الرئيسية زوايا وآراء حاملات الطائرات لا تفي بالغرض.. فشل الخيار العسكري الأميركي في اليمن

حاملات الطائرات لا تفي بالغرض.. فشل الخيار العسكري الأميركي في اليمن

دون امتلاكه أساطيل بحرية ومدمرات محملة بأحدث أنواع الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي، أغلق اليمن الممرات البحرية المحاذية أمام السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال. هذه القدرات التي لا تزال الاستخبارات الأميركية الغربية تبحث عن معلومات دقيقة عن حجمها ومستودعاتها، فرضت تحدياً جديداً يتجاوز المرحلة الحالية ويمتد إلى ما بعد وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي ظل عدم فاعلية الهجمات الجوية، طرح مسؤولون إعادة النظر في الاستراتيجية الأميركية في اليمن، لمواجهة “التهديد” الذي وصفه قائد المدمرات الأربع التابعة للبحرية الأميركية، الكابتن ديف ورو، بأنه “الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية”.

وأكد ورو في حديثه لشبكة “بي بي سي” البريطانية بأنّ “حاملة الطائرات، التابعة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر، تواجه معركة شرسة ضد الهجمات من اليمن… لقد تعرضت مجموعة حاملات الطائرات، التي تحاول حماية السفن، لتهديد مستمر أيضاً”. مضيفاً بأن “التهديدات التي واجهوها خلال الأشهر الأربعة الماضية تتنوّع بين الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز، والطائرات من دون طيار، والسفن السطحية غير المأهولة، والآن السفن غير المأهولة تحت الماء، وجميعها محمَّلة بالمتفجرات”.

تكشف تصريحات ورو، بأن الهجمات الجوية لم تحد من عدد العمليات العسكرية اليمنية ونوعيتها، بعد أن أعلن قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، أن العمليات قد وصلت إلى المحيط الهندي. ويؤكد ورو على أن “وتيرة العمليات على حاملة الطائرات نفسها كانت بلا هوادة، بحيث تم تنفيذ العشرات من الطلعات الجوية على مدار الساعة”. وعلى عكس اليمنيين، يقول الكابتن ديف ورو إن الأميركيين بعيدون عن ديارهم ولا يتمتعون إلا بالقليل من وسائل الراحة”.

ارتكزت الاستراتيجية الأميركية للحد من فعالية العمليات العسكرية اليمنية على أمرين. الأول اعتمد على الهجمات الجوية والاستهداف البحري من المدمرات، والآخر بالإيعاز للسفن التجارية بسلوك مسار آخر بعيد عن البحر الأحمر. ويشير مدير برنامج الدراسات البحرية في جامعة فليتشر، روكفورد ويتز، إلى أنه “إذا قام الحوثيون بتوسيع النطاق الجغرافي لهجماتهم إلى المحيط الهندي، فقد نشهد تحويل المزيد من الشحن العالمي بين آسيا وأوروبا إلى طريق رأس الرجاء الصالح… يمكننا أيضًا أن نرى خطوط الشحن تتحول بعيدًا عن اليمن أثناء عبورها المحيط الهندي”. وأضاف أن “هذا من شأنه أن يفرض المزيد من الضغوط على قدرة الشحن العالمية. كما سيتطلب من السفن البحرية المخصصة لحماية الشحن التجاري بالقرب من اليمن تغطية منطقة جغرافية أكبر، لذلك قد تكون هناك حاجة إلى المزيد من الأصول البحرية”.

أثبتت الاستراتيجية بفرعيها محدودية بالجدوى. ويقول خبير الأمن البحري الرائد الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة المحاماة IR Consilium، لإيان رالبي، أنه “يتعين على واشنطن أن تضع استراتيجية جديدة لمواجهة الجماعة بطريقة فعالة، وقد لا يكون ذلك من خلال المواجهة الأمريكية المباشرة”.

كما كان من اللافت رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الإجابة على سؤال حول التقارير التي تشير إلى امتلاك الحركة صواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. واكتفى بالقول بأن “موقفنا بشأن قدرات الحوثيين يظل مسألة استخباراتية، ولأسباب تتعلق بـ Opsec [الأمن التشغيلي]، فإننا لن نكشف عن معرفتنا بقدرات الأسلحة الحوثية المقترحة”.

ويبرز في هذا الصدد، تصريح قائد إحدى المدمرات، الكابتن كريس هيل، بأنه “من الصعب تحديد الفوز والخسارة في هذا النوع من الصراع”. وفي جواب عن سؤال بشأن إمكان وقف كل هجوم للقوات المسلحة، يجيب هيل: “من الصعب القول ذلك”.

وأشار إلى أن الأمر “سيتطلب جهوداً حكوميةً ودوليةً أوسع”. باختصار، يقول هيل إن “الأمر سوف يتطلّب أكثر من مجرد مجموعة حاملة طائرات أميركية قوية من أجل حلّ هذه الأزمة”.

ـــــــــــــــــــــــــ
مريم السبلاني

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version