ارتكب العدو الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مجزرة جديدة بقصف “استراحة” على شاطئ بحر مدينة غزة، راح ضحيتها 34 شهيدا، معظمهم نساء وأطفال ونازحون كانوا ينتظرون طروداً إغاثيّة – إضافة إلى ثلاثين مصاباً نُقلوا إلى مستشفى الشفاء، في حين ارتفع عدد ضحايا غارات الاحتلال الإسرائيليّ على قطاع غزّة، منذ فجر اليوم، إلى 85 شهيداً وأكثر من 170 جريحاً.
المجزرة جاءت بعد ساعات من بيان لجيش الاحتلال يدعو نحو 18 حيّاً في مدينة غزّة وجباليا والدرج والتفاح والزيتون إلى «الإخلاء الفوري» نحو منطقة المواصي، متوعّداً بتصعيد «قريب وشديد». آلاف العائلات هرعت صوب الساحل لتجد نفسها في مخيّمات عشوائيّة تخلو من أبسط مقوّمات الحياة، بينما واصل الطيران والمدفعيّة استهداف ما تُسمّى «المناطق الآمنة».
وفي قصف ممنهج لمراكز الإيواء، طالت سلسلة غارات عدوانية خمس مدارس تؤوي نازحين – ثلاث منها متجاورة في حي الزيتون – إلى جانب مستودع مساعدات بحي الزيتون ومسجد ومدخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أنّ الاحتلال قصف 256 مركز نزوح منذ 7 أكتوبر، من بينها 11 مدرسة خلال يونيو فقط. مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أكّد بدوره استهداف خيام نازحين في المواصي، «رغم تصنيف المنطقة آمنة».
هذا وحملت حركة حماس رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة وتجويع المدنيين»، مؤكّدة أنّ ما يجري «تطهير عرقي ممنهج» يجب أن يدفع المجتمع الدولي إلى التحرّك الفوري.
بدورها، أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية تعليمات جيش الاحتلال باستهداف طالبي المساعدات في غزة، ونقلت عن ضباط في جيش الاحتلال اعترافهم بتلقي تعليمات صريحة لإطلاق النار على الفلسطينيين المتجمّعين عند مراكز توزيع الإغاثة «لمنع الازدحام». والحركة الدولية للصليب الأحمر وصفت تلك التعليمات بأنها «انتهاك فاضح لقواعد الحرب».
من جانبه، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان انهيار المنظومة الصحيّة في غزة وخطر الموت جوعاً، وحذّر من أنّ مئات الأطفال الخُدّج في حاضنات مستشفى ناصر بخان يونس مهدّدون بالهلاك لنفاد الحليب والمستلزمات الطبيّة.
كما سجّلت وزارة الصحّة عشرات الإصابات بالحمّى الشوكيّة بين الأطفال نتيجة الاكتظاظ وانعدام المياه الآمنة.
منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفع عدد الشهداء في غزّة إلى أكثر من 38 ألفاً، وبلغ عدد الجرحى 148 ألفاً، فيما لا يزال أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.