أثارت تصريحات طارق عفاش، نائب رئيس ما يسمى المجلس الرئاسي الموالي لتحالف العدوان، موجة واسعة من الغضب والصدمة، بعد أن دعا صراحةً إلى التعاون مع جهاز الموساد الصهيوني لمواجهة القوات المسلحة اليمنية التي تساند الشعب الفلسطيني ومقاومته منذ أكثر من عامين، في خطوة اعتُبرت تجاوزاً سافراً لكل الخطوط الحمراء والقيم الدينية والوطنية.
الخطاب المثير للجدل لم يقتصر على التلميح، بل تضمّن دعوة مباشرة للكيان الصهيوني إلى التغلغل في اليمن ودعم الفصائل الموالية للعدوان بالسلاح والمال، مبرراً ذلك بأنه السبيل الوحيد لإخراج قوات صنعاء من معادلة الصراع السياسي والعسكري، خصوصاً بعد أن أظهرت قدرات نوعية أربكت الاحتلال في عمق البحر الأحمر دعماً لغزة.
هذه الدعوة كشفت عن تحوّل خطير في مسار الصراع الإقليمي، إذ باتت بعض الأطراف مستعدة للمضي في طريق التحالف مع العدو الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية وقيم الأمة، في وقتٍ يواصل فيه الكيان ارتكاب جرائم إبادة وحصار خانق ضد أبناء غزة.
وتؤكد المواقف الصادرة من صنعاء التناقض الفاضح بين من يقاتل دفاعاً عن القدس وفلسطين باعتبارها قضية الأمة المركزية، وبين من ارتمى في أحضان العدو الصهيوني وتبنّى خطابه، وهو ما يعكس حالة الانهيار السياسي والأخلاقي التي يعيشها المرتزقة في ظل صمود الشعب اليمني ومقاومته المستمرة.