أكد عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة تكشف عن طبيعة العدوانية المتأصلة في المشروع الصهيوني، ووصفها بأنها “نفسية إجرامية” تتغذى على القتل والدمار. وشدد على أن الصمت العربي والدولي يُشجع هذا الكيان على الاستمرار في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، بل يمنحه غطاءً أخلاقيًا وسياسيًا لتوسيع نطاق الانتهاكات.
وفي مقابلة بثتها قناة المسيرة، نقد الحوثي بشدة ما وصفه بـ”العجز العربي”، خاصة من قبل بعض الأنظمة الخليجية التي تصرف مليارات الدولارات على الولايات المتحدة دون مقابل حقيقي، متسائلًا لماذا لا تُستخدم هذه الأموال لإيقاف الإبادة الجماعية في غزة أو فك الحصار عنها؟ وأشار إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمنطقة لم تكن إلا جولة جديدة من الابتزاز، تؤكد استمرار السياسات الأمريكية في استغلال الانقسام والضعف العربي لتحقيق مكاسب سياسية ومادية.
ولفت الحوثي إلى أن كثيراً من الأنظمة العربية لا تزال تعاني من هزيمة نفسية وتاريخية أمام المشروع الصهيوني والاستعماري الغربي، وأن جامعة الدول العربية فقدت دورها منذ زمن، وأصبحت مجرد هيكل بلا فعل ولا موقف. واعتبر أن العرب يمتلكون أدوات ضغط حقيقية يمكنهم استخدامها ضد الكيان الصهيوني، لكنهم اختاروا التخلي عنها، حتى في أدنى المستويات مثل قطع العلاقات الدبلوماسية أو إنهاء التطبيع.
وقال إن دعم اليمن للقضية الفلسطينية ليس خيارًا سياسيًا فقط، بل هو واجب شرعي وديني، مشيرًا إلى أن التخلي عنه يعني استحقاق غضب إلهي أعظم من أي ضربة خارجية. وأكد أن ما يقدمه الشعب اليمني في دعم المقاومة الفلسطينية يفوق بكثير البيانات الرسمية الخجولة التي تصدر في المحافل الدولية، فالشعب اليمني يقاتل ويواجه العدو ويبني معادلات جديدة في الاشتباك، بينما البعض الآخر لا يزال ينتظر إذنًا من واشنطن ليُصدر بيان إدانة.
وأشاد الحوثي بالتطور النوعي الذي تشهده القوات المسلحة اليمنية، خاصة في مجال العمليات الصاروخية والمُسيّرات، مشيراً إلى أن الاستهداف الدقيق للأهداف المتحركة يمثل “نقلة نوعية” في استراتيجية المواجهة مع العدو. ولفت إلى أن هذه العمليات أجبرت الولايات المتحدة على طلب التهدئة، وكسرت الهالة الإعلامية التي كانت تحيط بحاملات الطائرات الأمريكية، وجعلتها في حالة ترقّب دائم داخل المنطقة.
وشدّد على أن العمليات البحرية في البحر الأحمر ليست موجهة ضد الشعوب أو التجارة العالمية، بل هي رد على العسكرة الخارجية، وحمَّل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن التصعيد في هذه المنطقة الاستراتيجية. وأكد أن دور اليمن في البحر الأحمر يصب في صالح الأمن القومي العربي، ويساعد في حماية مصر وقناة السويس من أي تدخل خارجي، وهو ما يجعل التعاون مع القاهرة ضرورة استراتيجية.
وفي الختام، جدد الحوثي التأكيد على ثبات الموقف اليمني في دعم القضية الفلسطينية، ورفض أي حلول تؤدي إلى تصفية القضية أو تعزيز الهيمنة الأمريكية – الصهيونية في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحل الحقيقي يجب أن يُنهي الاحتلال، ويستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة غير المنقوصة.