات الخاصة بها في تونس مع ولاية الرئيس التونسي السبسي، كأحد أنواع الضغط على هذا النظام الذي تتحفظ عليه أبو ظبي.

    ويأتي هذا في الوقت الذي نبهت فيه أوساط سياسية جزائرية الى دور الإمارات الخطير في الضغط على تونس للالتحاق بقافلة التطبيع.

    وقد جاء هذا في تصريحات رئيس حركة البناء الوطني الجزائرية الذي هاجم الدور الإماراتي واتهمها بلعب دور “الدولة الوظيفية” التي تستغل الخلافات الداخلية والأزمات الاقتصادية للدول للعب دور سياسي.

    وقال بن قرينة في تصريح لموقع “سبق برس”: إن هذا الكيان الوظيفي ليس له إلا وظيفة التبشير بالصهاينة في كل الساحات، وابتزاز العديد من الدول العربية بشرائها نتيجة الضائقة المالية.

    ونبه بن قرينة إلى أن “هذا الكيان الوظيفي الخليجي سوف يسعى لإيجاد الطائفية السياسية داخل الساحة التونسية من أجل محاولة شراء بعض الذمم والحصول على أي تطبيع ثقافي فني وتجاري”

    .وكان بن قرينة قد أدلى بتصريحات لافتة سابقا، توقع فيها، حدوث تطبيع بين تونس والكيان الصهيوني، محذرا من أن هذه الخطوة ستضع الجزائر “في حالة لا أمن ولا استقرار”، قبل أن يهاجم الإمارات ويقول إنها أحد أسباب الأزمات في المنطقة.

    وكان معارضون تونسيون قد اتهموا مؤخرا الرئيس قيس سعيد بالتمهيد للتطبيع مع كيان العدو الصهيوني، وذلك بعد إصداره مرسوما يقضي بالموافقة على “بروتوكول مدريد للإدارة المتكاملة للمناطق السياحية في المتوسط”، والذي يضم حوالي 20 بلدا، بينها كيان العدو الصهيوني في ديسمبر الماضي.

    ويرفض التونسيون بشكل كامل التطبيع مع كيان العدو الصهيوني، ويؤكدون وقوفهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني.

    تصاعد وتيرة الهجمات بعدن وتوسع الاحتجاجات الشعبية إلى حضرموت على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية

    تصاعدت، اليوم الثلاثاء، وتيرة الهجمات المسلحة على فصائل الانتقالي، الموالي للإمارات، في عدن جنوبي اليمن. وشن مسلحون يعتقد انهم من الحراك الجنوبي هجوم جديد على قوات متمركزة في المنصورة.

    وأفادت مصادر محلية بان الهجوم تم بالقنابل اليدوية والأسلحة الالية “الكلاشينكوف” مشيرة إلى رد مدرعات الانتقالي المتمركزة في ساحة شهداء الحراك بإطلاق النار عشوائيا. ووقع الهجوم فجرا.

    والهجوم الجديد يعد امتدادا لهجمات مستمرة منذ قرار الانتقالي اقتحام ساحة الحراك الجنوبي، ابرز خصومه التقليدين، قبل ثلاثة ايام وتحويلها إلى فرزة نقل.

    واستمرار الهجمات رغم الانتشار الأمني المكثف لقوات الانتقالي ناهيك عن اعتقال ابرز قادة الحراك الفاعلين في المديرية مؤشر على دخول المدينة منزلق جديد من الحرب الاهلية خصوصا وأن الهجوم تزامن مع قرار مجلس الحراك تعيين قيادات جديدة لفرعه في عدن لمواجهة التطورات الأخيرة.

    وقرار خنق الحراك الذي ينتهجه الانتقالي بحق خصومه ضمن مساعي اسكات القوى الجنوبية مع استعداد الانتقالي لإنهاء القضية الجنوبية مقابل تمثل كامل عن الجنوب.

    الاحتجاجات الشعبية تتوسع إلى حضرموت

    توسعت الاحتجاجات الشعبية، لتصل إلى محافظة حضرموت، على خلفية استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية وانهيار الاقتصاد وسط تجاهل مستمر من تحالف العدوان وحكومة المرتزقة لمعاناة المواطنين.

    وتظاهر أبناء مدينة الديش في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، في مسيرات غاضبة تنديدًا بانقطاع الكهرباء بشكل كلي عن المدينة، وتدهور أوضاعهم المعيشية بشكل غير مسبوق.

