في تصعيدٍ لافت في سردية المواجهة العسكرية شرق قطاع غزة، كشف قائد ميداني في سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – عن تفاصيل عمليات نوعية نُفذت خلال التوغل البري الإسرائيلي في مناطق الشجاعية والتفاح والزيتون، مؤكّدًا أن العدو تلقّى ضربة ميدانية مؤلمة، رغم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية المدنية.
وأوضح القائد، في تصريحات حصرية لمصادر مقربة من المقاومة، أن وحدات الهندسة في السرايا كانت قد أعدّت مسبقًا مسارح عمليات محكمة، زُرعت فيها عبوات ناسفة من نوع “ثاقب” و”زلزال”، إضافة إلى قنابل هندسية أُعيد تفعيلها من مخلفات الجيش الإسرائيلي، وجرى تركيبها بشكل عكسي للاستفادة من قدرتها التدميرية ضد القوة المهاجمة.
وأضاف القائد أن مجاهدي الوحدات الميدانية عاينوا حفرًا عميقة وحطام آليات مصفحة في محيط مواقع الانفجارات، ما يشير إلى كثافة النيران والقوة التفجيرية للعبوات المستخدمة. ومع ذلك، لفت إلى أن جزءًا كبيرًا من العمليات لم يُعلن عنه، بسبب تعذر الوصول إلى مواقع الانفجارات أو توثيقها، نظرًا للاشتباكات المستمرة وحصار المناطق المستهدفة.
ورغم الدمار الهائل في المنازل والبنية التحتية، الذي وصفه القائد بـ”الكبير والمؤلم”، إلا أنه أكد أن النتيجة الميدانية تُرجّح كفة المقاومة، وأن العدو دفع ثمنًا باهظًا مقابل تقدمه المحدود شرق غزة.
“النتيجة الميدانية تؤكد تلقي العدو ضربة مؤلمة“، هذه الجملة تُعدّ رسالة واضحة: أن التوغل البري لم يكن “انتصارًا” كما روجت له وسائل الإعلام الإسرائيلية، بل كان مغامرة كلفت الجيش خسائر فادحة في الآليات والعنصر البشري، وفق ما توحي به دلائل الميدان.
وفي ختام تصريحاته، أكّد القائد أن سرايا القدس ستواصل مسؤوليتها في قتال العدو الصهيوني، مهما بلغ فارق الإمكانات، قائلًا: “سنواصل ما تحملنا من مسؤولية… ولن نستقبله بالورود“.
وهي عبارة تحمل في طيّاتها تحذيرًا صريحًا من أي محاولة لتوغل جديد، وترسّخ مبدأ “الردع بالدم”، حيث تُقدّم المقاومة نفسها كطرف لا يُمكن تجاوزه، حتى في ظل الحرب غير المتكافئة.