الرئيسية أخبار وتقارير هل يتضرر الشرق الأوسط من الإشعاعات النووية بعد قصف المنشآت الإيرانية

هل يتضرر الشرق الأوسط من الإشعاعات النووية بعد قصف المنشآت الإيرانية

مع تصاعد التوترات عقب الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت منشآت نووية في إيران، وعلى رأسها مفاعل نطنز ومفاعل أراك للماء الثقيل، يتردد السؤال الأبرز في الأوساط الإعلامية والعلمية: هل تواجه دول الشرق الأوسط خطر تسرب إشعاعي؟ وهل تمتلك إيران بنية أمان كافية لاحتواء مثل هذه الكارثة؟

في هذا التقرير، نسلّط الضوء على المخاطر، الاحتمالات، وقراءة هادئة للسيناريوهات بناءً على ما هو مؤكد حتى الآن.

ما طبيعة المنشآت التي تم قصفها؟

بحسب مصادر استخباراتية وتقارير متقاطعة، فإن الضربات استهدفت مواقع حساسة تشمل:

مفاعل نطنز: منشأة لتخصيب اليورانيوم، تحتوي على أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز IR-6 وIR-8.مفاعل أراك للماء الثقيل: يستخدم في إنتاج البلوتونيوم، وهو عنصر يمكن استخدامه في تصنيع الأسلحة النووية.منشآت بحثية وعسكرية ملحقة قرب خنداب وأصفهان: يُعتقد أنها مراكز تطوير أو تخزين للمواد المشعة.

بحسب صور الأقمار الصناعية، فإن الضربات استهدفت البنية التحتية السطحية، لكن لم يُؤكَّد اختراق حُجُر التخصيب أو خزانات المواد النووية.

هل هناك خطر فعلي لتسرّب إشعاعي؟

ما يُرجّح غياب التسرب:
معظم المنشآت النووية الإيرانية مدفونة تحت الأرض وتُحاط بأنظمة تبريد وتحصين إسمنتي عالي السماكة. حتى في حال وقوع ضربة مباشرة، فإن تسربًا إشعاعيًا واسع النطاق يتطلب اختراق قلب التفاعل النووي أو انفجار داخلي بمخزون غير مؤمن.

حتى الآن، لم تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي تحذير رسمي عن تسرّب فعلي، وهو ما يشير إلى عدم حدوث كارثة بيئية حتى اللحظة.

ما يُبقي القلق قائمًا:
إيران لم توقّع على جميع بروتوكولات السلامة الخاصة بمنشآت الماء الثقيل. أي خطأ في عملية التخزين أو ضعف في منظومة الإطفاء الداخلي قد يؤدي إلى تسرب موضعي.

مصادر محلية تحدّثت عن روائح كيميائية وأدخنة غير اعتيادية في مناطق محيطة بنطنز، دون توثيق علمي مستقل حتى الآن.

هل الدول المجاورة مهددة؟
دول قريبة مثل:
العراق والكويت والإمارات قد تتأثر نظريًا في حال وقوع تسرب جوي، بسبب اتجاه الرياح الموسمية في هذا الفصل.

تقنيًا:
أي تسرب إشعاعي سيأخذ شكل غيوم مشعة محدودة الانتشار، ولا يمكن أن يعبر مسافات بعيدة دون فقدان فاعليته الإشعاعية.

أنظمة الرصد البيئي الإقليمي لم تُعلن حتى الآن عن أي مؤشرات غير طبيعية.

تحليل علمي سريع
الدكتور سليم الراوي، خبير الطاقة الذرية في المركز العربي للدراسات النووية، يوضح:

“الخطر الإشعاعي الحقيقي يظهر إذا انهارت نظم التبريد أو انفجرت نواة المفاعل، وهذا لم يحدث. لكن القلق يبقى مبررًا في ظل انعدام الشفافية لدى الطرف الإيراني.”

ويضيف:
“الأكثر خطورة هو الاستهداف المتكرر للمنشآت، فمع كل ضربة تتآكل أنظمة الأمان ويزداد احتمال تسرب أو حادث عرضي.”

الشرق الأوسط لا يواجه كارثة نووية حالية، لكن التصعيد العسكري حول المنشآت الحساسة يرفع المخاطر التراكمية، ويُلزم المجتمع الدولي بمراقبة دقيقة وشفافة، والضغط على الأطراف لضمان معايير السلامة البيئية.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version