    وقالت مصادر محلية في المكلا، إن المحتجين قاموا بقطع الطرقات الرئيسية في مدينة الديس، مطالبين برحيل حكومة المرتزقة التي وصفوها بالفاسدة ومحاكمة قيادات ما يسمى المجلس الرئاسي، مؤكدين استمرارهم في التصعيد حتى إسقاطهم.

    وكان عدد من المحتجين أصيبوا، مساء الاثنين، في عدن المحتلة برصاص قوات ما يسمى المجلس الانتقالي التابعة للإمارات.

    وتشهد المحافظات الجنوبية المحتلة أوضاعًا مأساوية وسط استمرار تدهور أوضاع المواطنين المعيشية وارتفاع أسعار كافة السلع نتيجة انهيار العملة، وانعدام أبسط الخدمات ما فاقم من معاناة الناس بشكل كبير، في ظل استمرار تجاهل تحالف العدوان وحكومة المرتزقة معاناة المواطنين.

    نتنياهو يطلب من وزرائه عدم نشر أي تفاصيل عن اللقاءات السرية لأعضاء حكومة العدو إلا بموافقته الشخصية

    قالت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، إن رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، طلب من الوزراء والوزارات في حكومته بالتواصل مع مكتبه حول أي لقاء سياسي سري، وعدم نشر أي تفاصيل إلا بموافقته الشخصية، على إثر تسريب لقاء سري جمع وزيرة الخارجية الليبية، ووزير خارجية الاحتلال في إيطاليا.

    وكانت خارجية الاحتلال قد أصدرت الاثنين، بيانا قالت فيه إنه لا وزير الخارجية إيلي كوهين ولا الوزارة مسؤولان عن “تسريب” الأخبار عن اللقاء الذي حصل الأسوع الفائت في روما، رغم أنها أعلنت الأحد بفخر عن اللقاء واصفة إياه بالتاريخي.

    وكان زعيم المعارضة في كيان الاحتلال يائير لابيد، علق على الكشف عن اللقاء، معتبرا أنه تسريب غير مسؤول ويؤشر لفشل الحكم.

    وبحسب قوله، فإن “دول العالم تنظر هذا الصباح إلى التسريب غير المسؤول الذي قام به كوهين، وتسأل نفسها: هل هذه دولة يمكن الوثوق بها؟ هل يمكن أن نقيم معها علاقات خارجية؟”.

    وتابع لابيد: “هذا ما يحدث عندما تعين إيلي كوهين، وهو شخص لا خلفية له في المجال، وزيرا للخارجية”.

    وكانت “القناة 13 العبرية” قد أعلنت أمس الاثنين، أن القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى الاحتلال استدعى كوهين لـ”إجراء محادثة” تتناول الحادثة السياسية المحرجة والخطيرة، حيث قدم المسؤول الأمريكي احتجاجا للوزير كوهين على هذا التصرف .

    ولفتت القناة العبرية إلى أن “رسالة الإدارة الأمريكية هي أن هناك خطأ هنا وعلى الاحتلال إصلاحه”، فيما أجاب كوهين بأن “الاحتلال يتفهم المشكلة”.

    وكانت وزير الخارجية الليبة قد كشفت يوم أمس عن أن اللقاء الذي قامت به كان بطلب من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبي عبدالحميد الدبيبة، على خلففية إعلانه توقيفها وإقالتها من منصبها في الوزارة.

    السعودية والإمارات.. صراع مصالح في المحافظات الجنوبية الشرقية

    للسعودية والإمارات أطماع تاريخية في اليمن، فمن الناحية الجغرافية يتسم موقع اليمن بالأهمية الجيو سياسية الأمر الذي جعله عرضة لأطماع العديد من الدول، بالإضافة إلى ما تختزنه أراضيه من ثروات نفطية وغازية وإشرافه على الممر المائي المهم “مضيق باب المندب” الذي يضبط حركة الملاحة في البحر الأحمر مما جعل اليمن شريكا في أمن الملاحة والطاقة الدولية.

    لقد سقطت ورقة التوت منذ وقت مبكر والتي ظلت دولتا الاحتلال الإماراتي والسعودي تتخفيان خلفها بحجة كاذبة وواهية وهي إعادة ما تسمى بالشرعية للحكم ليبرز التواجد الحقيقي من هذا والمتمثل في الاحتلال ونهب ثروات البلاد.

    برهنت الأحداث أن السعودية والإمارات كانتا تحرصان منذ سنوات على إيجاد موطئ قدم لهما في اليمن بهدف السيطرة على ثرواته وموقعه المهم، ولم تعد مقبولة أية حجج كاذبة توردها هاتان الدولتان عن سبب تواجدهما في اليمن.

