سلطت صحيفة ذا صن البريطانية في تحليل حديث الضوء على التطور اللافت في القدرات العسكرية التي راكمتها صنعاء خلال السنوات الماضية، ووصفتها بأنها باتت مصدر قلق فعلي لكل من واشنطن وتل أبيب، وأثّرت بشكل مباشر على حركة الملاحة الدولية، وغيّرت معادلات الاشتباك في البحر الأحمر.
وأكد التحليل أن اليمن، رغم سنوات من الحصار والحرب والضغوط الاقتصادية، نجح في تطوير منظومات صاروخية وطائرات مسيرة متقدمة أتاحت له فرض معادلات ردع غير مسبوقة، كان أبرزها فرض حصار بحري مؤثر على موانئ الاحتلال، وعلى رأسها ميناء أم الرشراش، مما أصاب حركة التجارة الإسرائيلية بالشلل.
ورأت الصحيفة أن هذا التحول النوعي في القدرات العسكرية لصنعاء يعكس فشل المشروع الغربي في إخضاع اليمنيين، رغم كل محاولات الضغط والردع، مضيفة أن الردود الأمريكية والإسرائيلية اتسمت بالتردد والارتباك، ما كشف هشاشة الاستراتيجية العسكرية أمام معادلة ردع فرضها اليمن على أرض الواقع.
وأشارت المادة إلى أن التجربة اليمنية أصبحت نموذجًا للصمود وتحدي الهيمنة في البحر الأحمر، وتهدد بتقويض المشروع الأمريكي الإسرائيلي في الإقليم، مع تعاظم قدرة اليمن على التحكم بمسارات الملاحة الحيوية دون أن تفلح العقوبات أو التدخلات الغربية في تقويض إرادته.
وركز التقرير على أن هذه التطورات تضع القوى الغربية أمام تحديات غير مسبوقة، حيث تعيد صنعاء تشكيل قواعد الاشتباك الإقليمي، وتثبت أن التوازن العسكري في المنطقة لم يعد حكراً على القوى التقليدية، بل أصبح يتغير بفعل الإرادة والقدرة الذاتية، رغم الحصار والحرب.