شهدت مختلف المدن المغربية خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية موجة احتجاجات شعبية واسعة عبّر خلالها آلاف المغاربة عن غضبهم من استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة ومن الحصار المفروض على أكثر من مليونين من سكان القطاع وسط تجاهل دولي وصمت عربي مطبق
خرجت الجماهير في أكثر من مئة تظاهرة شملت ستين مدينة وبلدة مغربية تحت شعار لا للتجويع لا للحصار لا للتطبيع رافعين شعارات تندد بالدعم الأمريكي المطلق للعدوان الإسرائيلي وتحمّل الأنظمة العربية المسؤولية عن حالة العجز والصمت المخزي تجاه ما يحدث في فلسطين المحتلة
الاحتجاجات التي دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع جاءت استجابة للعدوان المستمر وسياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال في غزة والتي راح ضحيتها عشرات آلاف الشهداء والجرحى وسط دمار شامل للبنية التحتية ونقص حاد في الغذاء والدواء والماء
المتظاهرون طالبوا بإنهاء اتفاقيات التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني وإغلاق مكاتب الاتصال الإسرائيلي معتبرين أن الاستمرار في هذه العلاقات يمثل خيانة لدماء الشهداء وتواطؤًا مع الجريمة التي تُرتكب يوميًا بحق الشعب الفلسطيني
في تصريح لوسائل الإعلام قال محمد الغفري المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين إن ما يجري في غزة جريمة كبرى تُرتكب بأسلحة أمريكية وصمت دولي وعجز عربي وأضاف أن الشعب المغربي لا يمكن أن يقف متفرجًا أمام مشاهد الإبادة والتجويع مشددًا على أن ما يحدث عار على الإنسانية كلها وعلى كل من يبرر أو يشارك أو يصمت
المسيرات الشعبية التي جابت شوارع الرباط والدار البيضاء وفاس وطنجة ومراكش ومدن أخرى عبّرت عن وحدة موقف المغاربة وتضامنهم الثابت مع فلسطين ورفضهم المطلق لأي علاقة مع الاحتلال وأكد المشاركون أن الشعب المغربي سيظل داعمًا للمقاومة ورافضًا للتطبيع حتى تحرير الأرض وعودة الحقوق
يأتي هذا الحراك الشعبي في سياق أوسع من التحركات المنددة بعدوان الاحتلال الذي بدأ في أكتوبر من العام الماضي وتصاعد بشكل غير مسبوق ليأخذ طابع الإبادة الشاملة مع سياسة التجويع والتدمير الممنهج تحت غطاء دولي وصمت رسمي عربي
المغاربة خرجوا ليقولوا كلمتهم من جديد غزة ليست وحدها وأن هذا الشعب الحر لن يقبل أن يكون شاهد زور على جريمة لن ينساها التاريخ