    لقد مزقت السعودية والإمارات المحافظات الجنوبية والشرقية وأوجدتا فيها كيانات متصارعة وبحثتا عن العملاء والمرتزقة وأغدقتا عليهم الأموال، وهذه المسألة تتم تحت سياسة فرق تسد وهي سياسة استعمارية بريطانية اتبعتها في إدارة مستعمراتها في مختلف أنحاء العالم.

    تعاملت السعودية والإمارات مع أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ككيانات بشرية ليس إلا، وبحقد دفين وأذلت المرتزقة بالمال وجعلتهم يتصارعون على الفتات، وهما تستحوذان على المصادر الرئيسية للثروات في مختلف المحافظات.. وعندما تبدأ الأمور تسير نحو التفاوض تحاول السعودية والإمارات جاهدتان أن تظهرا كوسيط، بينما هما الطرفان الرئيسيان في العدوان على اليمن، وهما من قصفتا ودمرتا العاصمة صنعاء وبقية المحافظات طوال ثماني سنوات.

    المتابع المنصف للتواجد السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية يخرج باستنتاج مفاده أن احتلال اليمن أبعد ما يكون من رغبة سعودية إماراتية، فالمسألة تأخذ بُعداً دولياً أمريكياً بريطانياً، وما السعودية والإمارات إلا أدوات تنفيذ لمخطط استعماري خبيث لاحتلال اليمن، وإلا ماذا يعني التواجد العسكري البحري الأمريكي الكبير في البحر الأحمر قبالة باب المندب مؤخراً، وكذا التواجد العسكري البريطاني الكثيف في محافظة المهرة.

    لقد أتى هذا التواجد بعد أن مهدت السعودية والإمارات الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية للمحتل الأمريكي والبريطاني، وأصبح التآمر على تدمير بلد عربي واحتلاله يتم بأيادٍ عربية، وهي مفارقة عجيبة وغريبة، لم يشهد التاريخ العربي الحديث والمعاصر مثيلا لها.

    لكن الأمور ستسير عكس ما تتوقعه الدول الاستعمارية أمريكا وبريطانيا وأدواتهما الرخيصة السعودية والإمارات، وسيلمسون أن اليمن كان وسيظل مقبرة للغزاة على مر التاريخ.

    الولايات المتحدة.. لدينا حلم والكثير من الكراهية!

    أدلى مارتن لوثر كينغ في 28 أغسطس عام 1963 بخطابه الشهير “لدي حلم” والذي عده مجمع الخطابة الأمريكية الأفضل في القرن العشرين. الحلم بدأ يتحقق لكن “كينغ” لم يعش طويلا بعد ذلك.

    الفصل العنصري كان واسع الانتشار وخاصة في الولايات الأمريكية الجنوبية منذ وقت مبكر من عام 1877، لمواجهة ذلك الوضع المزري اجتهد قادة الحقوق المدنية بمن فيهم مارتن لوثر كينغ في مسيرة طويلة من النضال “السلمي” لجعل الفصل العنصري غير قانوني، الأمر الذي تحقق على المستوى الرسمي في عام 1964.

    في الطريق إلى ذلك الحدث الأبرز، اتفق الزعيمان الرئيسيان لحركة الحقوق المدنية اللاعنفية، مارتن لوثر كينع وآسا فيليب راندولف على تنظم مسيرة في واشنطن في 28 أغسطس 1963 “من أجل الوظائف والحرية”.

    التقى كينغ وراندولف في 22 يونيو 1963 بالرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، جون كينيدي ووزير العدل روبرت كينيدي للتنسيق كي تمر المسيرة بهدوء، ومع ذلك كان مكتب التحقيقات الفيدرالي ورئيسه جون إدغار هوفر، يعارضون تلك المسيرة.

    الزعيمان اختارا لتلك المسيرة السلمية يوم 28 أغسطس، وذلك لإحياء ذكرى صبي من أصول إفريقية لم يتجاوز من العمر 14 ربيعا يدعى إيميت تيل، كانت اتهمته امرأة بيضاء بالتحرش الجنسي، وقتله إثر ذلك شابان أبيضان في 28 أغسطس عام 1855، فيما اتضح لاحقا أن الاتهام كان كاذبا.

    أمام نصب لنكولن التذكاري بواشنطن وعلى أسماع مسيرة حاشدة شارك فيها أكثر 250000 شخص، 80 بالمئة منهم من الأمريكيين من أصول إفريقية، القى مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير ضد قوانين وممارسات الفصل العنصري.

    كان من المقرر أن يستغرق خطاب كينع 4 دقائق لكنه تضاعف أربع مرات، وقال زعيم حركة الحقوق المدنية فيه : “أحلم أن تستقيم في يوم من الأيام هذه الأمة وأن تعيش وفقا للمعنى الحقيقي لمبدئها.. نحن نعتبر أنه من البديهي أن جميع الناس خلقوا متساوين.. أحلم أن يتمكن في يوم من الأيام في التلال الحمراء في جورجيا، أبناء العبيد السابقين وأبناء مالكي العبيد السابقين من الجلوس معا على طاولة أخوية..

    أحلم في يوم من الأيام حتى ولاية ميسيسيبي، شديدة الحرارة أن تستفيق من صهيد الظلم والقمع، ستتحول إلى واحة من الحرية والعدالة.. أحلم أن يأتي اليوم الذي سيعيش فيه أطفالي الأربعة في بلد لا يجري الحكم عليهم فيه من خلال لون بشرتهم، ولكن وفقا لصفاتهم الشخصية.. أنا أحلم اليوم… في يوم من الأيام، في ألاباما، سيتعاون الأولاد والبنات السود الصغار مثل الأخوات والإخوة مع الأولاد والبنات البيض الصغار”.

    خطاب كينغ “لدي حلم” بقوته التعبيرية والإنسانية، عده مجمع الخطابة الأمريكية أفضل خطاب في القرن العشرين.

    قوانين الفصل العنصري حينها كانت تتداعى بفضل مقاومة السود وخاصة جهود اتحاداتهم العمالية من خلال المقاطعة والمسيرات السلمية، توج ل ذلك في 3 يوليو 1964، بتوقيع الرئيس الأمريكي بحضور مارتن لوثر كينغ، “قانون الحقوق المدنية”، الذي نص على اعتبار التمييز على أساس العرق واللون والدين والجنس والأصل القومي، غير قانوني.

    في نفس العام، حصل مارتن لوثر كينغ على جائزة نوبل للسلام، وبعد أربع سنوات قتل ببندقية قناص أثناء وقوفه على شرفة في فندق لورين بمدينة ممفيس بولاية تينيسي. القاتل يدعى جيمس إرل راي، وهو صاحب سوابق سرقة وسط مسلح ومتطرف مهوس بشخصية هتلر.

    لم تنته مسيرة السود مع تواصل معاناتهم من الكثير من المظالم وخاصة تعامل الشرطة العنيف معهم والذي تجسد ولا يزال في حوادث وصلت إلى حد القتل، ناهيك عن الممارسات الأخرى، والفارق الواسع والمزمن في مستوى المعيشة بين السود والبيض.

    كل ذلك دفع فيلما لويس جونز، وهي واحدة من سكان ولاية تينيسي، وكانت شاركت في مسيرة عام 1963، إلى التصريح في عام 2013 على هامش تظاهرة تذكارية لذلك الحدث التاريخي بعد مرور نصف قرن قائلة: “هناك الكثير من الكراهية في بلدنا لدرجة أنه لن يتم القضاء عليها تماما”.

    الجزائر تعلن عن مبادرة للحل السياسي السلمي في النيجر وصنعاء تحذر فرنسا من التدخل العسكري

    عبد السلام: جرائم الأمريكي بقتل الأبرياء في اليمن لن يغطي على إخفاقه العسكري ولن يجلب له أي انتصار

    أعلنت الخارجية الجزائرية عن مبادرة للحل السياسي للأزمة في النيجر تتضمن فترة انتقالية. وقال وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إنّ الرئيس عبد المجيد تبون قدّم مبادرة للحل السياسي للأزمة في النيجر، تتضمّن ستَّ نقاط، وستقدّم مبادرة للحل السياسي للأزمة في النيجر، في إطار رؤية تضمن احترام مبدأ عدم شرعية التغييرات غير الدستورية من جهة، وتحقق التفاف الجميع على الخيار السلمي، بعيداً عن أي تدخل عسكري من جهة أخرى”.

    وأكد عطاف، في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، أنّ “الجزائر مستعدّة لبلورة حل شامل للأزمة في النيجر، يتضمّن فترة انتقالية، مدتها 6 أشهر، بإشراف سلطة مدنية تتولاها شخصية توافقية”. مشيراً إلى أنّ “النيجر دخلت أزمةً، سياسياً ودستورياً ومؤسساتياً، ويجب إعطاء الأولوية للحل السياسي، واستبعاد اللجوء إلى القوة”.

    وقال عطاف إنّ ” الرئيس الجزائري بادر إلى إيفاد مبعوثين إلى الدول الأفريقية المؤثّرة من أجل بناء زخم إقليمي وزخم دولي حول الخيار السياسي لحل الأزمة”، وشدد على أنّ “الجزائر حذّرت من مغبّة تغليب منطق القوة على منطق الحل السياسي”.

