الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار أممياً لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وسط إدانات دولية وعربية
عرقلت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، تبني مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف “فوري ودائم وغير مشروط” لإطلاق النار في قطاع غزة، باستخدامها حق النقض (الفيتو)، وذلك رغم دعم 14 دولة من أصل 15 عضوًا في المجلس.
المشروع، الذي تقدّمت به عشر دول من الأعضاء غير الدائمين، تضمّن إلى جانب وقف إطلاق النار، دعوات للإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس، ورفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك تلك التي تمر عبر الأمم المتحدة.
وبررت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، استخدام بلادها للفيتو، بالقول إن “إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها”، مؤكدة أن واشنطن لن تدعم أي خطوة “لا تُدين حماس أو لا تشترط مغادرتها قطاع غزة”.
وأيدت المندوبة الأميركية الأخرى، دوروثي شيا، هذا الموقف، مؤكدة أن الولايات المتحدة ترفض أي قرار “لا يسبقه استسلام حماس ونزع سلاحها”.
ردود فعل غاضبة داخل المجلس
إثر التصويت، عبّر عدد من أعضاء المجلس عن غضبهم حيال استخدام الولايات المتحدة للفيتو، واعتبر بعضهم ذلك عائقًا أمام المساعي الدولية لوقف التصعيد المستمر في القطاع.
السفير الباكستاني، عاصم افتخار أحمد، وصف الفيتو الأميركي بأنه “ضوء أخضر لإبادة الفلسطينيين” و”وصمة عار في ضمير المجلس”. بينما قال السفير الجزائري، عمّار بن جامع: “الصمت لا ينقذ الأرواح، ولا يُخفف الألم، ولا يواجه الظلم”. وعبّر السفير السلوفيني، صموئيل زبوغار، عن أسفه قائلاً إن مشروع القرار “نابع من شعورنا بالمسؤولية المشتركة”، فيما عبّر سفيرا فرنسا وبريطانيا عن أسفهما لنتيجة التصويت.
من جانبه، حمّل السفير الصيني فو كونغ الولايات المتحدة مسؤولية فشل المجلس في تمرير القرار، داعيًا واشنطن إلى “التخلي عن الحسابات السياسية وتبنّي موقف أكثر عدالة”.
فصائل فلسطينية: الفيتو الأميركي دعم للإبادة
في ردّ فعل فلسطيني، دانت حركة حماس استخدام الولايات المتحدة للفيتو، واعتبرته دليلاً على “الانحياز الأميركي الكامل لحكومة الاحتلال”، محملة واشنطن مسؤولية استمرار “الجرائم ضد الإنسانية” في غزة.
وقالت الحركة إن الولايات المتحدة “وقفت ضد إرادة المجتمع الدولي”، وإن موقفها “يعكس استهتارها بالقانون الدولي، ورفضها لأي مسعى دولي لوقف نزيف الدم الفلسطيني”.
كذلك أدانت حركة الجهاد الإسلامي الموقف الأميركي، مؤكدة أن “الفيتو يثبت أنّ واشنطن ترعى سياسات حكومة بنيامين نتنياهو”، واصفة إياه بأنه “شراكة مباشرة في حرب الإبادة بحق الفلسطينيين”.
واشنطن: سنواصل دعم إسرائيل في الأمم المتحدة
في المقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن الفيتو الأميركي جاء لرفض “مشروع قرار غير مثمر يستهدف إسرائيل”، مضيفًا أن بلاده “ستواصل الوقوف إلى جانب إسرائيل داخل الأمم المتحدة”.
وأشار إلى أن واشنطن لن تؤيد أي قرار “لا يحمّل حماس المسؤولية ولا يدعوها لنزع السلاح، أو يتجاهل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.