كشفت تقارير لمواقع عسكرية أمريكية وبريطانية أن البحرية الأمريكية تسعى لاستخلاص الدروس من مواجهتها البحرية مع القوات اليمنية في البحر الأحمر، بعد أن أثبتت الأنظمة الصاروخية الدفاعية التقليدية محدوديتها أمام التكتيكات اليمنية المتطورة والمعقدة.
وبحسب موقع عسكري أمريكي، شرعت البحرية في تزويد عدد من مدمرات فئة “آرلي بيرك” بأنظمة اعتراض متطورة مثل “كويوت” و**”رود رونر إم”**، التي تتميز بقدرتها على التحليق قبل الاشتباك وإعادة التوجيه، إضافة إلى انخفاض تكلفتها مقارنة بصواريخ الدفاع الجوي التقليدية التي استنزفت بكثافة خلال المعارك الأخيرة. وأوضح التقرير أن هذه الأنظمة الجديدة أكثر ملاءمة للتعامل مع التهديدات الجوية غير المأهولة، خاصة في بيئات القتال البحري التي تحد من فرص إعادة التذخير.
وأشار الموقع إلى أن البحرية الأمريكية تعمل أيضًا على تطوير تقنيات إعادة التذخير في البحر، استنادًا إلى الخبرات المكتسبة من مواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية، فضلًا عن ما تعتبره تهديدًا إيرانيًا متصاعدًا تجاه الكيان الإسرائيلي.
ويأتي هذا التحول في وقت تسعى فيه وزارة الدفاع الأمريكية إلى زيادة إنتاج صواريخ “باتريوت باك-3” وأنظمة “ثاد” لتلبية الطلب المحلي والخارجي، مدفوعة بتجارب الاشتباكات الأخيرة مع القوات اليمنية وإيران، بما في ذلك ما وصفته مجلة أفييشن ويك الأمريكية بأكبر عملية اعتراض في تاريخ منظومة “ثاد” خلال يونيو الماضي. وأكدت شركة “لوكهيد مارتن” المنتجة لصواريخ “ثاد” أن الدروس المستفادة من هذه المعارك ستنعكس على التحديثات المستقبلية لأنظمة الدفاع الجوي، في إشارة إلى أهمية التكتيكات اليمنية والإيرانية في تجاوز الدفاعات التقليدية.
وفي المقابل، كشف موقع “نافي لوك أوت” البريطاني المتخصص بالشؤون البحرية أن البحرية الملكية البريطانية تواجه أزمة عميقة تهدد قدرتها على تنفيذ المهام، نتيجة خروج عدد من السفن والمقاتلات البحرية من الخدمة، ونقص الكوادر، ومشكلات صناعية، ما أدى إلى غياب شبه كامل عن غرب آسيا وعجز عن دعم العمليات في البحر الأحمر. وأرجع التقرير هذه الأزمة إلى فجوات صناعية وتمويلية متراكمة منذ ما بعد الحرب الباردة، تسببت في فقدان مهارات وقدرات حيوية، رغم إصرار المسؤولين على تقديم صورة متفائلة تتناقض مع الواقع.
ويؤكد المراقبون أن معركة البحر الأحمر مثلت محطة مفصلية في إعادة تشكيل استراتيجيات الدفاع البحري عالميًا، ودفع القوى الكبرى إلى مراجعة منظوماتها الدفاعية وخطط انتشارها في الممرات المائية الحيوية.