تواصلت موجات الغضب الشعبي في اليونان ضد محاولات التطبيع والتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي حيث قمعت الشرطة اليونانية بعنف احتجاجا سلميا في جزيرة كريت استخدمت فيه الغاز المسيل للدموع واعتقلت ما يقارب 300 متظاهر كانوا يحاولون منع سفينة سياحية إسرائيلية من الرسو في ميناء آيوس نيكولاوس ضمن تحرك جماهيري واسع للتنديد بالإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة.
اللقطات التي تداولها ناشطون ووسائل إعلام على منصات التواصل أظهرت حشودا من المحتجين يرفعون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل أوقفوا الإبادة بينما كانت السفينة الإسرائيلية كراون آيرس تقترب من الميناء وعلى متنها نحو 600 مستوطن حيث حاول المتظاهرون عرقلة استقبالها وسط تصاعد حالة الاستياء الشعبي تجاه استضافة سفن الاحتلال على الأراضي الأوروبية.
وردّت الشرطة بإطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ما أتاح نقل ركاب السفينة إلى حافلات مخصصة رغم الاحتجاجات وأعلنت السلطات عن توقيف ثلاثة نشطاء قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقا فيما أفادت تقارير محلية أن نفس السفينة كانت قد ووجهت بتحركات احتجاجية مماثلة في جزر يونانية أخرى.
التحرك الشعبي الغاضب في كريت يعكس رفضا أوروبيا متناميا للتطبيع مع كيان الاحتلال خاصة في ظل المجازر المتواصلة في غزة إذ يرى المتظاهرون أن السماح بدخول سفن المستوطنين إلى موانئ آمنة في أوروبا يمثل تواطؤا مع مجرمي الحرب واستهتارا بدماء آلاف الشهداء الذين سقطوا تحت القصف الإسرائيلي.
في مقابل هذا التواطؤ الرسمي تأتي أصوات الشعوب الحرة التي ترفع صوتها رغم القمع مطالبة بوقف الإبادة وقطع كل أشكال العلاقات مع الاحتلال ما يجعل من هذه المشاهد في كريت جزءا من موجة عالمية متصاعدة تقودها إرادة الشعوب في مواجهة الاحتلال وعزل الكيان دوليا من بوابة الضغط الشعبي والاحتجاج المدني.
