في تأكيد جديد على نهج الاغتيالات والإرهاب الذي يمارسه كيان العدو الإسرائيلي، كُشف عن تفاصيل عملية استهداف الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، والتي نُفذت في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 27 سبتمبر من العام الماضي، وأسفرت عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى بينهم مدنيون.
خلال حفل رسمي في مقر إقامة رئيس كيان العدو بالقدس، منح يتسحاق هرتصوغ جهاز الموساد “جائزة الأمن الإسرائيلية” على ما وصفه بـ“الإنجاز الأمني”، في إشارة إلى جريمة اغتيال نصر الله.
ضابط كبير في الموساد، يُدعى “ج“، كشف أن عملاء المنظمة عملوا تحت النيران في قلب بيروت، وأن العملية اعتمدت على “التكنولوجيا المتطورة والاستخبارات الدقيقة”.
لكن خلف هذه الرواية، تكمن جريمة حرب مكتملة الأركان، إذ ألقت طائرات العدو أكثر من 80 قنبلة تزن كل واحدة منها طناً على مقر يقع تحت مبنى سكني مكتظ بالمدنيين، ما حوّل الحي إلى ركام وأسفر عن مذبحة جماعية.
يحاول العدو الإسرائيلي تسويق العملية كإنجاز نوعي، إلا أن مراقبين يرون أنها تعكس عجز المنظومة الصهيونية عن مواجهة حزب الله في الميدان، فلجأت إلى استهداف القادة والمقرات عبر أسلوب الاغتيالات، في محاولة يائسة لفرض معادلات ردع وهمية.
عملية اغتيال نصر الله تأتي في سياق المشروع الصهيوني لاستهداف قوى المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن وإيران، وهو ما يضع الأمة أمام مسؤولية تاريخية. فالجريمة لم تستهدف شخصاً واحداً، بل استهدفت رمزية المقاومة وصوتها، في محاولة لإسكات كل من يواجه الاحتلال.
رغم محاولات العدو تصوير اغتيال نصر الله كإنجاز استراتيجي، إلا أن الواقع يشير إلى أن الجريمة ستفتح الباب أمام مواجهة طويلة الأمد، وأن حزب الله سيحوّل هذه الخسارة إلى وقود جديد لمعركة الأمة ضد الاحتلال، التي لن تتوقف إلا بزوال الكيان الصهيوني.