كتب/ جميل أنعم: عاصفة الحزم “2” .. إلى أين !؟

تعددت العواصف والمؤامرة نفسها، والموصوفة بسيادة إسرائيل في الوطن العربي، جغرافيا وعسكر وأمن واقتصاد ومياه، وتنحني أمة المليار والنصف بعواصف الأنظمة الملكية الموالية للإنجليز والأمريكان، وبوجود الطرف الثالث البلدي تنحت ولاتزال تتنحى أمة المليار والنصف عن جغرافيا 21 دولة وعن الثروات وعن الأسلحة الإستراتيجية وعن الذاكرة الوطنية والقومية والإسلامية والأخلاق والمبادئ والقيم، ولمصلحة السيادة القمية لبني صهيون، سيادة صهيونية إستعمارية تجاوزت كل مفاهيم الدين والأخلاق والشرف .

وبفضل عواصف الموالاة المتعددة الأشكال والإختصاص والأنواع، فعواصف الموالاة الأنظمة الملكية والطرف الثالث تتميز بنوعين لا ثالث لهما :

– النوع الأول عواصف النسيم والسلام تجاه بني صهيون إسرائيل، فكانت عاصفة مبادرة السلام لسمو الأمير “فهد بن عبدالعزيز بن سعود” في قمة المغرب 1981م للإعتراف بإسرائيل مقابل حدود 1967م والتي رفضتها سوريا وليبيا والجزائر واليمن الديمقراطية، ونامت هذه العاصفة الرومانسية لتصحو في قمة العرب في لبنان 2002م وبعنوان مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك عواصف السلام والمحبة مع إسرائيل، لتتحول إلى المبادرة العربية للسلام والتي أضاف إليها الرئيس اللبناني المقاوم “اميل لحود” حق العودة للفلسطينيين .

وعواصف الإعلام الخليجي، تواكب عواصف النسيم والسلام تجاه إسرائيل ليصبح العرض الإخباري لهذا الإعلام المتصهين عن أحداث فلسطين المحتلة كالتالي: “القوات الإسرائيلية تقتل وتعتقل الفلسطينيين” عرض إخباري عابر وتحصيل حاصل وفي نهاية الأخبار وبدون محلل سياسي وعسكري ومراكز بحوث وحقوق إنسان ولا اتجاه معاكس وأن تعرف أكثر والرأي والرأي الآخر ومباشر فلسطين المحتلة، قبل أو أثناء أو بعد الحدث هنا معدوم بالمطلق .

– والنوع الثاني من العواصف، عواصف القتل والتهجير والدمار والحصار والتشريد والتمزيق، تجاه كل من عارض مبادرة سمو الأمير ولي العهد “فهد بن سعود” عام 1981م في حينه، ثم لاحقاً وتالياً أنظمة وطنية جمهورية وحركات تحرر وطني ومقاومة وثورات عربية إسلامية، عواصف بثوابت الإستعمار والصهيونية وموالاتهم أعداء للأمة العربية والإسلامية والإنسانية قديماً وحاضراً ومستقبلاً حتى ينفخ بالصور .

عواصف متوالية من الموالاة وحلفهم نالت كلياً أو جزئياً من رافضي مبادرة سمو الأمير، عواصف متجددة حسب الزمان والمكان حتى وصلنا إلى عاصفة الحزم “1” في 2015م للأنظمة الملكية وبرأس حربة النظام السعودي والإماراتي وبقيادة الرباعية العالمية أمريكا بريطانيا السعودية الإمارات على اليمن أرضاً وانساناً، وبقميص شرعية الفنادق، والعدوان مستمر، والإرادة اليمنية انتقلت من الصمود والدفاع إلى مرحلة الهجوم وبانتظار مرحلة الانتصار .. دشن ويدشن مولاة الإنجليز والأمريكان الأنظمة الملكية والطرف الثالث أسس ومبررات عاصفة الحزم “2” بإعلان الرباعية العربية تجاه حل القضية الفلسطينية على أساس المبادرة العربية للسلام، مبادرة سمو الأمير بن سعود فهد .

والمبادرة الرباعية تهدف إلى مصالحة فتح بفتح ومصالحة فتح وحماس لتوحيد الشرعية الفلسطينية للتفاوض مع إسرائيل، هذه الشرعية اكتسبت زخماً معنوياً وأمنياً بعودة “محمد دحلان” إلى الضفة بعد أن عمل مستشاراً عسكرياً وسياسياً لسمو الأمير “محمد بن زايد” ولي عهد الإمارات، استشارات فعلت فعلها في عاصفة الحزم رقم واحد، والملف للنظر في مبادرة الرباعية العربية، والتي تشير لتدخل الجامعة العربية لمصلحة الشعب الفلسطيني، في حال تعذرت المصالحة الفلسطينية، والجامعة العربية تسيطر عليها الأنظمة الملكية وخاصة السعودية وقطر، مما ينذر وينبئ بقيام تحالف عربي وعاصفة حزم رقم إثنين لغرض المبادرة العربية الرباعية وبشرعية “محمد دحلان” ولمصلحة الشعب الفلسطيني، تماماً كما كانت المبادرة الخليجية وشرعية هادي لمصلحة الشعب اليمني، ثم ؟!¿¡ وبكل الوضعيات … هلمَّ جرا

وبالطبع لن نفاجئ إذا قادت المملكة الأردنية التحالف العربي لعاصفة الحزم “2” في فلسطين المحتلة لمصلحة السيادة الإسرائيلية، وكذلك لن نفاجئ بمواقف إخوان العالم من تركيا حتى الغنوشي وما بينهما … فقط وفقط انتظروا المفاجئة من داعش غزة والضفة والتي ستظهر قريباً على الساحة الفلسطينية والتي ستصب لمصلحة الأعداء بالمطلق .

وكان لزاماً علينا أن نشيد ونبارك ونؤيد مؤتمر غروزني المنعقد في الشيشان 25 – 27 أغسطس لعلماء أهل السنة بأبو المنصور الماتردي وإليه تنسب جامعة الأزهر المصرية، وابو حسن الأشعري والذي شمل المذهب الشافعي والمالكي والحنفي، وأثرية الإمام أحمد بن حنبل، وأقر مؤتمر غروزني والذي لم يستدعي قوى التكفير الوهابية السعودية والإخوانية، أقر هذا المؤتمر بأن الوهابية السلفية لا تمثل أهل السنة والجماعة، وأن الأزهر في مصر والزيتونة في تونس وحضرموت اليمن والقوقاز روسيا هم مراجع أهل السنة والجماعة وبذلك يكون مؤتمر غروزني 25 – 27 أغسطس 2016م قد أفشل إعلان وظهور عاصفة الحزم رقم ثلاثة، وبقيادة السعودية ضد إيران وبعنوان طائفي دامي لا يبقي حجراً على حجر، حرب ضروس دامية سنة ضد شيعة ولسيادة بني صهيون على الأمة الإسلامية بعد الأمة العربية.

وبحسب قوانين الوراثة العلمية والمؤكدة فإنه ما بين مفهوم السيادة والتنحي هناك مفهوم الطفرة الوراثية والتي تظهر أفراداً وجماعات تتفوق على السيادة بالكم والنوع، واللهم بارك في شامنا ويمننا، ومن نجد ينبت قرن الشيطان، ومن صنعاء اليمن إلى دمشق الصمود وإلى الضاحية الجنوبية لبنان ستذهب عواصف الحزن إلى أدراج الرياح .. أدراج الرياح .

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا