المشهد اليمني الأول/ رأي اليوم

 

نُتابِع في هَذهِ الصحيفة “رأي اليوم” خافيير سولانا الأمين العام الأسبَق لحِلف شمال الأطلسي “الناتو”، وهو يُتابِعنا أيضًا، ولم يَلفِت نَظَرَنا في جَميع تَغريداتِه على وسائل التواصل الاجتماعي أيَّ نَوعٍ من أنواعِ التطرف في الآراءِ السِّياسيّة، ونَحن نَتحدَّث هُنا عن تِلك التي غَرَّد بِها باللغة الإنكليزيّة، ولذلك شَعَرنا بالصَّدمةِ من إعلانِه الذي قال فيه أنّ الوِلايات المتحدة الأمريكيّة مَنعَته من زيارتها، والحُصول بالتَّالي عن الإذنِ الإلكترونيّ بِدُخولِها بسبب زِيارَتِه لطِهران، ومُشارَكته في مُفوّضات الاتفاق النووي.

 

سولانا وَصَفَ هذا القرار الأمريكي في حَديثٍ لقناة “انتينا 3” الإسبانيّة بأنّه قَرارٌ “خسيس″، وقال “زُرت إيران كمُمَثِّل عن كُل الذين تَفاوضوا بِشأن الاتفاق النووي الذي انسحب مِنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشَّهر الماضي، ونَعتَقِد أنّه كان مُؤدَّبًا في تَوصيفِه لهذهِ المُعامَلة غَير اللائقة، وغَير الإنسانيّة لأمين عام أسبق لأهم الأحلاف العَسكريّة الغَربيّة، ووزير سابِق في الحُكومة الإسبانيّة.

 

إنّ هَذهِ المُعامَلة المُهينة مُتوقَّعة من الإدارةِ الأمريكيّة الحاليّة المُصابَة بعُصاب اسمه “إيران” وعُنوانُه الغَطرَسة العُنصريّة، إدارة تَمنع مُواطِنين مِن خَمس دُوَلٍ إسلاميّةٍ من دُخولِها، وتُؤيِّدها المَحكَمة الأمريكيّة العُليا مِثلَما صَدَر في قرارها اليوم، ومن تَسمَح لَهُ بالدُّخول، يَتعرَّض لأبْشَع أنواعِ الإهانات في مَطاراتِها عِند الوُصول.

 

لا نَعرِف كيف سيَتعاطى الوزير سولانا مع هَذهِ الإهانة، ومِن المُؤكَّد أنّه سيَذهَب إلى السِّفارة الأمريكيّة في مدريد للتَّقدُّم بِطَلبٍ للحُصول على “فيزا” لأنّه مُضطر للسَّفر إلى الولايات المتحدة لمُواصَلة عَمَلِه الأكاديمي حيث يُلقِي مُحاضَراتٍ في إحدى جامِعاتِها، ولكن أيًّا كانت نتيجة مُحاوَلاتِه فإنّ الضَّرر قد حَدَث، والإهانة تَرسَّخت، فماذا يَتوقَّع السيد سولانا من دَولةٍ تُفَرِّق أطفال المُهاجِرين عن آبائِهم، وتَضعهم في مُعسكَراتِ اعتقالٍ مُنفَصِلة دون رَحْمَةٍ أو شَفَقَةٍ؟

 

غَضِبنا في هذه الصحيفة عندما واجَه رئيس تحريرها مَنعًا مُماثِلاً من دُخول أمريكا لإلقاء سلسلة من المُحاضَرات بدَعوةٍ من كُبرَيات جامِعاتِها مثل هارفرد، وبراون، وجورج تاون، وكولومبيا بمُناسَبة صُدور أحدث كُتُبِه عن “الدولة الإسلاميّة”، والسَّبب لم يَكُن دُخول إيران، وإنّما تَحريضِ اللُّوبي الصُّهيوني، وانتقاد التَّدخُّلات العَسكريّة الأمريكيّة في العِراق وسورية وليبيا وأفغانستان التي أسفَرت عن تَحويلِها إلى دُوَلٍ فاشِلَةٍ في مُعظَمِها، وقَتل المَلايين من أبنائِها.

 

نقول للمستر سولانا أهلاً بِكْ في نادي المَمنوعين من دخول “جنّة العُنصريّة” الأمريكيّة، زَعيمَة العالم الحُر، والمُدافَع عن الحُريّات ونَشر الدِّيمقراطيّة، ونأمَل أن تكون عُضوِيّتك مُؤقَّتة.

ويَسألونَنا لماذا لا نُحِب أمريكا؟

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا