أكّد معهد البحرية الأمريكية أن البحر الأحمر أصبح خالياً تماماً من السفن الأمريكية، وذلك بعد انسحاب آخر المدمرات مؤخراً، نتيجة تصاعد الهجمات البحرية التي تنفذها قوات صنعاء والتي أربكت منظومة “حارس الازدهار” وأفقدت التحالف الغربي القدرة على حماية خطوط الملاحة في المنطقة.
وتحدث المعهد عن تطور مستمر في القدرات البحرية اليمنية، مشيراً إلى أن القوات هناك تستخدم العمليات البحرية الحية كمنصات تدريب متقدمة، تعزز من خبراتها وقدراتها في تنفيذ عمليات نوعية بعيدة المدى وذات طابع تكتيكي معقّد. وتأتي هذه العمليات ضمن سياق تصاعدي فرض واقعاً أمنياً جديداً في البحر الأحمر لم تعهده المنطقة منذ عقود.
البيان الصادر من صنعاء شدد على أن “كل سفينة تتعامل مع موانئ الاحتلال الإسرائيلي أصبحت هدفاً مشروعاً، دون استثناء لأي جنسية”، وهي رسالة ردع صريحة تعكس مستوى الثقة العملياتية والتنسيق الذي باتت تتمتع به القوات اليمنية، في وقت تتزايد فيه مخاوف القوى الغربية من اتساع نطاق الضربات وعدم قدرتها على احتوائها.
وقد أظهرت الوقائع الميدانية فشل الأساطيل الغربية في التصدي للهجمات البحرية، إذ لم تتمكن حتى من إنقاذ السفن المتضررة أو توفير الحماية الموعودة لها، رغم حجم الإنفاق العسكري وتعدد التحالفات البحرية الغربية في المنطقة. هذا الفشل يكشف – بحسب معهد البحرية – عجزاً بنيوياً في الاستجابة للمخاطر الجديدة التي باتت تتطلب نمطاً مختلفاً من المواجهة.
وأشار المعهد إلى أن الردع اليمني تطوّر ليصبح تهديداً حقيقياً معقداً يصعب احتواؤه بالأساليب التقليدية، خاصة في ظل قدرة صنعاء على تنفيذ عمليات تمتد جغرافياً على مساحة واسعة، من البحر الأحمر حتى مضيق باب المندب، ما يضع قوات التحالف والولايات المتحدة أمام تحدٍّ بحري لم يسبق له مثيل في العقود الأخيرة.
ويؤكد هذا الانسحاب الشامل أن البحر الأحمر لم يعد آمناً للسفن الغربية، وأن المعركة باتت تدار من موقع ميداني متقدم لقوات تمتلك الإرادة والقدرة على فرض قواعد اشتباك جديدة، لتتحول صنعاء من طرف محاصر إلى قوة فاعلة تؤثر في معادلات الأمن البحري الإقليمي والدولي، على مرأى ومسمع من القوى الكبرى العاجزة عن الرد.