    وأضاف وزير الخارجية الجزائري أنّ “مبادرة تبون تتمثل بـ 6 نقاط، تشمل تعزيز مبدأ عدم شرعية التغييرات غير الدستورية، وتحديد فترة زمنية مدتها 6 أشهر لبلورة حل سياسي، يضمن العودة إلى النظام الدستوري والنظام الديمقراطي في النيجر، ووضع الترتيبات السياسية للخروج من الأزمة، بالإضافة إلى تقديم الضمانات الكافية إلى كل الأطراف على نحو يكفل ديمومة الحل السياسي، وعقد اتصالات ومشاورات حثيثة مع كل الأطراف المعنية، وتنظيم مؤتمر دولي بشأن التنمية في الساحل”.

    وكشف عطاف أن الجزائر أجرت اتصالات عبر سفرائها مع عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين في النيجر، بمن فيهم المجلس العسكري، وأجرت مباحثات مع وزراء خارجية أميركا وايطاليا وكندا في هذا الشأن.

    صنعاء تحذر فرنسا من التدخل العسكري

    على ذات السياق، حذر رئيس وفد صنعاء ومتحدث “أنصار الله”، محمد عبد السلام، فرنسا في حال اتخذت أي خطوات عسكرية والتدخل في جمهورية النيجر.

    وقال عبد السلام في منشور له على منصة “إكس”، إن ”أي تدخل عسكري أجنبي في النيجر مدان ومرفوض”، داعيا فرنسا إلى “إحترام إرادة شعب النيجر المتطلع إلى الحرية والسيادة، بعد عقود من النهب الاستعماري لثروات البلاد”.

    وأكدت صنعاء على لسان وزارة خارجيتها، “تضامنها مع شعب النيجر وحقه الطبيعي والمشروع في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة”، معتبرة ما يحدث هو نتاج “نضالات شعب النيجر من أجل حريته واستقلاله واستعادة كافة حقوقه المسلوبة”.

    المرتزق العليمي يجهض مساعي أممية لتدشين رحلات “صنعاء-القاهرة” وقناة المسيرة تعلن تعثر المفاوضات

    أجهض المرتزق رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي الموالي لتحالف العدوان جنوب اليمن، اليوم الثلاثاء، مساعي اممية لتدشين الرحلات الجوية بين صنعاء والقاهرة.

    وأفادت مصادر حكومية تابعة للمرتزقة بأن العليمي الذي التقى السفير المصري قبيل عودته إلى عدن رفض استئناف الرحلات.

    وتزامن طلب المرتزق العليمي مع لقاء جمع المبعوث الأممي في اليمن، هانس جرودنبرغ، بوزير الخارجية المصري، سامح شكري.

    وألمح أحمد ابوزيد، متحدث الخارجية المصرية إلى تمسك الوزير شكري بعملية سياسية جامعة بين الأطراف اليمنية في إشارة واضحة إلى رفض مصر طلب المبعوث استئناف الرحلات الجوية قبل التوصل إلى حل سياسي في اليمن.

    ومصر من الوجهات التي تم اعتمادها خلال اتفاق الهدنة في اليمن، لكن رغم مرور أكثر من عام على الهدنة لم يتم تدشين الرحلات الجوية بذرائع عدة.

    قناة المسيرة تعلن تعثر المفاوضات

    كشفت قناة المسيرة التابعة لأنصار الله انسداد أفق التوصل إلى حل سلمي، مشيرة إلى أن الذهاب إلى جولة أخرى من التصعيد تبدو كضرورة لا بد منها. وقالت القناة في مقدمة نشرتها الإخبارية الرئيسية إنه مع تمادي التحالف العدوانِ دون استجابةٍ لمطالبِ الشعبِ اليمنيِّ توصدُ أبوابُ الحلِّ السلميِّ وتنفتحُ أبوابُ جولةٍ أخرى من التصعيدِ يبدو أنه لا بد منها.

    وأوضحت القناة أنَّ التحالف غيرُ جاهزٍ لأيِّ حلّ، وأنه يعمدُ لسياسةِ تقطيعِ الوقتِ وتمييع الحقائقِ عسى أن تصحوَ الرياضُ وأبوظبي يومًا على أحلامٍ يرونَها في منامِهم ويسعَونَ لأن تتحققَ على أرضِ الواقع، من ذلك محاولاتٌ حثيثةٌ لتصويرِ الحربِ يمنيةً يمنية، بينما هي حربٌ عدوانيةٌ شنتها السعوديةُ مدفوعةً بأحلامِ السيطرةِ على اليمن والحصول على مزيدٍ من الحُظوةِ لدى أمريكا، فلا سيطرت على اليمن، ولا نالت تلك الحُظوةَ المزعومة.

