الرئيسية أخبار وتقارير اليمن يُسقِطُ أُسطورةَ الحصانة الجوية ويُعيد هندسة الردع.. شركاتُ الطيران العالمية تواصلُ...

اليمن يُسقِطُ أُسطورةَ الحصانة الجوية ويُعيد هندسة الردع.. شركاتُ الطيران العالمية تواصلُ التزامها بالقرار اليمني

صاروخٌ يمنيٌّ فرطُ صوتي عابرٌ للبحار، مدعومٌ بقرار عسكري من صنعاء، اخترق كبرياءَ العدوّ الصهيوني، ومزَّقَ هالةَ “الحصانة الجوية” التي لطالما تغنَّى بها، في بوابته الجوية الأولى؛ مطار اللُّد الدولي المُسَمَّى صهيونيًّا “بن غوريون”.

وفي توقيتٍ محسوبٍ بدقة، سقط الصاروخُ اليمني في قلب المطار الذي يخدمُ سنويًّا ما يصل إلى 23 مليون مسافر، ويشكِّلُ شريانَ الربط الحيوي للكَيان مع أكثرَ من 100 وجهة حول العالم.

حصارٌ يمني محكَمٌ وعملياتٌ عسكرية بحرية وجوية متكرّرة، حملت تداعياتٍ مكلفةً ذاتِ أبعادٍ اقتصادية واستراتيجية وإعلامية، أعادت تعريفَ قواعد الاشتباك، وزلزلت “الهيبة” الصهيونية المصطنعة من جذورها، قابلتها العديدُ من الشركات العالمية بالاستجابة.

20 شركة طيران عالمية تهرب من السماء الصهيونية:

بدأت سلسلة الانسحابات الجوية فور سقوط الصاروخ اليمني، وتتابعت بعد مخاطبة المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع للشركات العالمية بعدم السفر إلى الكيان، ولم تتوقف حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

أكثر من 20 شركة طيران عالمية، منها شركات طيران أُورُوبية وأمريكية كبرى مثل “لوفتهانزا”، “إير فرانس”، “دلتا”، “يونايتد”، و”بريتيش إيرويز”، وغيرها، جميعها علّقت رحلاتها أَو مدّدتها؛ استجابةً لقرارٍ عسكري يمني تُلِيَ من صنعاء: “هذا المطار غير آمن”.

ليس هذا فحسب، بل وصل الأمر إلى أن تضطر وزارة المواصلات الصهيونية لتحذير شركاتها الداخلية من رفع الأسعار “استغلالًا للوضع”، في اعتراف ضمني بأن الوضع خرج عن السيطرة، وأن المطار الذي كان يومًا أيقونة الصهيونية الحديثة، بات في مهب القرار اليمني.

في لحظةٍ حاسمة، يعيدنا الصاروخ الفرط صوتي إلى نقطة البداية، حَيثُ تهاوت معها منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي مجتمعة: “المقلاع، السهم “أورو” و”حيتس” والأمريكية “ثاد” أمام صاروخٍ واحد، قادم من اليمن.

فشلٌ دفاعي ترك جرحًا أمنيًّا، وضرب صورة “(إسرائيل) الآمنة” في مقتل، وأعاد للأذهان فضيحة الـ 7 من أُكتوبر، حين سقطت أُسطورة “الجيش الذي لا يُقهر” في صدمة عمليات “طوفان الأقصى” الملحمية.

العمليات اليمنية: تأثيرٌ ممتد.. ومضاعَف

وفقًا لمحللين وخبراءَ، فَــإنَّ ما حدَثَ لمطار اللُّد، ومن بعده مطار “رامون” يمثل أكثر من مُجَـرّد تهديد عابر أَو تعطيل مؤقت، ليفرز العديد من التداعيات الاستراتيجية السياسية والاقتصادية على كيان العدوّ.

الحِصارُ اليمنيُّ المفروضُ حتى وإن جاء متقطِّعًا -بحسب الخبراء- إلا أنه خَنْقٌ تدريجيٌّ لوريد الاقتصاد والسياحة في الكيان، وتأريخٌ جديدٌ لمرحلة انكشاف استراتيجي بدأت ولن تتوقف؛ فما عاد الأمن مستتبًا، ولا السماء حكرًا على الطيران الصهيوني، بل باتت مفتوحة لمختلف العمليات اليمنية.

ثقةُ الجيش اليمني بفاعلية حصاره الجوي، مرَدُّها هو إدراكُ هذه الشركات أن صاروخًا واحدًا -أصاب المجتمعَ الإسرائيلي بالذعر، والمستثمرين بالريبة، والسياحَ بالتراجع، وأجزاء من المطار أُغلقت، والرحلات الدولية تبحَثُ عن بدائلَ، والضبابية تحاصِرُ مستقبلَ الملاحة الجوية في الكيان- كافٍ لإثبات لو أنه أراد التوسيعَ والتنويعَ أكثَرَ فأكثر.

ووفقًا لخبراءَ اقتصاديين، فَــإنَّ تكرارَ الهجمات سيحوِّلُ التهديدَ إلى واقعٍ دائم، يضعُ كيانَ العدوّ في خانة المناطق غير الجاذبة للاستثمار، ويزيد من عُزلته الدولية، ويضاعفُ خسائرَه.

صنعاء تُعيد هندسة الردع:

والتأمل المنصف يدرك أنه وحتى الإعلان الأمريكي الأخير عن التهدئة مع اليمن لم يغيِّرِ المعادَلَةَ؛ فالصاروخ الذي أطلقته القوات المسلحة، الجمعة، بعد هذا الإعلان، أثبت أن اليمن ليس رهينة الصفقات الدولية، بل سيد قراره، وأن فلسطين حاضرة في كُـلّ طلقة تُطلق وكل مجال يُغلق.

ما حدث بالضبط، هو لحظةٌ فاصلةٌ تُعِيدُ هندسةَ معادلة الردع في المنطقة من البحر إلى الجو؛ لأَنَّ في عالم الطيران الحساس، لا شيءَ يساوي خسارةَ الثقة، وهذا بالضبط ما نجحت فيه القواتُ المسلحة اليمنية، تحويلُ “مطار اللد” من بوابة للعالم إلى بوابةٍ للهروب الجماعي لشركات الطيران العالمية.

ومع إحكام الحِصارِ وسقوطِ الصواريخ، سقطت معها أُسطورةُ التفوق الإسرائيلي، لترتفعَ رايةُ اليمن لتقول بصوتٍ لا يكذب: “في السماء أَيْـضًا، نحن نقرّرُ مَن يطير، ومَن ينهار”.

الجديرُ بالذكر، أنه وفيما تتواصَلُ حربُ الإبادة الجماعية الصهيونية وجريمةُ التطهير العِرقي في قطاع غزة بدعمٍ أمريكي غير مسبوق، استأنف الجيشُ اليمني في الـ 18 من مارس الماضي، عملياتِه البحريةَ والجوية، وباتت تأثيراتُها تتمدَّدُ أُفقيًّا وعَموديًّا، على حاضر ومستقبل الكيان.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version