من جبال العاصمة صنعاء وحجة وعمران إلى سهول البيضاء، ومن صحارى الملاجم إلى مرتفعات تعز، رسخت القبائل اليمنية صورةً مشرقةً عن وحدة الصف، وقوة العزيمة، وإيمان الشعب بأن هذه المعركة هي معركة الحق ضد الباطل، والإيمان ضد الكفر، والحرية ضد العبودية.
وفي ظل التصعيد المتزايد للعدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي على اليمن، وتواصل المجازر البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة المقاوم، اندلعت موجة من الاستنفار القبلي الموحَّد في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية.
حيث أعلن الآلاف من أبناء “القبائل اليمنية” بكل زخمٍ ووعيٍ انحيازهم الكامل لفلسطين وللمقاومة، واستعدادهم التام للالتحاق بالجبهات دفاعاً عن الأرض والعرض وسيادة الوطن.
ففي مديرية “أرحب”، نظم أبناء القبيلة وقفة قبلية مسلحة حاشدة تحت شعار “هم العدو فاحذرهم”، أعلنوا خلالها البراءة التامة من كل خائن وعميل ومنافق يعمل لصالح أمريكا وإسرائيل، وأكدوا النفير العام والاستعداد الكامل للمشاركة في معركة الفتح الموعود، وبجوارهم مسؤولون محليون وقيادات عسكرية أكدوا أن الشعب اليمني لن يستكين حتى دحر الاحتلال والعدوان.
كما شهدت مديريتا “شعوب” و”السبعين” بأمانة العاصمة، لقاءات قبلية مسلحة رفع فيها المشاركون البنادق والرايات الخضر، مع التوقيع على وثائق الشرف القبلية التي تقضي بالبراءة من العملاء، والانتماء المطلق للقضية الفلسطينية، ودعم القوات المسلحة بكل ما يملكه الشعب من رجال ومال.
وفي حجة، استنفرت قبائل عاهم بـ”مديرية كشر” وقبائل مديرية “أفلح اليمن” والمشائخ في المحافظة، لإعلان وثيقة الشرف القبلية والبراءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلان الجهوزية لمواجهة العدوان الصهيو أمريكي على اليمن وغزة.
وعقدت قبائل “وصاب السافل” بمحافظة ذمار، و”عمران المدينة”، لقاءات مشتركة أعلنت فيها النفير العام، ورفض أي تحرك لصالح العدو، مع التشديد على أن الجبهة الداخلية هي خط الدفاع الأول، وأن كل من يتعاون أو يتقاطر مع العدو سيُعامل كخائن لا حماية له.
وفي مديرية “الملاجم” بمحافظة البيضاء، أصدر المشاركون في وقفة قبلية مسلحة بياناً حاداً أكدوا فيه أن المعركة اليوم ليست فقط لتحرير فلسطين، بل لحماية السيادة اليمنية، ورفض الوصاية الأمريكية، مع تجديد التفويض الكامل للسيد القائد عبدالملك الحوثي في اتخاذ جميع الخيارات لمواجهة العدوان، ونصرة غزة.
وفي المحويت، أعلنت قبائل عزلة “عتمة” بمديرية بني سعد، النكف القبلي واستعدادها المطلق للمواجهة، مع توقيع وثيقة الشرف التي تعكس الانتماء الأصيل للقضية الفلسطينية، ورفض أي شكل من أشكال العمالة، مع الإشادة بإمكانات الجيش واللجان الشعبية في ضرب العمق الصهيوني والأمريكي.
وفي محافظة تعز، شكلت قبائل “ماوية” لقاءً مسلحاً حاسماً، أعلنت من خلاله النفير العام، ووقعت على وثيقة تجرّم التعاون مع العدو، مع التأكيد على أن أي مشاركة في التجسس أو التخابر تمثل خيانة عظمى، وستواجه بكل الحزم.
وهذا يؤكد أن الشعب اليمني بكافة مكوناته السياسية والاجتماعية والقبلية، اليوم مع فلسطين ومع المقاومة، ومع خيار المواجهة الحاسمة ضد الاستعمار الجديد، الذي يمثله المشروع الأمريكي الصهيوني.
ويأتي هذا الزخم القبلي ليشكل دعماً لوجستياً ومعنوياً كبيراً للقوات المسلحة، وهو تأكيد على أن الشعب لا ينفصل عن جيشه، وأن المعركة واحدة، وأن المستقبل سيكون للأمة الحرة المستقلة، بإذن الله.