    وأكدت القناة أن دول التحالف أصبحت أمام خِيارَين لا ثالثَ لهما، إما ان تنكفئَ كليًّا لتتفرغَ لمشاكلِها الداخليةِ وما أكثرَها، أو تخرجَ إلى حربٍ عدوانيةٍ أخرى تعلمُ يقينًا أنها لن تكونَ كسابقتِها.

    ويأتي هذا الإعلان من قبل قناة المسيرة مع قرب انتهاء المهلة الزمنية التي منحتها صنعاء لتحالف العدوان عند زيارة الوفد العماني إلى صنعاء آوخر الأسبوع الماضي للوفاء بالتزامات تنفيذ المطالب الإنسانية وفي مقدمها رواتب الموظفين.

    أسعار الذهب في صنعاء وعدن اليوم الثلاثاء

    أسعار الذهب في صنعاء وعدن اليوم السبت

    أسعار الذهب في صنعاء وعدن، اليوم الثلاثاء، الموافق 29 أغسطس 2023م.

    صنعاء

    جرام عيار 21

    شراء 29500 ريال يمني
    بيع 30500 ريال يمني

    جرام عيار 18

    شراء 25500 ريال يمني
    بيع 27500 ريال يمني

    جنيه ذهب

    شراء 233000 ريال يمني
    بيع 237000 ريال يمني

    عدن

    جرام عيار 21

    شراء 75000ريال يمني
    بيع 82000 ريال يمني

    جرام عيار 18

    شراء 36000 ريال يمني
    بيع 38000 ريال يمني

    جنيه الذهب

    شراء 542000 ريال يمني
    بيع 560000 ريال يمني

    6 سنوات على معركة الجرود شرقي لبنان.. الإرهاب اندحر وكيان “إسرائيل” ارتدعت

    العملية العسكرية المشتركة التي انتهت بتحرير الجرود الشرقية وعمقها السوري، جاءت نتيجة عمل تراكمي عسكري وأمني قام به حزب الله منذ عام 2015، وأدى إلى أن تكون “إن عدتم عدنا” عملية عسكرية “نموذجية”، حققت فيها قوات المقاومة أهدافها القريبة والبعيدة.

    تعدّ عملية تحرير السلسلة الشرقية والمناطق السورية المقابلة من احتلال تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” الإرهابيين، والتي توّجت أواخر شهر آب/أغسطس 2017 بإعلان القضاء على كامل الوجود الإرهابي في هذه المناطق وتحريرها في عملية اشترك فيها الجيشان اللبناني والسوري، من أهمّ وأوسع العمليات العسكرية التي نفّذها حزب الله في تاريخه، وأنجحها على عدة مستويات.

    جاءت العملية بعد نحو 4 سنوات من بدء التموضع العسكري للإرهابيين في المنطقة، والذي تدرّج منذ عام 2013، حين أسّست تنظيمات إرهابية نقاطاً على طول الحدود مع سوريا في شمالي شرقي لبنان، إلى صيف عام 2014. حينها، سيطر تنظيم “جبهة النصرة” على بلدة عرسال الحدودية ذات الجغرافيا الواسعة، والتي باتت تؤوي آلاف اللاجئين السوريين في المخيمات، من ضمنهم عائلات عدة آلاف من عناصر “النصرة” و”داعش” وتنظيمات إرهابية أخرى.

    وانطلاقاً من هذه المناطق الجردية ذات البيئة القاسية، شنّت التنظيمات الإرهابية هجمات ضد مواقع لحزب الله ومواقع للجيش اللبناني. كما قامت بخطف جنود لبنانيين وقتلهم، وإرسال انتحاريين وسيارات مفخخة إلى عدة مناطق لبنانية، وقصف قرى البقاع ومدنه بالقذائف الصاروخية، على مدى هذه السنوات.

    لكنّ العملية العسكرية المشتركة التي انتهت بتحرير الجرود الشرقية والمناطق السورية، جاءت نتيجة عمل تراكمي عسكري وأمني قام به حزب الله منذ عام 2015، وأدّى إلى أن تكون “إن عدتم عدنا” عملية عسكرية يصحّ أن توصف بالنموذجية، حققت فيها قوات المقاومة بالاشتراك مع الجيشين اللبناني والسوري أهدافها القريبة والبعيدة، وتركت تبعات مهمة على صعيد الخبرات القتالية المكتسبة، وفي ردع العدو الإسرائيلي ضمن المعركة الأكبر والأساس.

