في وقتٍ لا تزال فيه نيران الحرب الإسرائيلية تلتهم ما تبقى من حياة في قطاع غزة، يواصل الجوع حصد الأرواح بصمتٍ موجع، ليضيف إلى مأساة القطاع فصلًا جديدًا عنوانه الموت البطيء.
في مجزرة من نوع آخر، أعلنت مصادر طبية في غزة عن استشهاد أربعة فلسطينيين، بينهم طفلان، فجر اليوم الثلاثاء، جراء سوء التغذية والجفاف، في ظل شُحٍّ شديد في الغذاء والماء والدواء نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق.
وفي التفاصيل، أكد مجمع الشفاء الطبي استشهاد الرضيع يوسف الصفدي في شمال القطاع، بينما أعلن مجمع ناصر الطبي وفاة الطفل عبد الحميد الغلبان من مدينة خان يونس. كما توفي المواطن أحمد الحسنات متأثرًا بالجوع، وفق ما أفاد به مستشفى شهداء الأقصى.
وحذّر مدير الإغاثة الطبية في غزة من دخول القطاع مرحلة حرجة من المجاعة، مؤكدًا أن الأوضاع تنذر بـ موت جماعي، خاصة في أوساط النساء والأطفال. وأضاف أن نحو 60 ألف امرأة حامل يعانين من سوء التغذية الحاد، مشيرًا إلى تزايد الحالات الحرجة في المراكز الصحية.
من جانبه، أكد المتحدث باسم بلدية غزة أن نصيب الفرد من المياه اليومية لا يتجاوز 5 لترات، ما يعجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية للشرب والطهي والاستحمام. وأضاف أن الآبار لا توفر سوى 12% من حاجة السكان، في وقت تنقطع فيه الإمدادات الحيوية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إن قطاع غزة يشهد أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق، محذرًا من أن “ما يدخل القطاع من مساعدات لا يكفي، ومن نجا من القنابل يواجه المجاعة”.
وأشار إلى أن 2.1 مليون شخص محاصرون في 12% فقط من مساحة القطاع، دون طعام أو ماء نظيف أو خدمات صحية فعالة.
كما كشف فيليب لازاريني، المفوض العام لـ”الأونروا“، أن موظفين وأطباء وعاملين إنسانيين يصابون بحالات إغماء أثناء تأدية واجبهم بسبب الجوع والإرهاق، داعيًا إلى توفير الدعم الطبي العاجل لهم.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 20 فلسطينيًا استشهدوا بسبب الجوع خلال 48 ساعة فقط، فيما تجاوز عدد ضحايا المجاعة منذ بدء الحرب أكثر من 900 شهيد، بينهم 71 طفلاً، بالإضافة إلى 6 آلاف مصاب خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم، بلغ إجمالي عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 59,029 شهيدًا، و142,135 جريحًا.
