المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الاحتلال يعترف بمقتل أربعة ضباط بانفجار عبوة في رفح

    أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الخميس مقتل أربعة...

    مؤكداً استمرار استهداف المصالح الإسرائيلية.. الحوثي يتهم الرياض بالتحالف مع “العدو الإسرائيلي” ويتوعد بمواجهة كل من يتورط

    اعتبر قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة أن الموقف السعودي يمثل نقطة تحوّل سلبية في موازين القضية الفلسطينية، ووجّه اتهاماتٍ صريحة ومباشرة للرياض، قائلاً إن سياساتها وتحالفاتها العملية تخدم مصلحة “العدو الإسرائيلي” وتضع أمن الأمة في خطر.

    وفي معرض هجومه اللاذع على مواقف الأنظمة العربية، خصّص الحوثي فصلاً قاسياً للحديث عن الدور السعودي واصفاً إياه بأنه تواطؤ عملي يتخطى حدود الدبلوماسية ليصل إلى التغطية الفعلية للمصالح الإسرائيلية.

    اتهم السيد الحوثي السعودية بأنها لم تَبقَ بمنأى عن المخطط الصهيوني وأن إعلان الرياض عن شراكات أمنية وبحرية في البحر الأحمر كان في جوهره رسالة حماية للملاحة الإسرائيلية أكثر من كونه عملاً لمصلحة المنطقة، وبلَغ حدّ هجومه المباشر عليها بعباراتٍ قوية عندما خاطبها بالقول “أخجلوا على أنفسكم، هذا عار عليكم”، مُحمِّلاً النظام تبعات هذه السياسات أمام شعوبه وأمام التاريخ.

    لم يكتفِ القائد بالهجوم اللفظي، بل حدد مجموعة إجراءات قال إنّها كانت متاحة أمام القمة العربية والإسلامية ولم تُتَّخَذ، منها قطع العلاقات مع العدو الإسرائيلي وإغلاق الأجواء أمام تحركاته ورفع تصنيف الفصائل الفلسطينية عن لوائح الإرهاب وفتح مسارات دعم مادي وإعلامي للفلسطينيين، واعتبر أن تقاعس الأنظمة عن هذه الخطوات أتاح للعدو مجال الاستباحة والتوسع.

    في قراءة عملية وصريحة، جدد الحوثي الإعلان عن استمرار العمليات اليمنية البحرية والميدانية، مؤكدًا أن حظر الملاحة على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب مستمر، ومشدداً على أن أي محاولات لإيقاف هذه العمليات بحجة حماية الملاحة أو الأمن الإقليمي ستقابل بالرفض وأن جميع مساعي حماية المصالح الإسرائيلية ستبوء بالفشل.

    أما عن أوجه الاتهام المباشر فقد ذَكَر الحوثي أن هناك تعاونًا استخبارياً ولوجستياً وسياسياً يمنح العدو قدرة تنفيذ عمليات تتعدى حدود فلسطين، وأن هذا التعاون السعودي السياسي والعملي يكرّس خدمة مصالح العدو لا مصالح الأمة، ما يجعله وفق قوله شريكاً في نتائج الاستباحة والعدوان وليس مجرد طرفٍ محايد أو متفهّم.

    لم تغب المقارنات عن خطاب الحوثي الذي روّج لفكرة أن الموقف الأمريكي أكثر واقعية وفعالية من مواقف الأنظمة العربية، مؤكداً أن الولايات المتحدة تقف عملياً مع تل أبيب بخطوات ملموسة بينما يبقى العربي محكوماً ببياناتٍ فارغة لا تردع أحداً ولا تحمي سوى مصالح خاصة. هذا التوصيف جاء مصحوباً بنداءٍ مباشر للأمتين العربية والإسلامية للعودة إلى “المعيار القرآني” في مواجهة ما وصفه مخاطر الاستباحة.

    أشاد الحوثي بمواقف دولٍ خارج الإقليم اعتبرها “واعية“، مثل إسبانيا وفنزويلا وكولومبيا وجنوب أفريقيا، وقدم هذه المواقف كمعيار يجدر بالأنظمة العربية محاكاته بدلاً من الخضوع لما اعتبره سياسة حماية مصالح عدوٍ لا يميز بين صديق أو حليف.

    واختتم القائد خطابه بتحذيرٍ واضح: أي دولة أو نظام “يجند نفسه مع العدو” سيتحوّل أمام الرأي العام إلى خاسر سياسي وأخلاقي، وتوعد كا من تورط بالاعتداء على اليمن مع العدو الإسرائيلي سيواجه بالرد، داعياً الشعوب إلى ممارسة الضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي على حكوماتها لقطع أي مسارات تعاون قد تُترجم عملياً إلى حماية للاحتلال ومصالحه.

    spot_imgspot_img