    هدف العملية

    منذ عملية القلمون الأولى عام 2015، التي وصفها الأمين العام لحزب الله بأنها “عملية أمنية ذات طابع عسكري”، واستمرّت على مدى أشهر وتخللتها عمليات أمنية نوعية هدفت بالدرجة الأولى إلى تدمير مصانع السيارات المفخخة وتحرير المنطقة الاستراتيجية من سيطرة الإرهابيين، بدأ التخطيط لعملية تحرير بقية المناطق المرتبطة بالتهديد نفسه.

    وشكلت جبال القلمون، التي تتصل بمحيط دمشق والغوطة الغربية من غربها إلى شرقها، وبالسلسلة الشرقية نحو سهل البقاع اللبناني، عارضاً جغرافياً استراتيجياً في المعركة السورية مع التنظيمات المسلحة، وفي ضمان أمن المناطق اللبنانية الحدودية، حيث تشرف على طريق دمشق -حمص-الساحل السوري، وعلى طريق دمشق-بيروت، وتؤمن إشرافاً بالرؤية والنيران على معظم الحدود الشرقية من وسط حتى شمالي البقاع.

    وخلال مسار استمرّ لأكثر من عامين، قامت قوات حزب الله تدريجياً بتحرير منطقة القلمون وما يرتبط بها من مناطق إمداد ودعم، بعد معركة القصير (2013)، بدءاً من الزبداني ورنكوس وصولاً إلى جرود بعلبك وبريتال ونحلة ويونين وغيرها، والتي ساهمت تدريجياً في إعادة الأمن إلى المنطقة وتخفيض ملحوظ في مستوى العمليات ضد سكانها.

    وحين انطلقت العملية الأوسع في مطلع آب/أغسطس، ضد “جبهة النصرة” في عرسال، ثمّ ضد “داعش” في جرود رأس بعلبك، من الجهة اللبنانية، وفي سوريا في المناطق الممتدة من جرود البريج وقارة شمالاً، مروراً بفليطة والجراجير وصولاً حتى جرود الجبة وعسال الورد، كان الهدف الأول تحرير منطقة تصل مساحتها إلى نحو 450 كيلومتراً مربعاً، وتأمين منطقة البقاع مع عمقها السوري.

    وإذا كان نجاح العمليات العسكرية يقاس بتحقيقها لأهدافها واستدامة نتائجها، فإنّ تحرير السلسلة الشرقية من التنظيمات التكفيرية أدّى إلى بسط سيادة الدولتين اللبنانية والسورية على طرفي الحدود، كما أدّى إلى استعادة الأمن في منطقة البقاع، التي لم تشهد منذ حينها أي عمليات إرهابية على غرار ما كان يحصل من تفجير سيارات مفخخة وقصف صاروخي، فيما استعاد أهالي المنطقة أراضيهم المحتلة.

    وقد انعكس هذا الأمن على كامل لبنان، من شماله إلى جنوبه، إذ تخلّص من تهديد إرهابي ملاصق لمدينة بعلبك، وكان يبعد مسافة ساعتين بالسيارة عن عاصمته بيروت، ومدنه الرئيسية كجبيل وجونيه وطرابلس.

    عملية عسكرية “صعبة” نفّذت بشكل محترف

    خلال الفترة التي سبقت العملية، حشدت التنظيمات الإرهابية ما يقدّر بنحو 3000 مسلح، توزعوا في الجبال الصخرية العالية الممتدة على مساحة واسعة، أدّت إلى أن يستبعد العديد من المحللين والخبراء العسكريين إمكانية أن يقدم حزب الله على عملية عسكرية قد تكون تكلفتها مرتفعة جداً وإمكانيات نجاحها ضئيلة.

    فقد مثّلت الجبال الصخرية المرتفعة والبيئة الجردية القاحلة معضلة طبيعية لأي قوة تريد مهاجمة منطقة كهذه، يضاف إليها تمركز المسلحين فيها منذ سنوات، وحفرهم لخنادق ودشم ومواقع ومغاور تؤمنهم من مخاطر النيران البعيدة، وتساهم في تسهيل تصديهم لأيّ قوة راجلة مهاجمة.

    ولكنّ مقاتلي حزب الله تمكنوا من تحقيق إنجاز عسكري، عبر هجوم منسّق من الجهتين اللبنانية والسورية، وبدعم من الجيش العربي السوري والجيش اللبناني تركز على المساهمة في التغطية المدفعية والصاروخية، وفي تثبيت النقاط المحررة، والدعم الجوي من طائرات “سو-22” السورية التي نفذت عشرات الغارات الجوية.

