الرئيسية زوايا وآراء الوهابية تدعم “إسرائيل الكبرى”

الوهابية تدعم “إسرائيل الكبرى”

هناك تشابه كبير بين الفكرين الوهابي واليهودي، وهذا التشابه ليس وليد الصدفة، وإنما حصيلة جهود مضنية بذلها اليهود لتدجين الأمة الإسلامية وتطويعها باسم الدين، ومن يرى أن هذا الكلام غير ممكن فليتذكر أن المسيحيين، في الأصل، يعادون اليهود، فهم قتلة السيد المسيح حسب معتقدهم، وقد ظلوا على حالة العداء تلك حتى ابتدع اليهود فرقًا دينية جديدة موالية لهم تحت عنوان “الإصلاح الديني” الذي جعل من المسيحية ذراعًا لخدمة المشاريع التوسعية للصهاينة، وهذا ما حدث بالضبط بالنسبة للفكر الوهابي.

فالنظام السعودي، الراعي الرسمي للوهابية بكل أشكالها ومسمياتها، هو بكلّه صنيعة من صنائع الغرب، خاصّة الإنجليز، وعبرهم قدموا للعالم الإسلامي فكراً منحرفًا بمقاييس صهيونية، معتمدين على الطفرة النفطية التي سُخرت لدعم الاقتتال في كل البلاد الإسلامية ما عدا فلسطين، فقد تُركت فريسة لليهود، وبدلاً من مساندة الشعب الفلسطيني المسلم اتجه النظام السعودي ووهابيته المقيتة إلى معاداة كل طرف يعادي “إسرائيل”، ابتداءً من القومية العربية التي وُسمت بالكفر وحتى محور المقاومة الموسوم بصفات أخرى ذات طابعٍ ديني يخدم في الأخير المصالح الصهيونية.

وقد رأينا في سورية، على سبيل المثال، كيف قاتلت الوهابية بشراسة ضد النظام الذي لم يطبع ولم يهادن في فلسطين، حتى إذا سقطت البلاد تحولت مجاميع الوهابية إلى حمائم سلام مع الكيان الصهيوني، واتجهت لقمع الشعب ونزع سلاحه تمهيدًا للاجتياح الإسرائيلي القادم ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى”.

وفي لبنان، حيث يشكل سلاح حزب الله معضلة كبيرة للصهاينة، تتوعد واشنطن الحكومة اللبنانية بتكفيريي سورية كعقوبة إذا لم ينخرطوا في المشروع القادم، وتعمل الحكومة هناك بوتيرة عالية لخدمة القرارات الأمريكية، وكلها تحت عناوين لا صحة لها كالسيادة والوطنية وغيرها.

ولو تسنّى لـ”إسرائيل” حسم المعركة في غزة لمضت مباشرةً إلى غزو لبنان ومن بعده العراق، ولن تفعل ذلك بشكلٍ مباشر، فطلائع التكفيريين ستقدم الدعم للجيش الإسرائيلي لتأمين الأرض وقمع الأحرار من أهلها ونزع ما تبقى من سلاحهم، لذا فإن أي حديث عن تجريد حزب الله أو الحشد من سلاحه يجب التعامل معه كخطر وجودي صهيوني، وكما قال القيادي في حماس أسامة حمدان: “المقاومة لن تُسلم السلاح ومَن يتعاون مع الاحتلال سيُعامل كقوة احتلال”.

وفي اليمن، وعبر مجاميع وهابية مقيتة، تتجه واشنطن وتل أبيب إلى تفعيل ورقة الخونة ضد حكومة صنعاء وجيشها الحر المساند للشعب الفلسطيني في غزة، ولكنها هنا أكثر ضعفًا ووهنا، والفضل في ذلك يعود للثقافة القرآنية التي فضحت الجميع، وبات اليمني يعلم أن الوهابية ومعها حزب الإصلاح وسائر فصائل الخيانة ليست سوى أوراق عميلة لخدمة “إسرائيل” وحماية مصالحها، وبإذن الله فإن المعركة القادمة في اليمن ستكون سببًا في سقوط المشروع الصهيوني إلى الأبد، وهذا ما نتطلع إليه ونراه قريبًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 محمد محسن الجوهري

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version