في أعقاب استهداف “مطار بن غوريون” بصاروخ باليستي فرط صوتي أطلق من الأراضي اليمنية، صباح اليوم الأحد، دخل الكيان الإسرائيلي في حالة توتر شديدة، خاصة على الصعيد الأمني والمدني.
حيث بدأ العالم الخارجي يُظهر تخوفه من الوضع الأمني المتدهور في إسرائيل، وخصوصاً بعد فشل المنظومات الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية في اعتراض الصاروخ الذي اخترق العمق الإسرائيلي بشكل غير مسبوق.
وفي ظل هذا التصعيد النوعي، كشفت القناة 13 الإسرائيلية عن تصاعد المخاوف لدى شركات الطيران الأجنبية من استمرار رحلاتها الجوية إلى مطار بن غوريون، مشيرة إلى أن عددًا كبيرًا من هذه الشركات طالبت بتوضيحات مباشرة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي حول المشهد الأمني الجديد، كما بدأت بإجراء تقييمات دقيقة لمستوى الخطر الذي قد يهدد رحلاتها الجوية وركابها.
وشهدت الساعات الماضية موجة واسعة من الإلغاءات لرحلات جوية كانت مقررة إلى إسرائيل، حيث أعلنت شركات طيران عالمية منها “لوفرتهانزا” الألمانية و”سويس” السويسرية و”أوستريان إير” النمساوية و”إير إنديا” الهندية و”ITA” الإيطالية أنها لن تسير رحلاتها المقررة إلى مطار بن غوريون.
كما أكدت المصادر الإسرائيلية أن الخطوط الجوية البلجيكية ألغت رحلتها المتجهة إلى “تل أبيب” لهذا اليوم.
كما تم تغيير مسار طائرات كانت في طريقها إلى مطار بن غوريون مباشرة بعد سماع دوي الانفجار الناتج عن سقوط الصاروخ. إحدى طائرات شركة “إير إنديا” التي كانت على بعد دقائق فقط من الهبوط في المطار أمرت إدارة الشركة بهبوطها في دبي بدلاً من ذلك.
أما رحلة “إير يوروبا” القادمة من مدريد فقد تم إنزال الركاب منها قبل لحظات من الإقلاع، فيما تأخرت رحلات أخرى دون تحديد موعد جديد للإقلاع.
ووفق ما نقلته القناة 13 عن مصادر مطلعة، فإن الموافقة على هبوط الطائرات في مطار بن غوريون استغرقت أكثر من ساعة كاملة بعد عملية الإطلاق، وذلك إثر فحص دقيق لمدارج المطار ومحيطه للتأكد من عدم وجود أي خطر يهدد الحركة الجوية.
في المقابل، يبدو أن بعض الشركات لا تزال تتمسك برحلاتها، حيث من المنتظر أن تقلع رحلة لشركة “إير فرانس” الفرنسية من باريس كما هو مخطط لها، لكنها ستراقب عن كثب التطورات الميدانية فور اقترابها من الأجواء الإسرائيلية.
هذا التحرك العالمي يعكس حجم الصدمة التي أحدثها استهداف المطار الدولي بصاروخ يمني دقيق، ويُبرز مدى التأثير النفسي والاقتصادي الذي يمكن أن تتركه مثل هذه العمليات على مستوى العلاقات الدولية والحركة الاقتصادية للمجتمع الإسرائيلي، خاصة في قطاع الطيران والسياحة والتجارة الخارجية.
ويتوقع أن تستمر حالة التردد بين شركات الطيران العالمية في الأيام المقبلة، خاصة إذا تكررت مثل هذه الاستهدافات أو صدرت تحذيرات جديدة من قبل الجهات العسكرية المسؤولة في اليمن، مما يفتح الباب أمام ضغوط دولية متزايدة على الكيان الإسرائيلي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.