كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن آلاف من جنود الاحتلال الإسرائيلي النظاميين غادروا جبهة الحرب في غزة دون نية للعودة، في مؤشر على أزمة متفاقمة داخل المؤسسة العسكرية للاحتلال. وبحسب تقديرات نقلتها الصحيفة، فإن الأعداد في ازدياد مستمر، وسط امتناع جيش الاحتلال عن نشر بيانات رسمية دقيقة حول حجم الظاهرة.
الصحيفة نقلت عن جنود في الخدمة أن التواجد الطويل في ساحات القتال أدى إلى انهيار نفسي ومعنوي واسع، بعضهم لم يعد قادراً على أداء مهامه، وآخرون يعانون من صدمات جراء قتل المدنيين والأطفال. أحد الجنود، الذي رمزت له الصحيفة باسم “يوني“، روى حادثة إطلاق نار عشوائي في بيت لاهيا انتهت بقتل طفلين، قائلاً إنه يعيش كوابيس متكررة بوجهيهما، فيما علّق قائد وحدته ببرود: “لقد دخلوا منطقة الإبادة، هكذا هي الحرب”.
روايات أخرى كشفت ما يصفه الجنود بـ “أوامر الإبادة”، حيث أكد قناص أن مهمته اليومية هي إطلاق النار على فلسطينيين جوعى يتجمعون قرب شاحنات المساعدات، بضغط مباشر من الضباط الذين يصرخون عبر اللاسلكي: “أسقطه.. اقتله”. هذا القناص أقر بإطلاق ما بين 50 و60 رصاصة يومياً، دون أن يعرف كم مدنياً قتل، معترفاً بأنه يعيش انهيارات نفسية متكررة.
إلى جانب ذلك، وثقت الصحيفة أن ما لا يقل عن 23 جندياً خضعوا لمحاكمات عسكرية مؤخراً بعد رفضهم دخول غزة، معظمهم من لواءي نحال وجفعاتي، فيما تم تسريح آخرين بشكل كامل من الجيش بسبب حالتهم النفسية، أو نقلوا إلى مواقع خلفية بعيدة عن القتال.
هذه الشهادات تأتي في وقت تؤكد فيه أرقام المؤسسات الصحية في غزة أن العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 خلف أكثر من 64 ألف شهيد و164 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب مجاعة أودت بحياة مئات المدنيين.
