الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الصحافي “معاريف”: الشاباك يدخل ميدان الاغتيالات و”حماس” الخارج لم تعد محصنة

“معاريف”: الشاباك يدخل ميدان الاغتيالات و”حماس” الخارج لم تعد محصنة

كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية في تقرير تحليلي لافت للصحفي العسكري آفي أشكنازي عن تحول عميق في إدارة إسرائيل للمعركة ضد قيادة حركة حماس في الخارج، بعد تصاعد الانتقادات لأداء جهاز الموساد وفشله في استهداف رموز الحركة المنتشرين في الشرق الأوسط وأوروبا.

ويشير التقرير إلى تغيير غير مسبوق في هيكلية الصلاحيات داخل المؤسسة الأمنية، حيث كُلّف جهاز الأمن العام (الشاباك) بمهمة استثنائية ليست من نطاق عمله التقليدي: تشكيل وحدة خاصة لملاحقة قادة حماس في الخارج وتصفيتهم، في ظل ما وُصف بـ”تقاعس” الموساد، وتحديدًا رئيسه ديفيد برنيع.

“حماس الخارج لم تعد محصنة”

بهذا العنوان افتتح أشكنازي تقريره الذي جاء محمّلاً بنقد لاذع للقيادة السياسية، معتبرًا أن إسرائيل تمر بـ“إحدى أحلك لحظاتها منذ اندلاع الحرب”، بعد إخفاقها في تحقيق هدفين أساسيين:

  1. تحرير 50 أسيرًا ما زالوا بقبضة كتائب القسام.

  2. إسقاط حكم حماس في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى زيارة رئيس الأركان إيال زامير لقوات فرقة 162 التي تنفذ عمليات مكثفة منذ أكثر من 9 أشهر في شمال غزة، حيث ألمح زامير إلى احتمالية التوصل إلى صفقة أسرى جزئية قريبًا، محذرًا من أن فشل ذلك سيقود إلى استمرار القتال بلا توقف.

وفي السياق نفسه، كشف أشكنازي عن خطتين بديلتين للجيش في المرحلة المقبلة:

  • فرض حصار شامل على مدينة غزة.

  • شن هجوم شامل من الجو والبحر والبر لاستهداف البنية التحتية المتبقية في المدينة.

الملف الإنساني… خطأ إستراتيجي

لم يغفل التقرير الجانب الإنساني، إذ وصف قرار تقليص المساعدات لغزة بأنه خطيئة إستراتيجية دفعت نحو تعقيد المشهد بدلًا من تحجيم حماس. وأكد أن البديل الأنسب كان “إغراق” القطاع بالمواد الغذائية لشل قدرة الحركة على التحكم بمسارات التوزيع، مستشهدًا بتصريحات منسوبة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي دعا مؤخرًا إلى سياسة “الإغراق الإنساني” كمقاربة بديلة للضغط على المقاومة.

ويركز التقرير على تحول لافت يتمثل في نقل ملف تصفية قادة حماس في الخارج من الموساد إلى الشاباك، في ما يُعد تعديًا غير مسبوق على الحدود المؤسسية بين الجهازين. هذه الخطوة، وفقًا لمصادر الصحيفة، جاءت بعد فشل متكرر في تنفيذ عمليات خارجية حساسة، ما تسبب بإحباط داخلي وغضب داخل القيادة الأمنية والسياسية.

وأكد أشكنازي أن الشاباك أنشأ وحدة خاصة جديدة، في ما قد يُعرف لاحقًا بـ”شعبة الشبح”، مكلفة بملاحقة قادة حماس في الخارج من تركيا وقطر وحتى أوروبا.

ولم يتردد المراسل في انتقاد القيادة السياسية، مشبهًا إياها بـ”طاقم قيادة سفينة تايتانيك” الذي يواصل العزف بينما السفينة تغرق، في إشارة إلى انشغال الحكومة بخلافات سياسية داخلية بينما تفشل في تحقيق أهدافها الإستراتيجية على الأرض.

وحدد أشكنازي ثلاث ركائز لا يمكن لإسرائيل تجاوز مأزقها بدونها:

  1. قيادة رشيدة وناضجة تدير الحرب بمسؤولية وطنية لا حزبية.

  2. قرارات مهنية خالصة تُبنى على تقديرات استخباراتية لا على حسابات انتخابية.

  3. تحرك متزامن ومنسق على الجبهات: غزة، الخارج، والساحة الدبلوماسية الدولية.

واختتم التقرير برسالة ذات دلالة عميقة: حتى لو نجحت إسرائيل في تدمير بنى حماس داخل غزة، فإن بقاء قادتها في الخارج طلقاء يضمن استمرار المعركة، وإمكانية إعادة بناء قدرات الحركة على المدى المتوسط. ولذلك، فإن “ميدان الخارج” أصبح اليوم لا يقل أهمية عن ميدان غزة.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version