نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً موسعاً، أشارت فيه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب عمليات غير مسبوقة ضد الصحفيين في قطاع غزة، حيث قُتل ما لا يقل عن 189 صحفياً فلسطينياً منذ اندلاع الحرب، وفق إحصاء لجنة حماية الصحفيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الرقم يتجاوز حصيلة عشرين عاماً من الحرب في أفغانستان، وعقد من الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن حروب فيتنام وكوريا.
واعتبر التقرير أن السعي وراء أي شكل من أشكال المحاسبة على مقتل الصحفيين الفلسطينيين يبدو مهمة شبه مستحيلة، مستشهداً بعدم محاسبة إسرائيل حتى اليوم على اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة عام 2022 رغم التحقيقات التي أثبتت أنها قتلت برصاص قناص إسرائيلي.
وأكدت الصحيفة أن الصحفيين المحليين في غزة تحملوا وحدهم عبء التغطية بعد منع وسائل الإعلام الدولية من الدخول، ما جعلهم أهدافاً مباشرة، مشيرة إلى حادثة استهداف مستشفى ناصر جنوب القطاع التي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصاً بينهم خمسة صحفيين.
كما وثقت مقتل الصحفي أنس الشريف مراسل قناة الجزيرة وثلاثة من طاقمه، في غارة إسرائيلية وصفتها تل أبيب بأنها استهداف “خلية إرهابية“، وهو ما نفته القناة وأسرته وخبراء أمميون.
ونقلت واشنطن بوست عن منظمات المراقبة، ومنها لجنة حماية الصحفيين، إدانتها لهذه الانتهاكات، مؤكدة أن “عمليات القتل العلنية للصحفيين في غزة مستمرة على مرأى العالم”، فيما يظل المجتمع الدولي عاجزاً عن التحرك.
وأشارت إلى أن بعض المعلقين الإسرائيليين البارزين رحبوا بهذه الاغتيالات، بينما أظهر استطلاع للرأي أن 76% من الإسرائيليين اليهود يوافقون على مقولة “لا يوجد أبرياء في غزة”.
وخلص التقرير إلى أن هذه العمليات تكشف عن بيئة عدائية متصاعدة ضد الصحفيين الفلسطينيين، وأن الحرب المستمرة في غزة تضع شرعية ما تقوم به إسرائيل موضع تساؤل حتى داخل أوساطها الداخلية.
