في ضربة موجعة جديدة للرواية الإسرائيلية، فاجأت الجمهورية الإسلامية الإيرانية العالم، الأربعاء، بظهور أربعة من أبرز قادتها العسكريين والسياسيين أحياء، بعد أن كانت “تل أبيب” قد تباهت بتصفيتهم ضمن ضرباتها الأخيرة.
الوجوه الأربعة التي ظهرت للمرة الأولى منذ بدء العدوان تضم:
-
علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الأعلى
-
عزيز ناصر زاده، وزير الدفاع
-
اللواء إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس
-
اللواء عبد الرحيم موسوي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية
هذا الظهور العلني — الذي وُثق بصور ومقاطع بثّها الإعلام الإيراني الرسمي — نسف مزاعم الاحتلال التي ادّعت اغتيال هذه الشخصيات ضمن عمليات استهدفت “القيادات العليا للجيش الإيراني”.
إسرائيل في موقف محرج
المفاجأة الإيرانية جاءت في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصعيد إقليمي، ومحاولات إسرائيلية لتبرير عدوانها الأخير على الأراضي الإيرانية، والذي وُصف بأنه “الأعنف” منذ عقود. وتثير هذه التطورات أسئلة جدية حول نجاعة العمليات الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية، التي لطالما روج لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كإنجازات نوعية.
ورغم الضربات الأميركية-الإسرائيلية المتزامنة، التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية، فإن طهران بدت أكثر تماسكًا، ليس فقط على مستوى البنية التحتية، بل أيضًا في مستوى القيادة، ما يُضعف السردية التي أرادت إسرائيل تثبيتها لدى جمهورها الداخلي وحلفائها الغربيين.
فتح باب التساؤلات
إعلاميون ومحللون غربيون أشاروا إلى أن “ظهور القادة الإيرانيين الأحياء يعيد رسم مشهد المعركة الإعلامية”، ويطرح علامات استفهام بشأن دقة الاستخبارات الإسرائيلية، خاصة في ظل فشلها الواضح في تقديم دلائل حاسمة على أي استهداف نوعي لقيادات عليا.
وبذلك، تتحول محاولة اغتيال القيادة الإيرانية من “ضربة معنوية قاصمة” كما تم الترويج لها، إلى صفعة عكسية تمس بمصداقية المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
طهران.. رسائل متعددة
بثّ هذه المشاهد من داخل إيران لا يندرج فقط في إطار النفي، بل هو رسالة مدروسة مفادها أن المعركة لم تُكسر إرادة القيادة، وأن كل خيارات الرد مفتوحة، خصوصًا بعد تعثر مساعي “تل أبيب” لتسجيل نصر دعائي واضح بعد 12 يومًا من المواجهة المباشرة مع الجمهورية الإسلامية.
ويشير مراقبون إلى أن إسرائيل، بانكشاف دقة المعلومات التي استندت إليها، قد تجد نفسها أمام مأزق داخلي جديد، في ظل تآكل الثقة الشعبية واحتدام النقاش حول جدوى التصعيد مع دولة تملك من الصبر والقدرات ما يجعلها عصية على الردع السريع.