المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    “صنعاء” توجّه تحذيراً شديداً للسعودية والإمارات: “أعيننا لا تغفل.. وصواريخنا جاهزة”

    أطلقت صنعاء تحذيراً مباشراً إلى السعودية والإمارات، محذّرة من أي...

    نداء عاجل من “مفتي ليبيا” إلى علماء الأمة

    وجّه مفتي ليبيا، الشيخ الدكتور الصادق الغرياني، نداءً قويًا...

    باحثة بريطانية: أنصار الله “قوة عسكرية وسياسية وإعلامية مستقلة” أرعبت واشنطن وفرضت معادلة جديدة

    في حوار مطوّل أجرته مجلة إنجلسبيرج البريطانية، كشفت الباحثة والأكاديمية المعروفة إليزابيث كيندال، رئيسة كلية جيرتون بجامعة كامبريدج، عن أبعاد جديدة لحركة أنصار الله اليمنية، مؤكدة أنها تحولت إلى “قوة عسكرية وسياسية وإعلامية مستقلة” أدهشت صناع القرار في الغرب وأربكت حسابات الولايات المتحدة.

    وفي حوار أدارَه الصحفي جاك ديكنز، أوضحت كيندال أن الرواية الغربية التي تصف الحركة بأنها “وكيل إيراني” هي اختزال مضلل، مشيرة إلى أن أنصار الله نشأت في ثمانينيات القرن الماضي بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، ثم تطورت تحت قيادة عبد الملك الحوثي إلى فاعل محوري في اليمن والمنطقة.

    وقالت كيندال إن الحركة اليوم تفرض سيطرتها على مناطق واسعة من اليمن تضم قرابة ثلثي السكان، وتواجه منذ سنوات تحالفاً إقليمياً تقوده السعودية والإمارات بدعم أمريكي مباشر، دون أن تفقد قدرتها على الصمود والتوسع.

    وأشارت الباحثة إلى أن التضاريس اليمنية الوعرة منحت أنصار الله ميزة استراتيجية في مواجهة الحملات العسكرية، حيث تمكّنهم من إخفاء الأسلحة وتحقيق التفوق اللوجستي، وهو ما ساهم في إفشال عمليات كبرى للتحالف.

    أما على صعيد الإعلام والثقافة، فتؤكد كيندال أن أنصار الله يمتلكون منظومة متكاملة من الأدوات التعبوية والإعلامية، تتنوع بين الشعر التقليدي والمنصات الرقمية، ما يعزز تماسكهم الداخلي ويمنحهم قدرة تأثير واسعة تفوق البعد العسكري المجرد.

    وتحدثت الباحثة عن المواجهة البحرية الأخيرة بين أنصار الله والقوات الأمريكية في البحر الأحمر، واصفة إياها بـ“الاختبار الحاسم” الذي خاضته الحركة على مدى سبعة أسابيع وانتهى بوقف إطلاق نار، اعتبرته كيندال انتصاراً رمزياً وواقعياً لأنصار الله، حيث “انتزعوا اعترافاً ضمنياً بأنهم قوة لا يمكن تجاوزها“.

    وأضافت أن موقف الحركة من الكيان الإسرائيلي لم يتغير، إذ واصلت استهداف السفن المرتبطة به تجارياً، في إطار موقف مبدئي من القضية الفلسطينية.

    وعن العلاقة مع إيران، شددت كيندال على أنها “علاقة نفع متبادل وليست تبعية”، موضحة أن الحركة تستفيد من الدعم الإيراني، لكنها تحتفظ بقرارها المستقل وتنجح في تطوير جزء كبير من تسليحها محلياً.

    وفي ختام حديثها، حذّرت الباحثة البريطانية من الرهان على اتفاقيات التطبيع، مؤكدة أن “السلام الحقيقي” في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

    وقالت إن استمرار الاحتلال والاستيطان يجعل حل الدولتين بعيد المنال، وإن مظلومية الفلسطينيين لا تزال تشكل المحرك الأهم للصراعات الإقليمية.

    spot_imgspot_img