الرئيسية زوايا وآراء لا مجالَ للانتظار.. ولا فُسحةَ للتذرّع

لا مجالَ للانتظار.. ولا فُسحةَ للتذرّع

أيها الأحرار في كُـلّ العالم، لإنقاذ غزة من جحيم الإبادة الجماعية الصهيونية ضد الأطفال والنساء، ومن التهجير القسري والتطهير العِرقي المدعوم أمريكيًّا، ومن لعنة فخاخ الموت ومصائد القتل التي يتعرض لها المجوَّعون في القطاع الجريح المحاصَر.. لا تنتظروا أحدًا من دول الطوق ولا من أنظمة الخليج ولا من كل البشرية.

بادروا أنتم وسارعوا؛ فلا مجالَ للانتظار، ولا فُسحةَ للتذرّع، ولا تنتظروا الرجاءَ من شعوبٍ أصابها الوهن، أَو من حكامٍ باعوا المروءة على موائد الخيانة، ولا من جامعةٍ عربيةٍ نامت على وسادة العجز، ولا من منظمة وحدة إسلامية شاخت على أرصفة الانقسام، ولا من مؤسّسات دولية عمياء عن الحق، صمّاء عن صراخ المكلومين.

تخاذلُهم ليس لكم عُذرًا؛ بل وصمة عار على جبين كُـلّ من يتقاعس اليوم؛ فقوموا الآن، لا غدًا، شجّعوا كُـلَّ تحَرّك، أحيوا كُـلَّ مبادرة، ساندوا كُـلَّ يد تمتدُّ لنصرة الحق.

شاركوا كُـلّ شعبٍ ثائر في وجه الصهيونية، وكل قوةٍ تذود عن المستضعفين، وادعموا كُـلّ جماعة، كُـلّ فئة، كُـلّ فردٍ يعمل لنهضة الأُمَّــة، ويصون كرامتها، بالوقوف في وجه العدوّ الصهيوني، وأسياده، وحماته، والمطبِّعين معه.

تبرعوا بما استطعتم.. بريال، دينار، دِرْهَم، جنيه، يورو، دولار، بالنصف من ذلك، ولو بزجاجة ماء؛ فالسيل يبدأ بقَطرة، وما تجمعونه اليوم سيصبحُ غدًا لَقمةً تشبعُ جائعًا، ودواءً يداوي جريحًا، ويدًّا تمسح دمعة يتيم، وصوتًا يعلو في وجه الطغيان.

فعّلوا سلاحَ المقاطعة.. وقاطعوا بضائعَ أمريكا والكيان الصهيوني، وكل سلعةٍ دنّستها أيادي التطبيع، وأقبلوا على المنتج المحلي أَو البديل النزيه من الشرق الأصيل.

امنعوا كُـلَّ سائحٍ صهيوني أَو ممن يطبِّع معهم، وقفوا حائلًا دون أن يدنّس أرضكم، ويطأ بأقدامه ترابكم، وقاطعوا السفر والسياحة إلى دول أُورُوبا وأمريكا، وليكن امتناعكم طعنة اقتصادية في قلب عدوكم.

اقطعوا حبالَ السفاهة والخنوع عن بيوتكم، واحذفوا كُـلّ الفضائيات التي تروِّجُ للصهاينة أَو تدعم توجّـهاتهم.. وقاطعوا التافهين على مواقع التواصل، واحذفوا من متابعاتكم كُـلّ ناعقٍ لا ينطق بالحق، وكل مستعرضٍ لا يرفع راية الأُمَّــة، وأعرضوا عن كُـلّ مقطعٍ وكل “ريلز” لا يزيدكم وعيًا، ولا يعبر عن مظلومية إخوانكم.

لستم قلّة أيها الأحرار؛ بل أنتم كثرةٌ مؤثرة بإذن الله.. لستم ضعفاء؛ بل أقوياء إذَا صدقت النوايا، وتوحّدت الخُطَى، وكفى بكاءً على الجراح.. ولنبدأ صناعة النصر، من كُـلّ بيت، من كُـلّ شارع، من كُـلّ قلب نابض بالعزة والإنسانية، بالكرامة والإيمان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبد القوي السباعي

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version