    وقد نجح مقاتلو القوة الخاصة “الرضوان” في حزب الله في تسلق جبال وتلال صخرية بسرعات عالية، والقتال في ظروف صعبة، كما ساهمت الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة في استهداف دقيق لمواقع المسلحين، ووقعت اشتباكات مباشرة للسيطرة على المواقع في قمم التلال، أدّت إلى مقتل وإصابة مئات من المسلحين، واستسلام القسم الأكبر منهم.

    وشكّلت عملية التفاوض، التي جرت بموازاة التقدم الميداني، مساهمة مهمة في التسريع في إنهاء المعركة، إذ أدرك المسلحون وقيادتهم في المراحل الأخيرة من الهجوم، أنّ العملية لن تتوقف قبل تحرير كامل الجرود، وأنّ الحصن الذي راهنوا على منعته لن يصمد أمام مقاتلي المقاومة، فقرروا الاستسلام عبر صفقة تضمنت ترحيلهم إلى إدلب وسراقب والـبوكمال في الشمال والشرق السوريين.

    وخلال الأعوام التي تلت الترحيل، نجحت المقاومة في استعادة المنطقتين (سراقب والبوكمال)، والقضاء على القسم الأكبر من المسلحين الذين تم ترحيلهم إليهما، وحالياً تخضع المناطق المذكورة لسيطرة الدولة السورية.

    تبعات المعركة

    برز القلق الصهيوني واضحاً، على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية، تجاه معركة جرود عرسال ورأس بعلبك والقلمون الغربي ونتائجها.

    فقد راقبت المؤسسة العسكرية الصهيونية مجريات معركة الجرود ونتائجها الأمنية والعسكرية باهتمام شديد، ورصدت وحللت تطور قدرات حزب الله العسكرية، التي ظهرت في العملية العسكرية الواسعة لأول مرة.

    كما شكّل عمل قوات حزب الله كجيش متكامل مؤلف من عدة كتائب، وتشغيلها آليات ثقيلة ومدرعات وناقلات الجند ومدفعية متحركة وثابتة وقذائف صاروخية وصواريخ موجهة، مع تنسيق يحصل لأول مرة على جبهتين متقابلتين بالاشتراك في غرفة عمليات افتراضية واحدة مع الجيشين اللبناني والسوري، وعلى جبهة واسعة، سابقة في تاريخ الحزب العسكري.

    خبرات عسكرية نوعية وتقنيات جديدة

    كما قامت قوة الرضوان- وهي القوة التي يؤكد إعلام الاحتلال أنها الموكلة اقتحام الجليل في الحرب المقبلة مع كيان “إسرائيل”، بتنفيذ أعمال قتالية خاصة مثل القنص واقتحام كهوف ومغاور وتطهير خنادق عالية وعمليات التفاف وتسلل وقتال ليلي، مع تسلق لجبال وتلال عالية واستخدام تكتيكات عسكرية جديدة.

    وبالإضافة إلى ذلك، اعتبرت تقارير الاحتلال يومها أن استعمال المسيرات بنجاح في معركة السلسلة الشرقية يعني أنّ حزب الله أدخل هذا السلاح بشكل فعال ضمن تكتيكاته العسكرية (وهو ما أثبتت صحته السنوات اللاحقة)، حيث استفاد منها في جمع المعلومات وتوجيه القوات والاستخبار والرصد الجوي، بالإضافة إلى استهداف المناطق العالية، وهو ما انعكس تجنباً لأي وقوع في كمائن أو أخطاء، ما يشير إلى قدرات استخبارية عالية سبقت العملية.

    توسع جغرافيا المقاومة

    لم تنتهِ أزمة الصهيوني مع نتائج معركة الجرود على إثر انتهاء العملية، إذ شكّلت سيطرة المقاومة على مناطق جبلية واسعة، تقع في قلب البقاع وعلى الحدود مع سوريا، مشكلة كبيرة للاحتلال، لما تمثّله من جغرافيا صعبة ومثالية لبناء قدرات عسكرية من قبيل منصات الصواريخ بعيدة المدى وغير ذلك.

    كما تمثّل سيطرة المقاومة على الجغرافيا الحدودية بالتنسيق مع الجيشين السوري واللبناني، إفشالاً لمخطط عزل لبنان عن سوريا عبر انتشار التنظيمات الإرهابية، وقطع الطريق على إمدادات المقاومة واتصالها العضوي بعمقها في سوريا، وهو ما كان الصهيوني يراهن عليه بالإضافة إلى غاراته الجوية والصاروخية لضرب إمكانات المقاومة.