عندما يخرج القائمُ بأعمال رئيس الوزراء فضيلة القاضي العلامة محمد مفتاح مذكِّرًا ومشدّدًا على معادلة البنك بالبنك والمطار بالمطار والميناء بالميناء؛ فهذا يعني أن اليمن قد اتخذ القرار، وأن الخيارَ الآن بيد السعوديّة.
فإما سلامُ الشجعان، سلام دائم وقائم على أَسَاس الاحترام المشترك وعدم التدخل في شؤون الآخر..
وإما حربُ الفجّار والبسوس وداحس والغبراء حتى يحكم الله بيننا وبينهم بالحق وهو خير الحاكمين..
لا خيارَ ثالثًا أمامهم وأمامَنا اليوم..
الاستمرارُ في سياسات المماطلة والمناورة والحصار والتجويع والإفقار الممنهج لشعبنا اليمني، لم يعد مقبولًا اليوم، بأية حال من الأحوال..
فقد بلغ السيلُ بشعبنا اليمني الزُّبى، ولم يعد بمقدوره الصبر والتحمّل أكثر من أي وقت مضى أمام هذا الاستهتار والاستخفاف السعوديّ الأرعن..
على النظام السعوديّ أن يعيَ ويدرك هذا الأمر جيِّدًا اليوم، وقبل فوات الأوان..
فالشعب اليمني لم يعد لديه اليوم ما يخسره أَو يخافَ عليه أَو حتى يمنعه من اتِّخاذ قرار الحرب..
والحربُ -إن قامت هذه المرة- لن تكونَ ككل مرة مقصورةً أَو محصورة على الساحة أَو الجغرافية اليمنية فقط..
الحرب إن قامت هذه المرة؛ فستنتقل رحاها وتدور داخل الأراضي والجغرافية السعوديّة أَيْـضًا..
على أية حال،
الكرة في ملعب النظام السعوديّ، والقرار بيده الآن،
وعليه أن يتخذَ قرارَه الآن..
فأما السلام، وأما الحرب..
والأسلمُ له ولنا جميعًا أن يحكِّمَ العقل، وأن ينزلَ من على شجرة الاستعلاء والغرور، ويختارَ طريقَ السلام..!
ما لم، فعلى الباغي تدور الدوائر..
