كتب : اسامة الموشكي

في منتصف الطريق السريع وقفت سيارة .،
لا جديدة ولاقديمة.
بالية ولكن انيقة.
يقودها شخصاً يمتلك ملامح ممزوجة.،
قمحي اللون؛خفيف اللحية؛قصير القامة؛سلس الشعر؛واسود العينين؛
ينظر الى مرآة سيارته التي في الجانب الايمن.،
وجد سيارات تهرع كالطير وملامح سائقيها كملامحه حين كان في نفس مسارهم اول مره ( مبتهجة).
مرة اخرى نظر الى مرآة الجانب الايسر.،
وجد سيارات لاكنها تمشي ببطئ يعتريها الخيبة ، وأيضا شاحنات عليها اناس ، نظر الى ملامحهم وجدها قريبة من ملامحه حاليا (يائسة).
ظل لدقائق يحدث نفسه حائراً.،
هل أعود لجنوب وطني ومسقط رأسي واصبر .؟
ام اواصل طريقي حتى اصل لشمال وطني وسأبرر .؟
قهقه في نفسه ضاحكا .. باكيا .،
عن اي وطن أتحدث؛ وانا على كل شارع كنت اقف ؛ وأخرج بطاقتي واحلف ؛ اني لست شماليا ، واني من ظلمهم اعاني؛ وان عدت لبدء بناء دولة الجنوب العالي ؛
تنهد من قلبه وعاد ليصرخ باكيا.،
اي تبرير سيكفي ؛ واي اعتذار سينفي ؛ اني من قلت اقتلوا ابن وطني فهو غازي ؛ وجعلت ارضي منتزها للقاصي والداني ؛ وصرخت مرحى للعربان في اوطاني ؛
اغمض عينه محاولا نسيان الماضي.،
فزع متذكرا اقواله،
طردوا بعض جيرانه “عادي”
اغتالوا اعز اصدقائه ” مسألة وقت وتعدي”
داعش تهدد منامه ” للتهويل لا داعي”
التفجيرات تهز احيائه ” ضريبة التحرر الغالي”
نهبوا بيت اخواله ” يستاهل فهو شمالي ”
نهض ممسكا مقود السيارة .،
سأعود الى ارضي فلن تغفر لي الجاره .،
نظر الى البترول وهي فل الإشارة.،
يرجع الى الوراء:
السيارة لا تمشي..
يجرب الى الامام:
السيارة تمشي..
ظل مستغرباً ؛ ولكلام اخواله متذكرا؛ ان صنعاء ليست جارة؛ انها الأم لكل قارة ؛ واهلها يلبسون المعوز تارة ؛ ويأكلون الزربيان تارة ؛ ولا يسألون احدا من المارة ؛ من أين انت او اخرج البطاقة ؛
ابتسم.،
وبسيارته شيئاً اصطدم.،
يكلمه شخص ليس عربي الكلام.،
يتأتئ .. وبالكاد قال : لا تقف هنا واذهب.،
قائلاً له:
بالتاكيد سأذهب وسأعود لتذهب

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا