الرئيسية أخبار وتقارير اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري: المخطّط الصامت لقوة اليمن العسكرية الصاعدة

اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري: المخطّط الصامت لقوة اليمن العسكرية الصاعدة

اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري: المخطّط الصامت لقوة اليمن العسكرية الصاعدة

رئيس أركان القوات المسلحة اليمنية، اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري. منهم من يصفه بالقائد العسكري الصامت، ومنهم من يصفه بالحاج عماد مغنية اليمني. فهو القائد العسكري الذي يحوّل المواقف والتطلّعات والأهداف اليمنية الاستراتيجية المناصرة لقضايا الأمة خصوصاً فلسطين، الى عمليات لا يقتصر مداها على أراضي البلاد فقط، بل تصل الى عمق الكيان المؤقت، وإلى جغرافيا كل كيان يهدّد سلامة اليمن وشعبه.

لذلك فإن اللواء الغماري هو تجسيد حي للصبر والانضباط والقيادة الهادئة، التي أصبحت سمةً مميزةً للنهضة العسكرية اليمنية في وجه العدوان. وعلى عكس من يبحثون عن الكاميرات والتصريحات، يبتعد الغماري عن الأضواء. ومع ذلك، فإن بصماته حاضرة في كل ساحة معركة، من جبال صعدة الوعرة إلى رمال الحديدة، مروراً بجيزان وعسير والظفرة ورأس التنورة، وصولاً الى إيلات وما بعدها تل أبيب وحيفا. فالكثيرون يعتبرونه القائد الفعلي والميداني لحركة أنصار الله وللقوات المسلحة اليمنية، والذراع اليُمنى على المستوى العسكري للقائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

لذلك وضعه كيان الاحتلال الإسرائيلي على قائمة عمليات الاغتيال والاستهداف الخاصة بقادة محور المقاومة. وقد فشلت أولى عمليات الاغتيال الإسرائيلية له، في 17 حزيران / يونيو 2025.

فما هي أبرز وأهم المعلومات حول القائد الغماري ومسيرته وأدواره العسكرية؟

_من مواليد العام 1974، في عزلة ضاعن بمديرية وشحة في محافظة حجة شمالي غرب اليمن.

_نشأ في أسرة مرتبطة بالشرف القبلي والتربية الدينية. وفي العام 2003، التحق بالشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي، حيث تلقى عنده تعليماً عقائدياً دينياً.

_تزعم بعض المصادر العربية، بأنه في عام 2012، سافر إلى لبنان حيث خضع لتدريبات عسكرية عند المقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله، وأنه تلقى دورات عسكرية متقدمة في الجمهورية الإسلامية في إيران لدى حرس الثورة الإسلامية، شملت بناء منظومات الصواريخ الباليستية والتكتيكات القتالية.

_مع بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، في آذار / مارس 2015، ظنّ الكثيرون أن البلاد بقيادة حركة أنصار الله ستنهار في غضون أسابيع. لكن ما لم يكن يعلمه هؤلاء، هو وجود قادة مثل محمد عبد الكريم الغماري.

_ تدرج في المناصب العسكرية، حيث شغل منصب المشرف العسكري لمحافظة حجة، ثم القائد الميداني في الحديدة، فالمسؤول الأمني في صنعاء.

_في كانون الأول / ديسمبر 2016، عُيِّن رئيساً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني. وتولى منذ ذلك الحين مسؤولية التخطيط والتنسيق للعمليات العسكرية للجماعة، بما في ذلك الهجمات عبر الحدود.

فبصفته رئيساً للأركان، مُعيّن من قِبل المجلس السياسي الأعلى، كان للغماري دورٌ محوري في إعادة تنظيم الوضع الدفاعي، وتطوير ما عُرف لاحقًا بـ”عقيدة الصمود العسكرية اليمنية”، وهي عقيدة عسكرية تجمع ما بين تكتيكات الحرب الكلاسيكية البرية وحرب العصابات، وتطوير الصواريخ بعيدة المدى، والتعبئة الشعبية، والحرب غير المتماثلة.

_ تحت إشرافه، تم إنشاء ورش عمل ووحدات بحثية سرية، من أجل إنتاج ما يحتاجه اليمن من قدرات عسكرية بإنتاج محلي، لتخطي الحصار الأمريكي المفروض على البلاد. وقد استطاعت هذه الورش لاحقاً، من إنتاج الكثير من القدرات العسكرية النوعية، مثل: الطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية والفرط صوتية، والصواريخ البحرية ومنظومات الدفاع الجوي، وكل ما تحتاجه القوات المسلحة من قدرات استطاعت تغيير مجرى المعارك ووصلت إلى عمق أراضي المعتدين.

_ خلال العمليات الرئيسية في عامي 2021 و2022، أشرف الغماري شخصيًا على تخطيط المعارك، وراقب العمليات حتى أدقّ تفاصيلها.

_يُوصف أسلوب قيادته بأنه يمزج بين الوضوح الأيديولوجي للسيد عبد الملك الحوثي والبراغماتية العملياتية على الأرض.

_من أبرز مميزاته، قيامه بزيارة مواقع الجبهات بانتظام دون إعلان، ويتفقّد الأوضاع، ويستمع إلى المقاتلين، ويضمن وصول الدعم اللوجستي إليهم.

_يقول من يعرفونه شخصياً بأنه من تلاميذ فكر السيد حسين بدر الدين الحوثي، وأن مكتبه مُزَيَّن بآيات قرآنية ومقتطفات من خطب السيد.

_لدوره في التصدي لعدوان “عاصفة الحزم”، قامت السلطات السعودية بإدراجه، في تشرين الثاني / نوفمبر 2017، ضمن قائمة تضم 40 قيادياً، ورُصدت مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اغتياله أو أسره. وقد أُشيع في أكثر من مرة، أخبار تفيد استشهاده، سواء خلال المواجهات المباشرة في المعارك القتالية الميدانية مع القوات السعودية والميليشيات التابعة لها، أو في إحدى الغارات الجوية التي كانت تنفذها، إلا أنه كان يتبين فيما بعد سلامته.

_في أيار / مايو 2021، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليه بذريعة “تهديد الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة”. وفي تشرين الثاني / نوفمبر من العام نفسه، أدرجته الأمم المتحدة ضمن قائمة العقوبات بموجب قرارات مجلس الأمن 2140 و2216، لدوره العسكري.

_ منذ كانون الثاني / ديسمبر 2023، ارتبط اسمه بجبهة الاسناد اليمنية للمقاومة الفلسطينية خلال معركة طوفان الأقصى، من خلال قيادة الهجمات البحرية التي استهدفت سفن الشحن التابعة لإسرائيل في البحر الأحمر، وكذلك الهجمات التي طالت عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فشل عملية اغتياله

خلال العدوان الإسرائيلي الأمريكي على الجمهورية الإسلامية في إيران، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية في 17/06/2025، عن محاولة الكيان لاغتياله بغارة جوية استهدفت موقعاً في العاصمة صنعاء. وبينما أشارت بعض المصادر إلى استشهاده، كشفت هيئة البث الإسرائيلية بعد أيام، أنه نجا من محاولة الاغتيال، زاعمةً بأنه أصيب بجروح بالغة. وذكرت الهيئة بأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تلقت معلومات من جهة لم تُكشف هويتها، تؤكد نجاة اللواء الغماري من الهجوم، رغم تأكيد إصابته بجروح.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version