الرئيسية المشهد الدولي الاحتلال الإسرائيلي يوسّع عدوانه بسوريا: إنزال عسكري في الكسوة وغارات متواصلة تكشف...

الاحتلال الإسرائيلي يوسّع عدوانه بسوريا: إنزال عسكري في الكسوة وغارات متواصلة تكشف فشل الردع وتفاوض بالنار مع الجولاني

في تصعيد غير مسبوق، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس، عملية إنزال جوي في منطقة الكسوة بريف دمشق، وصفت بأنها الأولى من نوعها بهذا الشكل العلني قرب العاصمة السورية، منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

الإنزال الذي استمر أكثر من ساعتين بمشاركة أربع مروحيات حملت عشرات الجنود الصهاينة، استهدف ثكنة عسكرية تابعة للفوج الرابع، وسط غياب أي اشتباك مع قوات النظام، ما يعكس عمق الاختراق الأمني والعسكري للأراضي السورية.

وجاءت العملية عقب سلسلة غارات جوية على جبل المانع والحرجلة في ريف دمشق، كان آخرها مساء الأربعاء، لتشكل ثالث اعتداء خلال أقل من 24 ساعة. وأكدت وكالة “سانا” أن الجيش السوري عثر قبل يومين على أجهزة مراقبة وتنصت زرعها الاحتلال قرب جبل المانع، لكن الموقع تعرض لهجوم جوي عند محاولة التعامل معها، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير آليات، أعقبه قصف جديد حال دون الوصول إلى المنطقة.

هذه التطورات تكشف أن الاحتلال الإسرائيلي بات يتعامل مع الجنوب السوري باعتباره ساحة مفتوحة، حيث يسعى إلى منع أي بناء لقدرات دفاعية أو صاروخية يمكن أن تهدد أمنه، مستخدماً الغارات والإنزال الميداني كأدوات مباشرة للردع والابتزاز.

سياسياً، تتزامن الاعتداءات مع مفاوضات متقدمة بين نظام أحمد الشرع “الجولاني” وتل أبيب برعاية أمريكية، إذ تحدثت وسائل عبرية عن إنجاز نحو 80% من الاتفاق الأمني المزمع توقيعه، مع بقاء نقاط خلاف حول جبل الشيخ وبعض المواقع الإستراتيجية في القنيطرة.

وتسعى تل أبيب عبر هذا التصعيد إلى فرض معادلة جديدة من “التفاوض بالنار”، بعد أن رسخت وجودها العسكري منذ سبعة أشهر في جبل الشيخ وشريط أمني بطول 15 كلم جنوب سوريا، بمساحة تتجاوز 600 كم مربع.

ويرى مراقبون أن ما يجري في الكسوة وما حولها ليس مجرد عملية عسكرية معزولة، بل هو جزء من مخطط صهيوني طويل الأمد يستهدف إخضاع سوريا بالكامل وإبقاء النظام رهينة للبقاء في السلطة مقابل التنازلات الميدانية والسيادية.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version