تعرضت إحدى كبرى القواعد الأمريكية في مدينة كيسمايو على المحيط الهندي، صباح السبت، لهجوم نوعي بالقذائف، في عملية اعتُبرت الأولى من نوعها بهذا الحجم ضد التمركزات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وبحسب تقارير إعلامية صومالية، فقد أسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود الأمريكيين، فيما سارعت حركة الشباب الصومالية إلى تبني العملية، مؤكدة أنها جاءت رداً على ما وصفته بـ “المجازر الصهيونية المتواصلة في قطاع غزة“، لتربط بذلك بين ساحة الصراع في الصومال والمعركة المفتوحة في فلسطين.
غير أن وسائل إعلام أمريكية نقلت عن مسؤولين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب اتهامات مباشرة لما وصفوهم بـ”الحوثيين“، معتبرة أن الحركة اليمنية تقف وراء الهجوم أو على الأقل قدّمت دعماً لحركة الشباب.
ويكشف هذا التناقض بين الرواية الرسمية الأمريكية وإعلان حركة الشباب عن تبني العملية، عن محاولة واضحة لواشنطن توسيع دائرة الاتهامات ضد صنعاء، بما يتماشى مع المزاعم المتكررة منذ نوفمبر 2023 حين بدأت القوات اليمنية تنفيذ سلسلة من عمليات الإسناد لغزة في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث اتهمت واشنطن آنذاك “الحوثيين” بدعم هجمات بحرية نفذتها مجموعات صومالية استهدفت سفن مرتبطة بالعدو الإسرائيلي.
ويأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه العمليات ضد الوجود الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، ما يعكس انتقال الصراع إلى مستوى جديد تتداخل فيه الجبهات البرية والبحرية ضمن معركة واحدة عنوانها إسناد غزة ومواجهة الهيمنة الأمريكية الصهيونية في القرن الأفريقي والبحر الأحمر.